إن بعض الأفراد إذا كانوا في حالة نفسية رديئة يساورهم شعور بأنهم فاشلون في إقامة علاقة جيدة مع الناس، وهذا بطبيعة الحال أمر سيئ. إن الكثير منا عندما يكون بهذه الحالة لا يبحث عن الأسباب والعلاج ليتجاوز هذه الأزمة، بل يقوم بندب حظه والشكوى من الزمن والظروف والناس وأنه سيواجه الناس بطريقتهم، إذا شعر مثلاً بمقاطعة الناس فإنه سيواجههم بالمقاطعة من طرفه وهكذا في بقية الأمور. إن هؤلاء الناس تجدهم بالفعل يواجهون السيئ بالأسوأ في محاولة العلاج... والنتيجة في هذا الحال تكون مأساوية ومحبطة للغاية، ولها آثار وانعكاسات غير محمودة على المرء تؤدي به إلى المخاصمات والتمادي بين الناس، ومواجهة السيئ بالأسوأ التي تولّد الخصومة والبغضاء بين الناس، ولهذا يقول الإمام الصادق (ع): «إياكم والخصومة فإنها تشغل القلب، وتورث النفاق، وتكسب الضغائن». واللافت للانتباه أن الكثير منا يبذل جهداً وينفق وقتاً طويلاً من أجل إتقان صنعة أو مهارة أو تحصيل علم، لكن قلما نجد إنساناً ينفق وقته ويبذل جهده ليتعلم فن ومهارة التعامل مع الناس... إن من يحسن التعامل مع الناس سيجد رد فعل إيجابي منهم على الأقل، ومن الثابت علمياً أنه بحب الناس تزداد ثقة الإنسان بنفسه، ولكن الصلات المتنافرة مع الناس تجعل الإنسان في حالة نفسية سيئة كلها حقد وضغينة، وقد ورد عن إمام المتقين الإمام علي (ع) قوله: الحقود معذّب النفس متضاعف الهم. ومن اطرح الحقد استراح قلبه ولبّه... أي عقله.
وهذا ما أكده علم الطب حيث إن أكثر العلل والأمراض النفسية والعصبية قد ترجع إلى الحقد الناجم من انعدام الاستقرار العقلي والنفسي الناتج من الصلات المتنافرة وغير الإسلامية بين الفرد والمحيطين به أو المتعاملين معه.
منى الحايكي
اتخذت عادة حسنة عندي وهي انني أقوم بين فترة وفترة بتصفح بريدي الالكتروني وذلك من اجل إعادة قراءة بعض الرسائل ذات المعاني المهمة والتي نحتاجها في حياتنا ومن ضمن هذه الرسائل رسالة أرسلها إلي احد الإخوة العزاء وهي تتحدث عن الثقة بالنفس، لن أقوم بالتعليق عليها وإنما سأضعها كما هي لأنها بصراحة ذات معنى ومغزى مهم والقصة تتحدث عن رجل أعمال غارق في ديونه لم يجد وسيلة للخروج منها سوى أن يجلس على كرسي بالحديقة العامة في مدينته وهو في قمة الحزن والهمّ متسائلاً إن كان هناك من ينقذه، وينقذ شركته من الإفلاس؟ فجأة! ظهر له رجل عجوز وقال له: «أرى أن هناك ما يزعجك»، فحكى له رجل الأعمال ما أصابه، فرد عليه العجوز قائلا: «أعتقد أن بإمكاني مساعدتك»، ثم سأل الرجل عن اسمه وكتب له شيكاً وسلّمهُ له قائلاً: «خذ هذه النقود وقابلني بعد سنة بهذا المكان لتعيد المبلغ»، وبعدها رحل العجوز وبقي رجل الأعمال مشدوهاً يقلب بين يديه شيكاً بمبلغ نصف مليون دولار عليه توقيع (جون دي روكفلر) رجل أعمال أميركي كان أكثر رجال العالم ثراء فترة 1839م – 1937م. جمع ثروته من عمله في مجال البترول، وفي وقت لاحق أصبح من المشهورين. أنفق روكفلر خلال حياته مبلغ 550 مليون دولار أميركي تقريبًا في مشروعات خيرية. أفاق الرجل من ذهوله وقال بحماسة: الآن أستطيع أن أمحو بهذه النقود كل ما يقلقني، ثم فكر لوهلة وقرر أن يسعى لحفظ شركته من الإفلاس دون أن يلجأ لصرف الشيك الذي اتخذه مصدر أمان وقوة له. وانطلق بتفاؤل نحو شركته وبدأ أعماله ودخل بمفاوضات ناجحة مع الدائنين لتأجيل تاريخ الدفع. واستطاع تحقيق عمليات بيع كبيرة لصالح شركته. وخلال بضعة شهور استطاع أن يسدد ديونه. وبدأ يربح من جديد. وبعد انتهاء السنة المحددة من قبل ذلك العجوز، ذهب الرجل إلى الحديقة متحمساً فوجد ذلك الرجل العجوز بانتظاره على نفس الكرسي، فلم يستطع أن يتمالك نفسه فأعطاه الشيك الذي لم يصرفه، وبدأ يقص عليه قصة النجاحات التي حققها دون أن يصرف الشيك. وفجأة قاطعته ممرضة مسرعة باتجاه العجوز قائلة: الحمد لله أني وجدتك هنا، فأخذته من يده، وقالت لرجل الأعمال: أرجو ألا يكون قد أزعجك، فهو دائم الهروب من مستشفى المجانين المجاور لهذه الحديقة، ويدّعي للناس بأنه «جون دي روكفلر». وقف رجل الأعمال تغمره الدهشة ويفكر في تلك السنة الكاملة التي مرت وهو ينتزع شركته من خطر الإفلاس ويعقد صفقات البيع والشراء ويفاوض بقوة لاقتناعه بأن هناك نصف مليون دولار خلفه! حينها أدرك أنّ النقود لم تكن هي التي غيَّرت حياته وأنقذت شركته، بل الذي غيرها هو اكتشافه الجديد المتمثل في (الثقة بالنفس) فهي التي تمنحك قوة تجعلك تتخطى أخطر فشل وتحقق أعظم نجاح بإذن الله.
مجدي النشيط
لاشك ان البحرين ستتغير نحو الاحسن بعد 14 فبراير وقد سمعت من احد الاصدقاء الذين حضروا مقابلة مع سمو ولي العهد بان سموه قال ان بحرين ما قبل 14 فبراير ستكون غير بحرين ما بعد 14 فبراير اي بما معناه ان التغيير نحو الافضل والاحسن سوف يحل بالبحرين والسؤال الكبير المطروح اليوم هو كيف سيتم هذا التغيير نحو الافضل ولا اعتقد ان بحرينيا واحدا يريد للاصلاحات والتغييرات المرجوة ان تأتي عن طريق الفوضى بل عن طريق الحوار والسلم والامان شريطة ان يكون الحوار مفتوحا لكل المواضيع بدون وجل ولا خوف ولا تردد لذكر الكثير من العيوب والسلبيات التي حلت بالبحرين في الماضي وارساء مبدأ المساواة بين المواطنين على اساس ان تكون الوظائف مفتوحة للجميع بحيث يسأل طالب الوظيفة عن كفاءته وخبرته وليس عن عائلته وطائفته واقتراح حلول للقضاء على الفساد الاداري والمالي بحيث لا يكون اي شخص صاحب منصب من اعلى القمة الى الاسفل معفيا من ذكر اسمه اذا كان يستغل منصبه لمصلحة شخصية وان تكون الادارة العامة في البلاد مهتمة بامرين مهمين الحاضر والمستقبل ففي الحاضر يجب اداء الخدمات للمواطنين بسهولة ويسر وسرعة ويجب الاهتمام العميق بالمستقبل وذلك عن طريق دراسة المستجدات المتوقعة في المستقبل واعداد خطط لملاقاة وايجاد حلول لهذه المستجدات ونسأل الله ان يعم البحرين السلم والامان والتقدم واصلاحات جذريه تضع البحرين في صف الدول الديمقراطيه الحديثة التي يحاسب فيها كل صاحب منصب مهما بلغت رفعته اذا قدم المصلحة الخاصة على المصلحة العامة.
عبدالعزيز علي حسين
لاشك ان الاحداث الاخيرة صدعت من جدار الوطنية وشرخت شرخا عميقا في العلاقات الاخوية، وزرعت الخوف وعدم الثقة والريبة في صدور الاصدقاء، وفتتت النسيج الاجتماعي الرصين الذي عرفت به البحرين، الذي تعايش تحت ظلاله شتى الفئات والمذاهب، واصبح المجتمع ينزف دما ويعاني جروحا من الصعب في القريب المنظور ان تلتئم.
فما بال أقوام يتلذذون بنشر الطائفية بين المواطنين، وما بال أقوام يتغنون على جراح المكلومين، وما بال أقوام ينفثون سمومهم في عقول الشباب والمراهقين، ما بال أقوام يؤججون الكراهية والعداوة بين المتحابين، ما بال أقوام يبثون الكذب والاشاعات ليخلقوا جيلا من الغاضبين الحاقدين، ما بال أقوام يفرحون اذا سفكت دماء الابرياء والمظلومين، ما بال اقوام يفرحون اذا روعت حياة الآمنين.
لمصلحة من كل هذا؟ ومن الرابح من هذا الهرج والمرج؟ وما الذي استفاده النافثون في رماد الفتنة حتى صار سعيرا؟ لقد انشطر المجتمع نصفين، وصار الإخوان اعداء ومختلفين، وكل تخندق في خندق، وصرنا كأننا في الجاهلية الجهلاء، ورجعت بيننا حرب داحس والغبراء، وما ذلك الا بسبب عدم تدخل الحكماء، وسكوت وصمت العقلاء، فتقدم الجهلاء واشتط الحمقى والدخلاء واعلنوا الحرب على بعضهم، وتلاسنوا وتلاعنوا وتقاتلوا وكل ينادي أخرجوا هؤلاء القوم من دياركم انهم اناس مفسدون، او ارموهم في البحر انهم قوم ملعونون.
ألم يأن للذين آمنوا ان يحكموا صوت العقل والحكمة؟ ألم يأن للذين آمنوا ان يتداركوا السفينة قبل الغرق؟ ألم يأن للذين آمنوا ان ينزعوا فتيل الفتنة والعداوة؟ ألم يأن للذين آمنوا ان يسمعوا لنداء القرآن ويغلقوا فضائيات الشيطان؟ ألم يأن للذين آمنوا ان يفكروا في مصلحة البلاد والعباد بعيدا عن الفئوية والمذهبية والحزبية والتدخلات الخارجية؟ لا أحد سيبكي على بلادكم اذا احترقت، ولا احد سيبكي على ابنائكم وفلذات اكبادكم اذا قتلت، ولا احد سيسأل عنكم اذا الاوضاع تفاقمت. فكروا قبل ان تندموا، واعقلو قبل ان تتعقد الامور، لن يكون هناك رابح او خاسر، يا قومي ما كان اللين في شيء الا زانه وربنا اوصى موسى (ع) ان يقول لفرعون «فقولا له قولا لينا لعله يتذكر او يخشى».
فلسنا في قطار كل جماعة ستنزل في محطة قادمة حتى ندعو الى التصعيد والمقاطعة، فنحن في دولة صغيرة جدا محدودة المقدرات والثروات لا يسعها اي خلاف بين اثنين فكيف بين فئتين، نحن قرية صغيرة محدودة الحدود والمساحة لا تحتمل اي فرقة بين اثنين فضلا بين فئتين، فكل منا يحتاج الى الاخر، في جميع شئون الحياة، لا يستطيع اي طرف ان يهمش او يلغي الطرف الآخر، امكانياتنا محدودة ومواردنا محدودة ليست قابلة للقسمة على فئتين، وانما قابلة للتقاسم والتشارك فيها. الان بعد ما راحت السكرة وجاءت الفكرة هل تساءلنا ما ذنب الاولاد اذا تقاتلوا؟
وما ذنب الجيران اذا تهاجروا؟ وما ذنب الزملاء اذا تخاصموا؟ لماذا نجني على مجتمعنا وننشر سموم الطائفية في ربوعه؟ لماذا نجني على وطننا وننشر الخوف والذعر في جوانبه؟ نحن نحمل كل رجال الدين والفكر والجمعيات السياسية هذه المسئولية ونرجو منهم ان يحكموا صوت العقل ويسارعوا في اصلاح ذات البين بين المسلمين عبر شتى الفعاليات والدعوات والمنابر. وان يكون ذلك تحت شعار «فاعف عنهم واصفح إن الله يحب المحسنين».
على الجميع ان ينشر ثقافة المحبة والتسامح والعفو تأسيا بقول المصطفى (ص): «ما نقص مال من صدقة وما زاد الله بعفو الا عزا». فاصلاح ذات البين من أحب وأحسن الاعمال الى الله عز وجل بمشهود الأحاديث الكريمة، والعفو والتسامح من صفات عباد الله المؤمنين حقا فقد روى الحاكم وصحح اسناده مرفوعا «من سره ان يشرف له بالبنيان وترفع له الدرجات فليعف عمن ظلمه، ويعط مـن حرمه، ويصل من قطعه».
ان كنتم مؤمنين حقا ستحقنون دماءكم، وان كنتم مؤمنين سيعفو بعضكم عن بعض بعيدا عن وساطات الآخرين، وليعمل الجميع في تسيير عجلة الاقتصاد والتنمية، فهناك من الأمور والملفات التي لن تعالج إلا بتكاتف الجميع، فاذا انشغلنا بخلافاتنا وتخندقنا في خنادقنا من يحلحل ملفات عشرات الآلاف من التائهين مع الاسكان ومن يعالج ملف الآلاف من العاطلين؟ ومن يسعى لانتزاع حقوق المطحونين؟ ومن يوقف سيف الضرائب عن رقاب البؤساء والمعذبين؟ يكفي الشعب انه يأن من مطالب حياته المعيشية وينتظر من يحلحل قضاياه ويتبنى همومه، لا من يزيد همومه ويبث الرعب والهلع والخوف بين صفوفه. نحن حذرنا من الانزلاق في غياهب الخندق الطائفي، وها هو الشعب الا من رحم الله ينزلق انزلاقا مذهبيا اعمى، كل لنصرة مذهبه، ضاربا بعرض الحائط تعاليم الدين والاخلاق والتقاليد والمبادئ.
اننا ننادي كل العقلاء والشرفاء الذين يعيشون على هذه الارض ان يتداركوا الوضع ويقطعوا دابر الفتنة ويطردوها من بلادنا قبل ان تنتشر وتبث سمومها في مجتمعنا وتحرق البلاد والعباد، فهذه مسئولية وأمانة في عنق كل رجل دين وكل صاحب منبر وكل صاحب قلم وكل مثقف وكل عاقل وكل مؤمن وكل من يحب ارضه وبلده... اللهم اني بلغت اللهم فاشهد.
عارف يوسف الملا
هذه الكلمات مهداة الى من احب قلبي سلمى
سلطانُ الغرام
مُريني كي أكونَ ملكاً
أو فارساً
أو سلطانا
مُريني كي أحلق عالياً
وأسكبُ لهيبي في
الأحضان،
وأنثرُ عطري ألواناً
وألوانا
حبيـــبتي
أتطايرُ أمام عينيكِ
وأصبح كالقمرِ عرجونا
فأذوب كالمسكِ
في راحتيكِ،
وأنعجن الآنا
أيا من اليها ركبت
وفودُ العربِ ركبانا
تتوجها على النساءِ
ملكةً
لا بل سلطانة،
وعلى عرشِ قلبي
تربعت وسيطرتْ
على الكون والكيانا
مُريني كي أصير عبداً
أو دوقاً
أو قرصانا
أنا دوريٌ
وشحرورٌ
وكناريٌ حزين
أنا العرارُ الجميلُ
في لوعِ حبك
أنا مرهون
ومن صميمٍ الفؤادِ
أتجهم أنفاسي
كالمجنون
يا حبيبتي هوانا الحبُ
في هواكِ وهوانا
وارتمت زهور القرمزِ
على قضبانِ سجان
إلامَ يركعُ التائهون
الى رب العبادِ سبحانا
مريني كي أكونَ ورقاً
يسطرُ شعراً وفنونا،
وقلماً يخطُ حباً وشجوناً
ورساماً يلون بريشة الفن
عيونا
أنا واحدٌ من العاشقينا
وهناكَ غيري مليونا
ومليونا
ماتو تحت قدميك
جرفتهم رياحُ الشطآن
أسرهمُ الحبُ وسباهم
حينما سبانا
ها قد مالَ ومِلنا
مالَ الزهرُ مبيضاً
ومالَ عبيرُ شعرك
على كتفي
فغوانا
حبيـــبتي
اعتزلتُ الكلام من فمي
فجاشَ الكلام هجانا
ورسمتُ على شفاهك بالأحمر
تفاصيل نيرانا
فاستقلتُ من حكم النساءِ
فيا زمانٌ ويا زمانا
متى خضع الرجالُ لحكمِ النونِ
في نيسانا
أيا امرأة
على وجنتيها نقشتُ حروفَ نجران
وعلى رمشها انتفضَ اليوم العربان
وحول خصرها رقصَ العصفورُ
سكرانا
أيا امرأة
نامت على جسدي فذابت بي
وذبتُ بها
وحطت على فمي فجثت بلا موعد
وعنوان
وثارت بلا حكم يحكمني ولا قانون
إلامَ الحزنُ
يا ملكةَ العاشقين
إلام الحزنُ
يا هباتِ النسيم
إلام أموتُ
بعدَ اللام ِ ملاما
وأحيا بعد الحاء
حيرانا
فأنا عرارٌ
ومن مثلي
في هذه الأوزانا
أعزفُ لعينيكِ من نجدٍ
لحن الصبا ألحانا
وأنشدُ في حبكِ
أحلى الأنغام
على قيثارةِ هواكِ
ترعرت حورانا
وعلى هزِ خصرك ِ
تسمّرت عينانا
فأنت الياءُ يا روحي
وأنا الوردُ، والزهرُ، والميسمُ ، والميمُ،
والياقوتُ، والعنبرُ، والقمرُ والليلُ
أنا في حبكِ
سلــــــطان
محمد حسني عرار
العدد 3129 - الخميس 31 مارس 2011م الموافق 26 ربيع الثاني 1432هـ