من آخر المفاجآت التي كشفتها وثائق «ويكيليكس»، نقلاً عن مذكرة سرية صادرة عن سفارة أميركية في عاصمة خليجية، أن الرئيس اليمني حاول خلال السنوات الماضية «التخلص» من اللواء علي محسن الأحمر، الذي سبق أن فكّر به الأميركيون كخليفة له عام 2005، وأعلن انضمامه للمعارضة قبل أسبوع.

قبل يومين فاجأ الرئيس معارضيه بمطالبتهم بالرحيل، فهم مجرد أقلية صغيرة، لا يمثلون أكثر من واحد في المئة، وعليهم أن يركبوا القوارب ويبحثوا عن ملاجئ لهم، في الحبشة أو تنجانيقا أو حتى موزمبيق. ولكنه عاد أمس ليطرح اقتراحاً جديداً بأن يستمر في منصبه حتى موعد إجراء الانتخابات، مع نقل صلاحياته لحكومة انتقالية. المعارضة رفضتها باعتبارها مناورة جديدة من أجل التمسك بالسلطة، وأصرت على الرحيل.

في سورية، وبعد يومين من الترقب والانتظار، وجّه الرئيس خطاباً للشعب، اعترف فيه بأن أغلب السوريين يطلبون الإصلاح الذي تأخّر لسنوات، لكن التحدي هو «نوع الإصلاح»، فهناك أنواع مختلفة ومتنوعة من الإصلاحات، و «يجب أن نسرع لا أن نتسرّع»، خصوصاً أن هناك مؤامرة برمجة تقوم على استغلال الإصلاح والديمقراطية وحاجات الناس اليومية. والأهم أن الأزمات حالة إيجابية، إذا سيطرنا عليها وخرجنا منها سالمين.

في مصر، التي شهدت مرافقها السياحية انحساراً شديداً في أعداد السياح الأجانب بعد ثورتها المجيدة، تفكّر بمشروع «سياحة الثورة»، حيث تأمل شركات السياحة استغلال ساحة التحرير وتحويلها إلى «منجم ذهب» ينافس مناجم الأهرام. وقد بدأ وضع برامج سياحية، بحيث ينقلك الباص من الفندق صباحاً، باتجاه ميدان التحرير، لتقضي فيه سحابة يومك، تستمتع بمناظر المارة والسيارات، وتلتقط بعض الصور، وخصوصاً عند المنصة التي ألقيت فوقها الخطب المطالبة بتنحية الرئيس السابق. يمكنك أن تعود للفندق ظهراً أو تبقى لتناول الغداء هناك في الهواء الطلق، لتواصل بقية نهارك في الميدان، حيث يمكن أن تحلق شعرك، أو تقتني لوحة «بورتريه» لك بريشة أحد الهواة، أو تقتني بعض التحف الصغيرة المصنوعة على شكل ميدان التحرير. في الليل أنت مخيّرٌ بالرجوع مبكراً، أو البقاء حتى منتصف الليل لتشمّ النسيم.

المجلس العسكري أعلن عن تنظيم انتخابات برلمانية تسبق انتخاب الرئيس، وخاطب المتحدث باسم الجيش المصريين: «أنتم عيالنا، أوعوا تستمعوا لكلام الوقيعة بيننا وبينكم، فإحنه مش عاوزين غير مصلحتكم ياولاد». وهي رسائل إيجابية دأب الجيش على إرسالها كلما زاد الحديث عن عمليات مشبوهة تجري في الخفاء لسرقة الثورة.

في البحرين، تم تعيين سبيكة النجار، مديراً إدارياً مؤقتاً للجمعية البحرينية لحقوق الإنسان، وفق الاتفاق السابق بين الجمعية ووزارة التنمية الاجتماعية، الذي كان مخرجاً للأزمة التي نشبت بين الطرفين، وبمقتضاه سحبت القضية من المحكمة. الاتفاق اقتضى تقديم الجمعية مرشحاً كبديل للمدير المؤقت السابق عبدالله الجودر الذي عينته الوزارة. والنجار ناشطة حقوقية معروفة ومن مؤسسي الجمعية، وستكون مهمتها استكمال الفترة الانتقالية حتى إجراء الانتخابات. وهي خطوةٌ إيجابيةٌ وسط هذا الركام من تشديد الإجراءات واستهداف الناشطين والتضييق على الجمعيات ومؤسسات المجتمع المدني.

كتلة «الوفاق» البلدية عادت للعمل بعد قرار التعليق، بينما استغربت كتلتها النيابية قبول استقالة 11 نائباً وتأخير السبعة الآخرين. هذا الفراغ الذي ستتركه «الوفاق» لن تملأه أية كتل أو أسماء أخرى، وسيبقى هناك فراغٌ كبيرٌ لن يمكن تجاهله أو القفز عليه.

الجمعيات السياسية نظمت أمس مؤتمراً صحافياً، أعلنت فيه أن عدد المعتقلين بلغ 304، بينهم 11 امرأة، اثنتان منهن حامل، وشاعرة شابة. كان العدد أمس الأول 250 فقط. وعلّق أمين عام «الوفاق» الشيخ علي سلمان بقوله إن «اعتقال النساء لا يتناسب مع العادات العربية، والمرأة لا يمكن المساس بها عند العرب، وخصوصاً أنهن لم يحملن سلاحاً، ولم يخالفن قانوناً، ولم يقمن بعمل عنيف».

بينما أنهي المقال، تبث قناة «الجزيرة» خبراً عن خروج ثلاث مسيرات في صنعاء التحقت بشباب الثورة في ميدان التحرير. وبعده مباشرة عرضت لقاءات سريعة مع سكان الميدان، نفوا فيه اتهام الرئيس لهم بقنص المعتصمين هناك. وصرح أحدهم، وهو شيخٌ طاعنٌ في السن «إن هذا الحدث مدبلج من الحزب الحاكم، وإن القناصة بلاطجة وقتلة محترفون»... والله أعلم