حول عشرات الاف السوريين الثلاثاء ساحة السبع بحرات الواقعة في وسط العاصمة الى غابة من الاعلام السورية واللافتات التي تؤيد الرئيس السوري مؤكدين على الوحدة الوطنية ونبذ الطائفية.
وقال احد المتظاهرين لوكالة فرانس برس "اننا هنا لتأييد الرئيس السوري عصب البلاد"، بينما قالت سيدة "انني اشارك لابرهن للعالم اننا متمسكون بالوحدة الوطنية".
ورفع آلاف المشاركين بالاضافة الى صور الرئيس والاعلام السورية لافتات تشدد على الوحدة الوطنية ونبذ الطائفية كتب عليها "استقرار سوريا مصلحة وطنية وقومية" و"سوريا وطن للجميع" و"سوريا اسرة واحدة متماسكة ومتحابة" و"وحدتنا الوطنية سلاحنا ضد التحديات".
واضاف احمد جنف الذي يعمل في وكالة سيارات (28 سنة) "نحن اهل بلد واحد نحن ضد الفتنة التي تاتينا من الخارج من اميركا واسرائيل نحن يد واحدة مع الاسد".
وتجمع منذ الصباح الاف المواطنين الذين بدأوا بالتوافد عند الساعة التاسعة (7,00 تغ) اي قبل ساعتين من الموعد الذي كان محددا عند اطلاق الدعوات في ساحة السبع بحرات في قلب العاصمة السورية وفي الطرق المؤدية الى الساحة.
وحمل المشاركون الذين اعتلى بعضهم الاشجار واعمدة الكهرباء صورا للرئيس السوري والاعلام السورية كما حمل احدهم صورة للامين العام لحزب الله حسن نصر الله "تأييدا للمشروع المقاوم" ولافتة كتب عليها "الله معك الشعب معك".
وقال يوسف الخشة وهو موظف في القطاع الخاص (31 عاما) "اتينا لنشارك ونؤكد تاييدنا للاصلاحات التي يقوم بها الاسد ونريد ان نقول للغرب الا يتدخلوا بشؤوننا لان السوريين يد واحدة وشعب واحد وسننتصر على كل المخططات".
وعلت لافتات تثني على البرنامج الاصلاحي الذي وعدت به السلطات الخميس "نعم للاصلاح والتطوير" و"لا للفساد نعم لمشروع الاصلاح" و"من طبع السوري الحبيب لا خيانة ولا تخريب".
من جهتها، اكدت ميرفت يوسف (30 عاما) "الا ترين ان ذلك وحده يكفي (عدد المتظاهرين) وهذا يدل على انهم فشلوا في مخططاتهم"، مشيرة الى ان المشاركين "ليسوا مجبرين على الخروج والمشاركة".
واضاف هيثم وهو موظف في شركة اتصالات (40 عاما) "يكفي ان الشعب كشفهم خلال يومين كلها حملات اعلامية مخططة اكتشفها الشعب وكان اقوى منها".
ورفعت لافتتان كبيرتان كتب عليهما "يسقط الموساد الاسرائيلي وكلابه" تتوسطهما صورتان كتب عليهما بندر بن سلطان وسعد الحريري وبينهما نجمة داود.
كما حمل المتظاهرون لافتات كتبوا عليها "لا لتخريب المؤسسات وممتلكات المواطنين" و"الوحدة الوطنية ليست بحاجة لاختبار" و"استهداف سوريا استهداف المشروع المقاوم".
ورفع المتظاهرون لافتات كتب عليها باللغة الانكليزية "سوري، انا سوري (عذرا انا سوري)" و"اينما تدوس نحن نركع ونقيم الصلاة" كما كتب على يافطة بالانكليزية "خلقنا لنموت في سبيلك".
وصرخ احد المتظاهرين امام مراسلة فرانس برس "تريدون ان تتكلموا عن التظاهرات في سوريا، لتتكلموا عن التظاهرات من اجل سوريا".
واقامت شرطة المرور حواجز على المفارق الاساسية المؤدية الى الساحة لمنع السيارات من العبور بينما انتشرت عناصر من الامن باللباس المدني.
وعلت بعض الهتافات التي انتقدت عمل وسائل الاعلام ضد سوريا. وردد المتظاهرون هتافات عبر مكبر الصوت "يا عربية يا عبرية تعالي صوري الحرية" و"يا جزيرة يا حقيرة تعالي صوري هالمسيرة".
وهتف اخرون "ما بدنا ما بدنا غير الاسد ما بدنا" وهم يحملون لافتة "سوريا الله حاميها والاسد راعيها".
وينتمي المشاركون الى مختلف الفئات العمرية والاجتماعية، رجالا ونساء.
وفيما علت اصوات المكبرات بالاغاني الوطنية، شكل مجموعة من الشباب حلقات ادوا فيها رقصة الدبكة الفلكلورية وهم يرددون مقاطع من هذه الاغاني.
وقالت نغم عليا وهي موظفة في الثلاثينات "اتينا لتاييد الرئيس ولنؤكد انتماءنا للوطن ولعظمة الشعب السوري".
واشارت الى ان "سوريا مهد الحضارات وفكر الرئيس جزء من هذه الحضارة لانه يحمل رسالة المحبة والسلام".
وقالت يسرى قصيراوي التي تعاني من اعاقة جسدية "جئنا لنكذب الاعلام الكاذب" لافتة الى ان عقيلة الاسد التي تساعد المعاقين "زارت دار الكرامة منذ يومين واهتمت لشؤونهم".
واضافت "لا يهمنا ما يتداوله الناس لاننا صامدون".
واشارت الطفلة ميس الصالح (9 سنوات) "نحن نحب سوريا هي ارض المحبة والسلام".
واعلن مسؤول سوري لوكالة فرانس برس الثلاثاء ان الرئيس السوري سيلقي كلمة الاربعاء في مجلس الشعب، ومن المنتظر ان يقدم خلالها "برنامج الاصلاح" الذي وعدت به السلطات السورية الخميس.
وكانت المستشارة الرئاسية السورية بثينة شعبان حملت الاحد الاصوليين الاسلاميين مسؤولية اعمال العنف الاخيرة التي وقعت في سوريا، معتبرة انها تستهدف ضرب التعايش الديني فيها.
واكدت ان هذه المحاولة ستفشل "كما فشلت محاولات اخرى في السابق".
واضافت شعبان "نثق بشعبنا لانه هو وليس الحكومة الذي هزم الاخوان المسلمين عام 1982، ولولا دعمه لما كنا نجحنا على الاطلاق".
ويتألف سكان سورية من غالبية سنية واقليات علوية ودرزية ومسيحية.