العدد 3129 - الخميس 31 مارس 2011م الموافق 26 ربيع الثاني 1432هـ

معارك حول البريقة والثوار مستعدون لوقف لاطلاق النار

تدور معارك الجمعة بين الثوار والقوات الموالية للزعيم الليبي معمر القذافي قرب موقع البريقة النفطي شرق البلاد، بينما اكد المتمردون انهم مستعدون لوقف اطلاق النار بشروط.
وانتقل خط الجبهة بين الثوار وقوات القذافي صباح الجمعة الى محيط منطقة البريقة لكن الصحافيين والمدنيين منعوا للمرة الاولى من الاقتراب والمرور من مدخل اجدابيا الغربي الى خط الجبهة، بحسب مراسلي وكالة فرانس برس.
وافاد مراسل فرانس برس ان خط الجبهة كان صباحا على بعد اربعين كيلومترا تقريبا غرب اجدابيا التي تبعد 80 كلم شرق البريقة. لكن تعذر على الفور الحصول على معلومات من مصدر مستقل حول من يسيطر على البريقة التي تبعد 800 كلم عن طرابلس.
وصرح قائد الجيوش الاميركية مايك مولن ان "المشكلة الكبرى (لدى التحالف) هي الطقس في الايام الثلاثة او الاربعة الفائتة".
واوضح ان "هذا العامل ادى اكثر من اي شيء آخر الى تقليص وليس الغاء فعالية" الطائرات المكلفة تنفيذ الضربات حيث "تعذر عليها احيانا رؤية الاهداف بدقة".
وسمحت الاحوال الجوية لقوات القذافي بشن هجومها المضاد نحو الشرق ، بحسب المصدر نفسه.
وبعد اسابيع من الفوضى في صفوف الثوار الليبيين، صدرت للمرة الاولى اوامر واضحة بمنع المدنيين والمتطوعين الشباب من الاقتراب من الجبهة قرب البريقة (شرق).
ويبدو ان قيادة الثوار ومعقلها بنغازي (250 كلم شمال شرق البريقة)، اخذت بزمام الامور وتحاول تنظيم صفوفها في ميدان المعركة.
وفي الوقت نفسه، اعلن رئيس المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا مصطفى عبد الجليل ان الثوار الليبيين مستعدون لاحترام وقف لاطلاق النار شرط ان توقف قوات معمر القذافي هجومها على المدن التي يسيطر عليها المتمردون.
وقال عبد الجليل خلال مؤتمر صحافي في بنغازي (شرق) "نحن مستعدون لوقف اطلاق النار شرط ان يتمكن اخواننا في مدن الغرب من التعبير عن رأيهم بحرية وان تنسحب القوات (الموالية للقذافي)".
وادلى رئيس المجلس الوطني الانتقالي بهذه التصريحات بعد لقاء مع المبعوث الخاص للامم المتحدة في ليبيا الاردني عبد الاله الخطيب.
وتبحث القوى الغربية الكبرى عن حل سياسي اكثر منه عسكري للنزاع في ليبيا الذي اندلع في 15 شباط/فبراير مع اولى النظاهرات المؤيدة للديموقراطية في بنغازي.
ففي بكين اعتبر وزير الخارجية الالماني غيدو فسترفيلي ان "الوضع في ليبيا لا يمكن حله بوسائل عسكرية"، داعيا القذافي الى وقف اطلاق النار.
وقال اثر لقاء في بكين مع نظيره الصيني يانغ جياشي "لا يمكن ان يكون هناك سوى حل سياسي وعلينا اطلاق العملية السياسية. هذا يبدأ عندما يوقف القذافي اطلاق النار ليسمح لعملية السلام ان تنطلق".
وفي لندن، قال مصدر حكومي بريطاني لوكالة فرانس برس ان احد مستشاري نجل القذافي في طرابلس، كان يزور عائلته في لندن عاد حاملا "رسالة قوية" من الحكومة البريطانية الى نظام الزعيم الليبي.
وقال هذا المصدر طالبا عدم كشف اسمه ان "محمد اسماعيل اتى الى بريطانيا لرؤية عائلته واغتنمنا الفرصة لتوجيه رسالة قوية الى نظام العقيد القذافي".
ورفضت وزارة الخارجية التعليق على المعلومات التي تحدثت عن ان مسؤولين بريطانيين اجروا محادثات سرية مع محمد اسماعيل، احد المستشارين المقربين من سيف الاسلام القذافي.
وردا على سؤال صباح الجمعة، لم تؤكد وزارة الخارجية البريطانية هذه المعلومات. الا انها قالت "في كل الاتصالات التي نجريها، نقول بوضوح ان على القذافي ان يرحل".
وقالت صحيفة الغارديان ان محمد اسماعيل امضى اياما عدة في لندن هذا الاسبوع والتقى مسؤولين بريطانيين قبل العودة الى طرابلس.
وقالت الصحيفة وهيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي)، ان محمد اسماعيل جرى ارساله الى لندن لمحاولة ايجاد مخرج للزعيم الليبي.
وبالرغم من احراز قوات القذافي تقدما على الارض، شهد الزعيم الليبي انتكاسة سياسية بعد انشقاق وزير خارجيته موسى كوسا ومغادرته الى لندن على ما علم مساء الاربعاء، وهو احد رموز النظام الرئيسيين.
واعتبر وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ الخميس ان "استقالة (موسى كوسا) دليل على ان نظام القذافي الذي شهد انشقاق مسؤولين كبار، منقسم ويواجه ضغوطا وينهار من الداخل".
وتابع "انه يتحادث حاليا طوعا مع مسؤولين بريطانيين".
كما اعتبر متحدث باسم البيت الابيض الخميس ان انشقاق كوسا يشكل "ضربة قاسية" للقذافي ويؤكد ان المحيطين بالزعيم الليبي فقدوا ثقتهم بنظامه.
وموسى كوسا (59 عاما) معروف بمشاركته النشيطة في السنوات الماضية في كل المفاوضات التي اتاحت عودة ليبيا الى الساحة الدولية. وقد شغل منصب نائب وزير الخارجية بين 1992 و1994 ثم عين رئيسا لجهاز الاستخبارات المنصب الذي تولاه حتى 2009 قبل ان يكلف حقيبة الخارجية.
وتولى حلف شمال الاطلسي الخميس عند الساعة 6,00 ت غ قيادة كل العمليات في ليبيا، بعد ان كانت منذ 19 اذار/مارس من مسؤولية تحالف دولي بقيادة اميركية وفرنسية وبريطانية.
صرح امين عام الحلف الاطلسي اندرس فوغ راسموسن ان مهمة الحلف ستنتهي "عندما يتوقف تهديد المدنيين" لكن يستحيل تحديد موعد لذلك.
كما رفض فكرة تسليح الثوار معتبرا ان الحلف الاطلسي يتدخل عسكريا "لحماية الشعب الليبي وليس لتسليح الشعب".
 





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً