وأخيراً هرب موسى كوسا، وزير الخارجية الليبي، وأحد أعمدة نظام القذافي، الذي لعب دوراً كبيراً في سياسة بلاده، وأجرى باسمها المفاوضات، وتولى أجهزة المخابرات، وكان يظهر على الإعلام متباهياً بعمليات القتل والاغتيالات!
الرجل حتى مطلع هذا الأسبوع، كان يعقد المؤتمرات الصحافية، وفي آخر مؤتمر كان يقرأ في أوراق أمامه وكأنه رجلٌ أمي يتهجّى الكلمات، مع أنه خريج جامعي، استغل دراسته بقسم علم الاجتماع في خدمة العقيد.
بدأ حياته المهنية في أجهزة الاستخبارات (1979)، إذ عُيّن مسئولاً عن أمن السفارات الليبية في أوروبا، وفي قفزة مفاجئة عُيّن سفيراً في لندن (1980)، ولكن لم يطل به المقام هناك إذ طردته بريطانيا في العام التالي، لدوره في اغتيال عدد من المعارضين الليبيين، حتى أطلقت عليه الصحف الغربية لقب «مبعوث الموت».
هذه الأعمال زادته حظوةً عند القذافي، فاستمر بتكليفه بالمهمات القذرة، من تصفية واغتيالات خارج الحدود. وظلّ يتنقل بين المناصب الأمنية والدبلوماسية، حتى تولّى منصب نائب وزير الخارجية (1992)، وهي وظيفةٌ كبيرةٌ على رجل استخبارات، لكنها تأتي كنوع من المكافأة على تلك الخدمات. وفي العام 1994 أعيد تعيينه على رأس جهاز الاستخبارات، إلى أن عُيّن وزيراً للخارجية (2009).
حياة الرجل عبرةٌ لمن أراد الاعتبار، فقد لعب دوراً كبيراً في إعادة النظام الليبي إلى حظيرة الغرب، ونيل مرضاته. توصل إلى صفقة مع الولايات المتحدة لتعويض ضحايا طائرة لوكربي؛ ومع فرنسا في تفجير طائرة النيجر، رغم أنه متهمٌ بالتخطيط للتفجيرين.
كوسا كان أيضاً بطل صفقة تفكيك «البرنامج النووي الليبي»، وشحن مواده بحراً للولايات المتحدة (2003). الصفقة جاءت بعد قليل من احتلال العراق وملاحقة رئيسه آنذاك والقبض عليه بتلك الصورة التي أرعبت الكثيرين.
في السنوات الأخيرة، ومع الابتعاد عن العالم العربي ومطالبته بإلغاء الجامعة العربية، توجّه الزعيم إلى افريقيا حتى عُيّن ملكاً لملوكها، وقام هو بتعيين صاحبه كوسا مستشاراً للأمن القومي خلفاً لابنه معتصم القذافي. لم يكن لائقاً أن تظل جماهيريةٌ اشتراكيةٌ عظمى دون مستشار للأمن القومي!
قبل شهرين، ومع بداية حركة احتجاج شعبية تأثرت بالجارين عن يمينٍ (مصر) وشمالٍ (تونس)، خرج متباهياً في تجمع شعبي، وتبارى ليلتها الخطباء في كيل المديح له، ولم يبق إلا أن يعتبروه نبياً مرسلاً. وحين رُفع الغطاء واهتزت الأرض، خرج مرةً أخرى ليصف الشعب الليبي بالحيوانات والجرذان والكلاب. قاموسٌ مليء بالبذاءات أزاح القشرة الرقيقة عن رجل... ظل متخفياً أربعين عاماً تحت عباءة رئيس دولة.
كل التقارير تتكلّم اليوم عن أيامه الأخيرة. بدأ الكثير من المقرّبين منه ينفضّون عنه، سفراء وضباط ومسئولون كبار، فلا أحد يريد أن يبقى في قارب مشرف على الغرق... وآخر الهاربين موسى كوسا.
لقد أصبح ملك ملوك افريقيا وحيداً في خيمته، مع أنباء جديدة أيضاً عن فرار رئيس مخابراته. كلّ أسراره ومواقع نومه وطرق تخفيه أصبحت بحوزة مطارديه. لله الأمرُ من قبلُ ومن بعد، لا مضاد له في ملكه، ولا منازع له في أمره، ولا دائم إلا وجهه. سبحان ربّك رب العزة عمّا يصفون. وسلامٌ على المرسلين
إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"العدد 3129 - الخميس 31 مارس 2011م الموافق 26 ربيع الثاني 1432هـ
الكوسة الحقيقي
الكوسة هو الذي لا يلتزم الادب يا رقم 8. ارفعوا راسكم يا كتاب الوسط.
تحية طيبة وبعد
سيدنا الكريم.. قلة قليلة تلك التي تقف لتدافع عنّا.. فلا البعيد استنكر ولا القريب ناصر.. وأنتم من الذين يفتحون لنا في كل يوم نافذة صغيرة نستنشق منها الأمل ونعرف عن طريقها أنّ ما زال في هذا العالم بعض الأحرار الشرفاء.. فواصلوا دفاعكم عن المظلومين ولا تستهينوا بما تكتبون فإنّ له في القلب وقع تبرأ به بعض جراحنا وتُخفف منه قدرًا من آلامنا.. والسلام عليكم.. والله حافظكم وناصركم!!
استاذي العزيز
على الرغم من حساسةالوضغ في ليبيا لكن كان من الاجدر بك يا سيدي ان يخظ حبرقلمك في شؤون البحرين لاننا نحاج هذا الوقت امس احاجة له
الانسان عندما يطغى يعتقد بانه ملك الملوك على الأرض وفي لحظة يصبح أتفه التافهين .... ام محمود
كل الأوصاف البذيئة التي وصف بها القذافي شعبه تنطبق عليه وهو في الأخير سيهرب من دار دار بيت بيت زنفه زنفه الى أن يقبض عليه ولن يسامحه على جرائمه -- المشكلة ان الرؤوساء العرب لم يتعلموا الدروس من الثورة التونسية والمصرية وأصابهم الكبرياء والغرور ووقوف امريكا معهم ....
اين مذكراتك اليومية يا استاذ
غريبة لم تذكر ولا شي عن البحرين الحبيبة
كلمة حرة ياسيدنا.
شوف لا الكوسا دائمه ولا حتى اسرائيل ، انما يدوم صاحب القضية الحقه فقط المتوكل على الله/ ام مراوى
لكل طاغية نهاية وفرعون من فرعنك لم اجد من يرد عليّ
الله سبحانه وتعالى يعطي البشر الفرصة للتوبه ولكن العبد الشقي لم يرتدع ويتوب بل يزيد في طغيانه يتراى ان الله غافل وانما نملي لهم ليزدادوا اثم والله سبحانه وتعالى يمهل ولا يهمل حاشاه
ولكن الأنسان لا يتعض ولا يتعلم الا اذا شارف على الغرق قال : آمنت بما آمنت به بني اسرائيل ولكن بعد ذلك فات الفوت وعندها لا ينفع الصوت ،والله غالب على امره ولو كره المشركون
وشكرا لك يا سيد .
صبحك الله بالخير ياسيد
لين حقت حقايقها يطلع كل المطبلين للأنظمة المارقة مغرر بهم وأنهم لم يكونوا يعلموا شيئا وأنه قد ضغط عليهم للعمل في هذا الجهاز أو...........