العدد 3126 - الإثنين 28 مارس 2011م الموافق 23 ربيع الثاني 1432هـ

وزير الخارجية: نحن مشغولون الآن بتثبيت الأمن والاستقرار والبحرين قوية وتتحمل مسؤولية شعبها

اعتبر معالى وزير الخارجية الشيخ خالد بن حمد آل خليفة، أن "الاحتقان الطائفي في كل مكان، وعمره 1400 سنة، ولم يُخلق في البحرين، بل في أماكن أخرى".
وقال الوزير في حديث الى صحيفة "الحياة" تنشرها فى عددها غدا : "نحن نعاني من هذا الشيء ما بين السُّنة والشيعة، هذه ليست مشكلتَنا، هذه مشكلة غيرنا، لكننا نعاني منها اليوم في البحرين، بعدما كنا نظن طوال هذه المدة أننا نمثِّل قصةَ نجاح".

وأضاف إنه "ليس هناك هلع ولا ذعر في البحرين، لأن الدولة اتخذت إجراءاتها لحفظ الأمن والنظام. لا يخيفنا أحد، ولا يرهبنا أحد".
وقال معالى الوزير بأن المسألة الطائفية واضحة في البحرين. وأشار بعدما قال إن "لا وساطة في الوقت الحاضر بين البحرين وإيران"، إلى أنه إذا كان هناك "أيٌّ من الإخوة أو الأشقاء أو الأصدقاء سيتحدثون معهم، نريد أن ينصحوهم بهذه النصيحة، أن البحرين ستظل لهم جاراً، وستظل لهم أخاً، لأننا لا نستغني بعضنا عن بعض".
وشدد على ان "حزب الله" درَّبَ مواطنين بحرينيين في لبنان، وقال: "لدينا كمٌّ هائل من المعلومات ضد الحزب".
وأكد ان البحرين لم تطلب وساطة تركية مع المرجع علي السيستاني، وقال: "من الضروري للسيد السيستاني أن يستمع الى رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان مثلما يستمع الى الكثير من المستشارين، الذين لم يقولوا كلاماً صحيحاً عن البحرين". وشدد على أنه كانت دائماً لسورية مواقف توفيقية بين البحرين وإيران.
وحول الوساطة الكويتية، قال انه لا وساطةَ اليوم، في البداية، وقبل أن تتطور الأمور وندخل في قانون السلامة الوطنية، سعى أمير الكويت وحاول أن يوفد مرسلين الى الإخوان في البحرين، الذين كانوا يعترضون، ليحضّهم على التعاون وقبول الدخول في الحوار. هذه كانت محاولات لم تُقبل ولم يتم الاستجابة لها من طرفهم. نحن نُقدِّر هذا الدور. أما الآن، فقد عادت مسألة الهدوء والأمن والنظام.
وأكد معالى وزير الخارجية أن البحرين طبعاً علاقاتُها متشعِّبة شعبياً ورسمياً مع كل دول العالم. نريد فقط أن يثقوا بأن البحرين قادرة على التعامل مع أمورها السياسية كما كانت قادرة دائماً. ونريد أن نؤكد للعالم أنه ليست لدينا مشكلة بين حكم ومعارضة، هناك مسألة طائفية واضحة في البحرين، هناك انقسام في المجتمع، ونحن قادرون بإذن الله على إعادة النظام والهدوء والخروج من هذه المسألة، نحن قادرون.
وقال اننا انتظرنا شهراً زيادةً للحوار، ولم تتم الاستجابة له، بل وبلغ الأمر أنه كان هناك محاولة للتخريب وإغلاق الطرق وإشاعة الفوضى في كل البلد وتهديد المجتمع في كل مكان، من المدارس إلى المدن إلى قَطْع الطرق. والمسألة الآن أن الناس لا بد أن ينعموا براحة البال ويكون عندهم أمن وأمان. نحن لسنا من رفض الحوار، بل رفضه الآخرون.
وقال ان الإجراءات الأمنية كانت لإعادة النظام إلى البلد، وليست كحل، المسألة سياسية، آليات الحل السياسي واضحة عندنا. عندنا الدستور، وعندنا المشروع الإصلاحي وعندنا التزام كامل بالتقدير السياسي، هذه ليست إلا إجراءات لفرض النظام في البلد.
وردا على تساؤل للصحيفة حول التوجه إلى المعارضة مرة أخرى للجلوس والحوار أجاب الوزير .. وما الذي منعهم من قبل أن يأتوا هم إلى طاولة الحوار؟ مؤكدا أن الآن هى فترة تثبيت الأمن.
وتابع الوزير .. لنكن صريحين، نحن الآن في فترة إعادة النظام والأمن والهدوء، في فترة يجب فيها تثبيت الأمن والاستقرار في كل البلد، وهذه لها متطلبات كثيرة، هذا ما نركز عليه خلال هذه الأيام، وطبعاً ليس هناك شك في أن العملية السياسية ستبدأ وستتطور، وستسير إلى الأمام بعد تثبيت الأمن والاستقرار.
وقال الشيخ خالد بن احمد بن محمد ال خليفة .. نحن انتظرنا شهراً كاملاً، لماذا نُلام نحن ونُعتبر مَنْ رفض؟ إن الآخرين هم الذين رفضوا الحوار، والآن حين تم تشديد الأمن والنظام وتشديد القبضة الأمنية في البلد قالوا نريد إجراء الحوار. نحن لم نرفض، لكن دعونا نُتِمَّ مهمتنا في تثبيت الأمن وكل شيء سيأتي إن شاء الله.
وحول جهود الوساطة، قال معالى وزير الخارجية أن البحرين أصدقاؤها كُثر في العالم، ودائماً إذا حدثت مشكلة يظهرون، جزاهم الله خيراً. إنهم يريدون مساعدة البحرين، من بينهم الأمين العام للأمم المتحدة. وما حدث بيننا وبين إيران لم نبدأه نحن. في لحظة، تتهم البيانات الرسمية الإيرانية والمواقف التي نسمعها من كبار مسؤوليهم البحرين بشتى الاتهامات وبشتى المواقف، قناة تلفزيونية إيرانية اسمها "العالم"، وقناة تلفزيونية إيرانية أخرى اسمها "برس تي. في." تعملان 24 ساعة، 24 ساعة لا أقول تغطي الأحداث، بل أقول هي أكاذيب.
وأضاف معاليه هناك محطات مسؤولة عالمياً غطت الأحداث في البحرين، رغم أن فيها شيئاً من التضخيم، لكن هذه الصحافة وهذه المهنية، اللتين نراهما دائماً لم نرهما في إيران. وقناة "المنار" أيضاً في لبنان، التي نعتبرها تابعة لهم، قامت بهجوم غير مبرر. قبل سنتين، عندما حدثت في طهران ثورة حقيقية، لم نتكلم. نحن لا نتدخل في الشأن الداخلي الإيراني، لكن هذا ما حدث منهم اليوم.
وردا على تساؤل حول ما تردد عن جهود للأمين العام للامم المتحدة للوساطة بين البحرين وإيران قال وزير الخارجيةلم أسمع بوساطة بين البحرين وإيران. طرْحُ الأمين العام حول ما إذا كان في الإمكان أن يساعد إذا كان هناك حوار أو أي شيء، ونحن نقدِّر له هذا الشيء ونعتبره اهتماماً منه، لكنّ وساطة ما بين البحرين وإيران لم نسمع بها.
وأكد معاليه فى هذا الصدد .. لا نريد أي وساطات، نحن لدينا علاقات مباشرة مع إيران. ندعو الإيرانيين إلى أن يكفوا عنا هذه الهجمة التي نتعرض لها، وإذا كان هناك أي من الإخوة أو الأشقاء أو الأصدقاء سيتحدثون معهم، نريد أن ينصحوهم بهذه النصيحة: "أن البحرين ستظل لهم جاراً، وستظل لهم أخاً، ولا نستغني بعضنا عن بعض".
وحول اتهام البحرين لحزب الله ووصفه بـ "التنظيم الإرهابي تساءل معالى الشيخ خالد بن أحمد بن محمد ال خليفة هل نحن الذين بدأنا؟ مضيفا "نحن أفقنا ذات يوم لنسمع على محطات التلفزيون هجوماً من الأمين العام لهذا الحزب يهاجم البحرين ويتهمها بالظلم ويشتم قادتها بأفظع الألفاظ، ويتعهد، يتعهد بأنه سيتدخل، وأنه سيكون له دور في ما يحدث في البحرين. أليس هذا هو الإرهاب؟
وحول امتلاك البحرين أدلة، قال معاليه ان الدليل والشاهد الظاهر هو الخطاب الذي سمعناه، ويتضح ذلك من فقرات الخطاب بكل وضوح. لكن ليس هناك من شك في أن هناك أدلة تجمعت لدينا على فترة طويلة عن كيفية الاتصال، وكيف يتم التنسيق الدائم بين حزب الله وبين أطراف أخرى وبين أطراف هنا في البحرين.
وقال ان ما يسمى حزب الله درب عناصر في مناطق كثيرة في المنطقة، وله دوراً واضحاً وهذا التدريب تم في لبنان لقد حدث أن تم تدريب في لبنان.
وقال معالى وزير الخارجية لنترك الأيام إلى أن نُعلن التهم التي سنوجهها. أنا لا أريد أن أتدخل في مسألة سير أشخاص معروضين أمام القضاء الآن مشيرا الى أن المقبوض عليهم الآن بدأوا بـسبعة (7)، ولا يزال العمل جارياً الآن لكشف المزيد.
وفيما يتعلق باحتجاج البحرين رسميا لدى الحكومة اللبنانية وماذا تلاه، قال معالى الشيخ خالد بن أحمد بن محمد ال خليفة نحن تلقينا اتصالاً من الرئيس (ميشال سليمان) الذي تحدث مع جلالة الملك، ونقدر هذا الاتصال، وتلقينا اتصالاً من سعد الحريري (رئيس حكومة تصريف الأعمال)، وكذلك تلقينا اتصالات من كثير من الأصدقاء، فقط يريدون أن يطمئنوا، وأن يتبرّأوا من هذه التصريحات، وأن يطمئنوا على أحوال الجالية اللبنانية في البحرين، ونحن طمأنّاهم. كل ما هناك، أن إجراءات أمنية احترازية ستُتخذ، لكن الجالية المعروفة لأهل البحرين حالهم حالنا.
وردا على تساؤل ما اذا كانت الإجراءات الأمنية، تقتضى قطع العلاقات مع دول، نفى الوزير نفيا قاطعا وقال .. لا، لا، السفارة اللبنانية موجودة هنا.
وتابع الوزير فى هذا الصدد قائلا ... بالنسبة لإيران فقد استدعينا سفيرنا للتشاور، ولم نقل للسفير اللبناني أيَّ شيء. السفير اللبناني شقيق وأخ وموجود في بلده هنا، لكننا نعرف مَن سَبَّبَ لنا مشكلة في لبنان. مَن سنخاطب إذا لم نخاطب الحكومة اللبنانية؟ ليس لدينا خيار.
وقال معالى وزير الخارجية نحن لا نعاقب أحداً، كان هناك خطاب، هذا الخطاب أثر فينا كثيراً، وهذا الخطاب هو الشعرة التي قصمت ظهر البعير في ما يتعلق بما لدينا من كم هائل من معلومات ضد هذا الحزب المسمى "حزب الله".
وقال الوزير طبعا أقصد "حزب الله"، أما وقد وصلت المسألة إلى هذا الحد، يجب أن ندافع عن وطننا، لكن أرجو ألا يُعتبر أن هناك أيَّ عقاب للشعب اللبناني. الشعب اللبناني شعب عزيز علينا. أنت أدرى بالأمور كلها، أدرى كيف أن البحرين كانت دائماً سباقة إلى أن يكون لها دور في مساعدة لبنان، منذ سنة 1975، إلى لجنة اتفاق الدوحة إلى... إلى.
واضاف نحن لا يحق لنا ان نقول إن هناك إجراءات اتُّخذت تجاه البحرين عندما خرج مسؤولون في العراق يتهمون البحرين بأنه بلد يقمع الشيعة؟ عندما يأخذ البرلمان العراقي عطلة عشرة أيام من أجل أحداث البحرين؟ ما هذه المهزلة؟ هذه مهزلة. كل هذا لم نبدأه نحن. نحن لم نقطع علاقاتنا. عندما يتوجَّه لنا العداء من جهة أو من شخص لا بد من أن نتصرف.
وردا على تساؤل حول زيارة رئيس الوزراء التركي الى العراق ليبحث مع المرجع السيستاني في مسألة البحرين قال معالى وزير الخارجية "لم نكلف أردوغان بهذا الشيء".
وأكد أن مسألة البحرين أصبحت مسألة تهم المنطقة كلها، لذلك أنا توجهت إلى تركيا، ونقلت رسالة من القيادة إلى الأشقاء في تركيا، ووجدت منهم كل تفهم وكل وضوح في سياسة جمهورية تركيا تجاه المنطقة. ونحن حقيقة نُقدر سياستهم، ونثمِّن موقفهم. تركيا حريصة، وهي الآن، مع مجلس التعاون، أهم اللاعبين الرئيسيين في هذه المنطقة. وإذا كان هناك لاعب رئيسي آخر فهو إيران. نحن على خلاف مع إيران، فإذا توجه السيد أردوغان إلى أكبر شخصية في العالم الشيعي الآن، فهذا مسعى نشكره عليه من أجل بلورة الصورة وإيجاد نوع من التفاهم الواضح. لكن ضروري للسيد السيستاني ان يسمع السيد رجب طيب أردوغان كما يسمع الكثير من المستشارين، الذين لم يقولوا كلاماً صحيحاً عن البحرين.
وحول الاحتقان الطائفي في البحرين قال معالى الشيخ خالد بن أحمد بن محمد ال خليفة انه في كل مكان، الاحتقان الطائفي عمره 1400 سنة، ولم يُخلق في البحرين. خُلق في أماكن أخرى. اليوم نحن نعاني من هذا الشيء بين السُّنة والشيعة. هذه ليست مشكلتنا، هذه مشكلة غيرنا، لكن اليوم نحن في البحرين نعاني منها بعدما كنا نظن طوال هذه المدة أننا قصة نجاح. يعني في بلد آخر يوجد انهيار أمني، في بلد آخر يوجد جمود سياسي ولا يستطيعون تشكيل حكومة، في كل مكان نحن البلد التي كانت تعمل، انظري أين وصلنا اليوم.
وشدد معالى وزير الخارجية على أن الخسائر المدنية والمواجهة الطائفية غير مقبولة بالنسبة لمملكة البحرين، مشيرا الى أن الاتراك قالوا إنهم غير سعداء بعدم قبول أطراف لا تأتي إلى طاولة الحوار، هذا أيضاً كان تصريحاً من تركيا. السؤال الآن هو من الذي لا يريد الحوار؟ عندما بدأ تطبيق الأمن، أصبح النظام يطلب وساطات؟ ما هذا العبث؟
وردا على تساؤل للصحيفة مفاده ..هل القيادة في البحرين مستعدة للاعتذار؟ كما حدث فى بداية الاحتجاجات قال معالى وزير الخارجية في أول الأمر، نحن لا نعتذر، لكن جلالة الملك ترحَّم عليهم في الخطاب وأمر بأن يكون هناك يوم حداد في البحرين على من سقط من قتلى في الأيام الأولى للتظاهر.
وقال الوزير .. نعتذر لمن ؟ نحن لم نخطئ ابداً. حضر رجال الأمن لحفظ النظام. لماذا لا يعتذرون للشرطة الذين قتلوا وسُحِلوا بالسيارات؟ وقال للصحفية "أنا مستعد لأن أعطيك فيلماً، لكن أخشى عليك أن تريه، لأنه فيلم صعب رؤيته، ناس تقتل في الشوارع".
وأضاف معاليه .. أتعتذر قيادة لشعبها لانها تريد أن تفرض الأمن والنظام، أم تعتذر لمجموعة من الناس أدخلوا شعبهم في نفق مظلم؟ لم يكن هناك خطأ يتطلب الاعتذار. كانت هناك قيادة، وترحَّم جلالة الملك على من قُتل في خطابه، وبعد ذلك أُعلن يومُ حداد، وفي الأيام التي تلت يوم الحداد قُتل رجال أمن كما لم يقتل أحد.
وردا على ما طرحته الصحفية عن وجود مآخذ دولية وإقليمية، بان البحرين تتصرف بنوع من الهلع ومن الذعر، تساءل معالى وزير الخارجية مستهجنا : ممن؟ وأضاف .. لا يا سيدتي، ليس هناك هلع ولا ذعر، في البحرين في الأيام الأخيرة كان الهلع والذعر في قلوب المواطنين. الدولة اتخذت إجراءاتها كدولة لحفظ الأمن والنظام. لا يخيفنا أحد، ولا يرهبنا أحد. نحن قمنا بمسؤوليتنا تجاه شعبنا بكل طوائفه، لأن الحقيقة أن الذين كانوا خائفين ليسوا فقط السنة. الذين كانوا خائفين أيضاً أبناؤنا الشيعة، لكن من كانوا يحاولون الدخول في هذا النفق، بهذه الأيدي، لا يخيفوننا، بل هم الذين يجب أن يخافوا.
وحول الاحصائيات التى ترددها اطراف معارضة ويقولون بأنهم يشكلون70 في المئة من عدد السكان اكد معالى الشيخ خالد بن أحمد بن محمد ال خليفة أن هذه الأرقام نسمعها فقط من محطات تلفزيونية، ليس هناك 70 في المئة، في الحقيقة هناك أرقام موجودة لدى الحكومة لا نفضل أن نتطرق إليها. إن كان هناك أكثرية شيعية أو أكثرية سنية، فكلنا مسلمون. ليس هناك سؤال في أي ورقة، في أي مرحلة، لو اتخذ إجراء أنت سُني أو أنت شيعي. لا نسأل هذا السؤال،. لكن الـ 70 في المئة هي محض اختلاق وغير صحيح.
وشدد وزير الخارجية على أن مثيرو الفتنة هم الذين يجب أن يخافوا، يخافوا من تطبيق القانون عليهم، وقال "أنا لا أوجِّه تهديداً لأيٍّ من الشعب. أوجه التهديد لمثيري الفتنة الذين يحاولون أن يُدخلوا شعب البحرين في نفق مظلم، هؤلاء هم الذين أهددهم".
وحول الملكية الدستورية، ومنصب رئيس الوزراء قال معالى وزير الخارجية نحن ليست لدينا محاصصة لهذا المنصب للطائفة الفلانية، كما في لبنان، أو هذا المنصب للديانة الفلانية، أو هذا المنصب، مؤكدا أن العائلة الحاكمة هي بيت الحكم في البحرين. هذا النظام في البحرين، لكن أن نقول إن هذا المنصب لهذه الطائفة وهذا المنصب للطائفة الأخرى، هذا سيدخلنا في خراب طويل. نحن لا نقسِّم على هذا الأساس، ودائماً العملية السياسية في تطور، شيئاً فشيئاً.
وقال ان منصب رئيس الوزراء يعينه جلالة الملك وهذا القرار في يد جلالة الملك.
وأكد وزير الخارجية على أن الإصلاحات فى البحرين لم تتوقف وأن المطالبة بالإصلاح دائماً مستمرة ولا تأتي فقط من 70 في المئة بل من كل شعب البحرين سُنة وشيعة. هناك مطالب، هناك إصلاحات نلتزمها. قلنا إن هناك بطءاً في العملية الإصلاحية في العقد الماضي، لكن أن يُقال نحن نرفض أي مطالب للشعب؟ نحن اعتدنا على تلبية مطالب الشعب.
وقال نحن ملكية دستورية، نحن لسنا أقرب ما يمكن، الملكية الدستورية هي أن الملك يحكم من خلال المؤسسات، وهناك دستور في البلد. والملكية الدستورية مكتوبة في الميثاق الوطني الذي وافق عليه شعب البحرين. هناك من يقول إننا لسنا ملكية دستورية، وأنا لا أفهم هذا الكلام.
وقال ليس من المعقول ان نقول إنه ليس هناك إصلاح فى البحرين أو لن يكون هناك إصلاح.
وجدد معالى وزير الخارجية التأكيد على أن الإجراءات الأمنية هي للمحافظة على النظام والأمن وليست إجراءات سياسية. هذا حرص أمني للإجراءات في البلد ولن تطول. هذا أقرب شيء أستطيع قوله . لن تطول، لأن العملية السياسية جارية. الجرائد في البحرين تبين أن هناك بيانات وأن هناك مواقف وحواراً سياسياً مفتوحاً. ليس هناك أحكام عرفية، والدستور ليس معطلاً، والحكومة غير معطلة، القوانين غير معطلة أما عن حظر التجول فأنه يُطبق في شارع واحد ولخمس ساعات يومياً.
وفيما يتعلق بمنع التظاهرات قال معالى وزير الخارجية طبعاً، منعنا المظاهرات، التي كانت سبب المشكلة. انما هذه فترة محدودة، لأن القانون في البحرين يسمح بالتظاهر.
وشدد على ان مسألة الأمن في البحرين واضحة تهم دول الخليج كلها. التنسيق جاء بدخول قوات "درع الجزيرة". أول شيء كان هناك دعم اقتصادي كبير، لأن البحرين عندها مشاكل اقتصادية ومهتمة بالبرامج المخصصة للإسكان وجاء الدعم في هذا المجال. التنسيق لم يأت لأن البحرين كانت ستبطش بالشعب. قوات الشرطة كانت كافية لهذا. جاء لأن مسألة حقن الدماء كانت ذات أهمية لدى الملك. وفي مملكة البحرين رجال دفاع الحرس الوطني كانوا محتاجين أن يعاونوا في حفظ الأمن في البلد. من كان سيحفظ هذا الأمن؟ قوات "درع الجزيرة". هذا التنسيق جاء من قوات "درع الجزيرة" لحماية المنشآت، فيما نحن نحفظ الأمن والنظام في البلد.
ونفى الوزير وجود توتر في العلاقة بين دول مجلس التعاون والولايات المتحدة وقال ليس هناك توتر مع الولايات المتحدة الأميركية، علاقتنا مع الولايات المتحدة تاريخية وقديمة ودائمة. هناك بعض الوضوح وعدم الوضوح في العلاقة، وهذا طبيعي، لكن الآن واضح من تصريحات الولايات المتحدة أنهم يفهمون الصورة في المنطقة بكل وضوح. يفهمون أن هناك تهديداً أمنياً مباشراً على جميع دول الخليج.
وقال معاليه ان نائب الرئيس الأميركي جو بايدن اجرى اتصالات مع سمو ولي العهد، والرئيس باراك أوباما كلَّم جلالة الملك، ووزيرة الخارجية كلينتون كلمتني ونحن على اتصال بالمسؤولين كافة.وهم كانوا يحاولون أن يعرفوا ما هي الصورة في البحرين، الآن الصورة بين الولايات المتحدة والبحرين واضحة، وهي ان مسألة تثبيت الأمن والاستقرار هي أولوية لأي عمل سياسي ناجح.
وقال انهم فى الولايات المتحدة يدعموننا فى ذلك، كان هناك تحفظ فى البداية لأن الصورة لم تكن واضحة. الان وضحت، لأنهم شاهدوا عندنا التزاماً بالتوجه السياسي للإصلاح والتطوير. والولايات المتحدة إذا لم يروا التزاماً لدى أي من أصدقائهم وحلفائهم في طريق الاصلاح والتطوير، لا يقفون معه. واضحة وقفتهم الاستمرارية معنا، لأنهم راوا التزامنا صريحاً وجدياً.

وحول ما اذا كانت الولايات المتحدة تقف مع البحرين فى عدم الدخول في الحوار السياسي الآن؟ قال معالى وزير الخارجية لا هذه مسألة بحرينية خالصة.ونحن لم نقل إننا لا نريد الدخول في حوار، نحن نقول إننا الآن مشغولون فقط بتثبيت الأمن والاستقرار. أرجو ألا تكون هناك نظرة أننا نتهرب من الحل السياسي. أبداً، وستثبت لك الأيام القليلة المقبلة أننا ملتزمون بالإصلاح وبالتطوير السياسي.
وحول الإجراءات في الأيام القليلة المقبلة قال معالى الشيخ خالد بن أحمد ال خليفة أن الأمور كثيرة، وهناك مطالب سمعناها واضحة، هناك مسألة تتعلق بالمجلس النيابي. هناك مسألة تتعلق بأن تكون الحكومة محاسبة وتكون مسؤولة أكثر في عملها. هذا ما سنتخذه من إجراءات. هناك أمور كثيرة ولا تُمنع المطالبة بها، ولكن ليس بالطريقة التي حدثت الشهر الماضي.
وحول ما اذا كانت هناك فجوة في العلاقة بين الولايات المتحدة ودول في مجلس التعاون الخليجي قال معالى وزير الخارجية هذا كلام فيه تضخيم كبير. هناك آراء وهناك اتصالات يومية تجري بيني وبين كبار المسؤولين في الولايات المتحدة، وبين دول الخليج وكبار المسؤولين في الولايات المتحدة بأجمعها. تقولون ان هناك فجوة بيننا وبين أكبر حليف لنا في العالم؟ لا والله، هذا كلام مبالغ فيه كثيراً. الاسطول الخامس موجود في البحرين والتعاون قائم وليس هناك فجوة.
وحول نظرته الى العلاقة الأميركية مع إيران في هذه المرحلة قال معالى وزير الخارجية أن لدى الولايات المتحدة وإيران قضايا كثيرة، وأهمها الملف النووي الإيراني، اما فيما يتعلق بالبحرين وايران وموقف الولايات المتحدة اشار معاليه إلى تصريح وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس، عندما قال إن إيران حاولت أن تتدخل في الأحداث في البحرين ولديهم (الاميركيون) أدلة واضحة بأن إيران تتدخل.
وقال معالى الشيخ خالد بن احمد بن محمد ال خليفة لقد بينا لهم الأمور ونحن على صلة معهم في ما يجري في البحرين. ومن ثم، إن كان هناك أي تصريح بين الولايات المتحدة وإيران فهذا شيء بينهم.
وحول وجود دور لسوريا قال معاليه والله حاولت، والأخ وليد المعلم قام بدور وذهب إلى إيران وعاد، ونشكره على هذا، لأن سورية دائماً لها مواقف توفيقية بين البحرين وإيران.
واشار الى أن الجانب الإيراني أعطى المسألة التي قام بها السيد وليد المعلم حقها، لأنه كان مسعى جاداً جداً وأخوياً. لكن حقيقة، لا تزال التصريحات من إيران إلى يوم أمس غير أخوية.وأحمِّل إيران عدم حصول نتائج.
وعن الدور السوري، بين البحرين وبين "حزب الله" قال معالى وزير الخارجية ليس هناك أي دور.
وفى معرض رده على تساؤل حول ما اذا كان الجانب السوري قد طرح مسألة ترطيب الأمور بين البحرين وبين "حزب الله" نفى معالى وزير الخارجية ذلك وقال لا، لا أبداً.
وردا على تساؤل هل أنتم في مواجهة أكثر مع "حزب الله" قال وزير الخارجية نحن ندافع عن أنفسنا، نحن لم نبدأ مواجهة ولم نعلن الحرب على "حزب الله". "حزب الله" هو الذي أشعل علينا جميع نيرانه، إعلامياً وسياسياً وتدخل في كثير من الأمور. نحن لم نذهب إلى "حزب الله" ونزعجه في مكانه.
وحول المخاوف من أجواء التعبئة الطائفية في منطقة الخليج ككل والخوف من حدوث صدام مذهبي قال معالى الشيخ خالد بن احمد بن محمد ال خليفة هذا صحيح، هناك أجواء طائفية محمومة في كل مكان. وعندما أقول مسألة حفظ الأمن والنظام، تدخل فيها أيضاً مسألة الطائفية. مجتمعنا ليس مجتمع عنف. مجتمعنا مجتمع مسالم. مجتمع البحرين إن كان شيعي أو سُني مسالم. الطائفية دائماً تصعد وتنـزل في تاريخنا، لكني متأكد أن اللحمة ستعود بين المواطنين. نحن لا نجد أنفسنا في الصباح نقاتل بعضنا ولا نتآمر على بعض. لكن هناك في المنطقة جو طائفي محموم، بطريقة او بأخرى، وتزكِّيه فضائيات كثيرة، وفضائيات ليست فقط المعروفة، ليست فقط فضائيات طائفية أعوذ بالله.
وردا على تساؤل حول المخاوف من تطور الطائفية الى المواجهة العسكرية أو المواجهة المسلحة؟ قال معالى وزير الخارجية نحن في البحرين مجتمع مسالم، كما تعودنا عليه. كان خوفنا أن تتطور الأمور بهذا الاستقطاب إلى أن تبدأ مواجهات شعبية وليست رسمية، أن تبدأ مواجهات شعبية على أساس طائفي، ولا تحدث فقط في البحرين، تحدث في كل المنطقة. كانت فتنة كبرى ستأتي في المنطقة وليست فقط محدودة في البحرين. ما قمنا به هو لإطفاء فتنة كبرى تستهدف المنطقة.
وتطرق معالى الوزير الى وجود مخططاً للفتنة.وقال انه واضح، وتساءل ألم تري الاستقطاب؟ أيُّ مشاهد يشاهد التلفزيون في البحرين أو في المنطقة يعرف أن الكلام تشوبه الفتنة، مِن الجُمَل التي يسمعها، المتابع للإعلام الاجتماعي، على الفايسبوك واليوتيوب والتويتر، يجد أن هناك فتنة تقسم المجتمع الى نصفين في البحرين وفي الكويت وفي كل مكان. ماذا نفعل؟
وحول طمأنة المواطنين فى البحرين قال وزير الخارجية .. هذه تماماً إجاباتي وملتزمون بها كحكومة وكقيادة مشيرا الى أن جلالة الملك منذ أول حكمه تعهد بالإصلاح، وخطا خطوات إصلاحية كبيرة نتائجها واضحة، برلمان، صحافة، قوانين، إلغاء قانون أمن الدولة، أمور كثيرة. البحرين اليوم تتنفس. إننا ملتزمون بأن نأخذ أيضاً بعشرين خطوة إلى الأمام. هل هناك تجربة برلمانية لا تتطور؟ انظري إلى الدستور الأميركي، كم مرة تم تعديله؟ كم تعديل حصل في الدستور الأميركي؟ كم من القوانين سُنت لتجريم التفرقة بين المجتمع.
وتساءلت الصحفية فى ختام المقابلة .. الوقت ليس في صالحكم. هناك أناس يتحدثون عن أن الحكم في البحرين على شفير الهاوية، استهجن الوزير هذا الكلام وقال لا، هذا كلام مضحك وكلام فاضي، ليس هناك أحد على شفير الهاوية، ولازم أن يعوا أن البحرين هي أولاً نظام ثابت ومعروف وقائم مؤكدا أن البحرين عندما تتعامل مع شعبها بكل حضارية وتحاول حقن الدماء، ليست هي الضعيفة التي على شفير الهاوية، بل هي القوية التي تتحمل مسؤولية شعبها.

 





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 47 | 10:39 م

      SAYDOOO

      نعم لا يوجد احتقان طائفي في البحرين
      فجميع شعب البحرين أهل اخون سنة وشيعة هذا الوطن ما نبيعه

    • زائر 46 | 10:36 م

      ام محمود

      نحن فى البحرين اخوان سنه وشيعه تربطنا علاقة المحبة

    • زائر 45 | 10:29 م

      الوطن غالي

      الوطن غالي بي اهله وانشاء الله يرجع احسن من قبل
      سنه وشيعه اخوان في كل شئ يارب متكاتفين ومتعاونين ويرجع الامن والامان الذي هو نعمه من رب العالمين

    • زائر 1 | 8:37 م

      اخوان سنة و شيعه

      اخوان سنة و شيعة
      غالي الوطن ما نبيعه
      السنة و الشيعه اخوان
      و اخوان يعني دم واحد
      الله يحفظ السنة و الشيعه في البحرين
      و الطائفية هي من دمرت الاندلس فلا نجعلها تدمر البحرين فنحن اخوان

    • زائر 43 | 7:18 م

      التحركات الشعبية الأخيرة كانت لحاجة ملحة عند الناس

      استغرب سياسة الدولة التي لا تحرك ساكنا في إتجاه معالجة أسباب تظاهر الناس على هذا المستوى سواء الذين تواجدوا في الدوار أو في الفاتح. بل تعالج المواضيع الجزئية التي لا تهدأ الشارع بل تزيد من إحتقانه أكثر فأكثر وتفتح الباب للمتطرفين للعب بمصير الناس.
      إذا كانت الحكومة صادقة مع الشعب فعليها أن تهدأ الأمور عن طريق معالجة أسباب الأزمة التي تراكمت طوال السنوات الماضية وازدياد حاجة الناس للكثير من الأساسيات ويجب أن لا يكون هذا باعتبار أن هناك غالبا أو مغلوبا

    • زائر 42 | 6:56 م

      من أول ما نزل اقرآن على الرسول!

      اعتبر معالى وزير الخارجية الشيخ خالد بن حمد آل خليفة، أن "الاحتقان الطائفي في كل مكان، وعمره 1400 سنة، ولم يُخلق في البحرين، بل في أماكن أخرى".
      سبحان الله

    • زائر 38 | 5:50 م

      آمنا بالله

      عسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى ان تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وانتم لا تعلمون.

    • زائر 37 | 5:43 م

      دائما البحرين ابية

      ما هي الا عاصقة وستعود البحرين كما هي راسخة بأهلها على جميع اختلافاتهم وتعدد مذاهبهم اي دولة تكون قوية باتحاد شعبها وقيادتها ما هي الا تنازلات من قبل الطرفين وسننعم بالنعيم وكل شيئ له ضريبة ادعوا الله جل جلاله بأن ييسر الامور وتفاؤلوا بالخير تجدوه

    • زائر 33 | 5:33 م

      بحرينية أبيه

      لم ولن تعرف الطائفيه في البحرين حتى وقتنا الحالي والجميع يعلم ...

    • زائر 27 | 5:18 م

      سعاده الوزير

      اخوان سنه وشيعه هذا الوطن ماا نبيعه

    • زائر 26 | 5:17 م

      اخوان سنه وشيعه هذا الوطن مانبيعة

      اخوان سنه وشيعه هذا الوطن مانبيعة

    • زائر 25 | 5:16 م

      what that mean

      we have to start to grow up our country to the best we are a brather
      sunni and shiaa like a birds with 2 wengs

    • زائر 18 | 4:56 م

      بيتنا يحترق

      أنا اشبه هذه الأزمة بالبيت الذي يحترق واهله مشغولون في شجارهم .!! كلما مر وقت اكبر كلما احترق البيت اكثر..

    • زائر 14 | 4:45 م

      ليس هناك طائفية يا سعادة الوزير

      اخوان سنه وشيعة هذا الوطن مانبيعة
      سنه + شيعة = بحرين حرة حرة....

    • زائر 13 | 4:42 م

      اين الطائفية

      الكل يعلم بأنه لا توجد اي طائفي في البحرين الجميع اخون من الازل اتحدى الجميع اي يأتي بدليل واحد عن اي تحرك طائفي في البحرين
      الكل يعرف من الذي يلعب ويحاول جر الوطن للطائفية

    • زائر 8 | 4:18 م

      اخوان سنه وشيعه

      لا يوجد احتقان طائفي في البحرين فلبحرينين كلهم اخوان سنه وشيعه إنما الخلاف مع الح...........

    • زائر 1 | 4:02 م

      اخوان سنه وشيعه هذا البلد مانبيعه

      فلنكن صريحين مع انفسنا ولو قليلا والاعمار بيد الله سبحانه وتعالى

اقرأ ايضاً