أسبوع أو أكثر انقضى على إزالة «دوار اللؤلؤة»، انتهت الخطابات النارية التي كانت تلقى من النصب الذي كان يتوسط ذلك الدوار، وتفرقت المجموعات الشبابية، التي كانت تؤمه كل ليلة، ولما يزيد على ثلاثة أسابيع، وتراجعت أخبار مملكة البحرين إلى الصفوف السفلية في تغطيات الفضائيات العربية والعالمية. وما زلنا نفتقد الهدوء الذي نتطلع إليه، والاستقرار الذي وُعدنا به، رغم ما رافق هدم الدوار من مجموعة من الإجراءات التي يمكن تصنيفها وفقاً للفئات التالية:
1 - عسكرية، حيث انتشرت الآليات العسكرية، المعززة بطواقمها البشرية على مداخل القرى والمدن البحرينية، وأمام المرافق الحيوية من أجل مراقبة حركة الدخول والخروج من الأولى، وتأمين سلامة الثانية.
ومثل هذه الإجراءات طبيعية من أجل استكمال متطلبات «السلم الوطني»، لذلك ليس هناك من يرفضها أو يقف ضدها.
2 - أمنيّة، وتقوم بها قوات الأمن والشرطة التي انتشرت هي الأخرى في الأماكن ذاتها، وتهدف إلى التحقق من هويات حركة الناس في عموم البحرين، والتأكد من عدم مسهم بمستوى الأمن المطلوب تحقيقه، لإعادة الحياة إلى مجاريها، بعد أن عكرت صفوها أحداث الأسابيع الخمسة التي أعقبت انتفاضة 14 فبراير/ شباط 2100.
وهذه الأخرى، ليس هناك من يجد غضاضة في قيامها بواجبها.
3 - إدارية، وشملت بعض مرافق الخدمات المدنية من مستشفيات عامة، وعلى وجه الخصوص مجمع السلمانية، ومؤسسات حيوية أخرى مسئولة عن تسيير الأمور في مختلف أنحاء البلاد، وهذه إجراءات هي الأخرى لا يمكن تجاوزها بعد اهتزاز مستوى أدائها خلال الفترة الماضية، ومنعاً لاستمرار الفوضى التي سادتها، ما أدى إلى انخفاض مستوى أدائها، ما حرم المواطنين من تلقي تلك الخدمات، وعلى وجه الخصوص الصحية منها.
ليس هناك من مواطن صالح يهمه أمن البحرين واستقرارها، ويتطلع إلى عودة الحياة إلى مجاريها، بوسعه رفض تلك الإجراءات أو الاحتجاج عليها. لكن ما أصبح يواجهه ذلك المواطن عندما تضطره ظروفه المرور على أيٍّ من نقاط التفتيش، هي التي أججت مشاعره، وأرغمته على التعبير عن امتعاضه، وليس رفضه لها.
ذلك أنه يجد نفسه، عرضة لواحد من مواقف ثلاثة هي:
1 - استفزازية، حيث يطلب، في حالات معينة، ممن يستخدمون السيارات الخاصة، إبراز هوياتهم الشخصية التي قد تقودهم، وفقاً لانتمائهم الطائفي، وبناء على ذهنية الجهة الواقفة عند نقطة التفتيش، إلى الكثير من الاستفزازات التي قد تؤدي بهم إلى نهايات مؤسفة، تهدد حياتهم، ولا علاقة لها بالأمن الذي ينشده المواطن، ولا الاستقرار الذي تسعى إلى تحقيقه قوانين «السلامة الوطنية».
تكرار مثل هذه المواقف، يزيد من حدة الاحتقانات، وليس من المستبعد، في حالات كثيرة أن تكون عواقبها سيئة للمواطن ومسيئة للوطن.
2 - انتقامية، حيث يتعرض بعض من توصلهم حاجاتهم إلى قضاء أعمالهم، إلى نقاط التفتيش تلك. لكنهم، ولأسباب غير مفهومة، ولا منطقية، غالباً ما يجدون أنفسهم يتعرضون، دونما أي حق، إلى إجراءات مهينة، يصعب التصديق بأن المسئولين، فيما لو عرفوا عنها، يقبلون بها.
مثل تلك الإجراءات بعيدة كل البعد عن ما قد يتوهمه البعض بشأن الأمن والاستقرار.
3 - مهينة، وتتلخص في الطلب ممن يصلون إلى نقاط التفتيش أن يقوموا ببعض الإجراءات التي تُعبّر، في جوهرها، عن محاولات توجيه الإهانة إلى من يقوم بها، عوضاً عن القيام بما تقتضيه إجراءات الأمن والسلامة.
مثل هذه الطلبات، في حال تنفيذها، تشكل سلوكيات تضع من يقوم بها في أوضاع مهينة، وخاصة عندما تتم على مرأى من أفراد الأسرة الآخرين، وفي المقدمة منهم الأطفال، والأبناء.
لا يساورنا الشك في أن جلالة الملك، وهو من دشن مشروع الإصلاح السياسي، ليس على اطلاع بتلك الإجراءات، ومن المحال القول بأن يقبل جلالته بها، فهو أكثر من سواه يرى أن أمن مملكته من أمن مواطنيها، وأن أكثر أجهزة الأمن الوطني فعالية وقدرة على حماية البلاد، والذود عن حياضها هو حب شعبها لها، والثقة المتبادلة بين الحاكم والمحكوم.
من هنا، ولكي تكتمل حلقات نظام الأمن الوطني، ربما آن الأوان لكي يتم التحوُّل، ولو بشكل تدريجي، من الإجراءات الأمنية التي تحدثنا عنها، إلى تلك القائمة على الثقة في المواطن، والنابعة من زرع حبه لوطنه في قلبه، والتأكد من صدق ولائه لأولئك الحكام.
ولعل من يقرأ تجربة الكويت إبان الغزو «الصدامي» لها بشكل صحيح، سيكتشف أن من حرر الكويت من قوات صدام، وأعاد الكويت لأهلها، ليس قوات التحالف فحسب، ولا الطائرات الأميركية فقط، بقدر ما كان، أيضاً، وبالقدر ذاته، حب الكويتيين للكويت، وولاؤهم اللا محدود لحكامها.
لقد فشل صدام ومعه جحافل جيشه، وبعد أن اجتاح الكويت، ووصل إلى عاصمتها، أن يجد من بين الكويتيين صوتاً واحداً يحيد عن الوحدة الكويتية المطلقة القائمة على رفض الغزو، ومقاومة الغزاة، والولاء المطلق للكويت من خلال تمسكهم بحكم آل صباح لها.
نجح الكويتيون، في الاستفادة من الجبهة العالمية التي تحالفت ضد صدام في طرده من الكويت، ودحر قواته التي تمركزت في كل زاوية من زوايا ذلك البلد الصغير، الذي دحر القوات الصدامية بقراره الذاتي المنبثق من ولائه المطلق لبلده، واستعداده، دونما أي ضغط خارجي، للدفاع عنها كبلد، وآل صباح كحكام.
كل ما يتطلع له المواطن البحريني اليوم، أن يستعيد ثقة نظامه فيه، كي يقوم بدوره، ولوحده في تحقيق الأمن الذي ننشده، والاستقرار الذي نحلم به. وهذا يوصلنا إلى كبد الحقيقة، والتي هي «حب الوطن أقوى نظام أمن له»
إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"العدد 3126 - الإثنين 28 مارس 2011م الموافق 23 ربيع الثاني 1432هـ
حب الوطن
الوطن اهوه قيادة و القياده هي الوطن . في حب الوطن يختصر في الموالاة للقيادة . و ليس في جوف الأنسان قلبين . لقد شبعنا من المجاملات . نعم نجتمع على قيادتنا و بعدين سيأتي حب الوطن أوتوماتك .
سلمان
حب الوطن .......... كل كلامك صحيح ولكن من تقصد هذا هو السؤال السنة ام الشيعة ام هي رسالة للحكومة؟ وهذا مايعرف بدس السم بالعسل وعجبي من كتاب آخر زمن
مشكووور يا أيها الصادق الوفي ضربت على الوتر الحساس
شفتهم بعيني يهينون من أجاب بأنه من القرية الفلانية،.. بينما صرخوا بترحاب " والنعم" ممن أجاب بأنه من المدينة الفلتانية. والعجيب أن هذه الإهانات والمعاملات تتكرر في كل النقاط !! أي أنهم مأمورين 100%.
نحن احباب الوطن والوطن حبيبنا
الشعب يحب الوطن بكل صدق ولكن المشكلة هي رفض الشعب لمنهجية الحكومة
نحن البحرينين نحب وطننا
ياخي العزيز عندما احتل صدام المقبور الكويت نكل باهلها وارهم اصناف العذاب فزادهم حب لوطنهم ولعائلة ال صباح الكرام ولكننا في البحرين عام استفتاء 71 عرض شاه ايران المغريات الكثيرة على اهلها ولم يقوم بتهديد شعبها واحتقاره وقتله ولكن اختار الشعب ان تكوم البحرين عربية حرة ابية ولايزال يفتخر بعروبتها وهو شرف له ، ولكن وللاسف الشديد هاهو شعب البحرين يذوق العذاب على ايدي غير البحرينين وغير العرب ويتجرع كاس المهانة والمرارة من مند السبعينات حتى البوم عندما اصبح القتل بالهوية ويتهموننا بالفرس والمجوس
شعب دلموني الإصول إسلامي عربي الإنتماء عريق في كل شيء
نحن شعب ديلمون وحضارة ديلمون دخلنا الإسلام طواعية من غير حرب ولا أوجس علينا بخيل ولا ركاب لأننا شعب متميز منذ القدم لنا اصول
لذلك رغم مرور الزمن لا زلنا محافظين على عاداتنا وتقاليدنا ومحافظتنا على تديننا
معرفة معادن الناس هي أساس معرفة طق التعامل
لدينا شعب من أفضل الشعوب يمتاز بطيبته وإنسانيته يتعالى على الجراح وينسى الإساءة
ويثمر فيه المعروف شعب تعود متواضع بسيط ينشد الحياة الكريمة يريد أن يشعر بعزته في وطنه لا أقل ولا أكثر.
هذا الشعب شهد له القاصي والداني بهذه الصفات
وهي ليست شهادة مجاملة فليس لهذا الشعب ما يقدمه للآخرين سوى طيبته وحسن أخلاقه ووداعته وما طلبه كان اقل القليل
حكاية في غاية من الحكمة
أيام الدراسة كان لدينا نوعان من المدرسين نوع يسكت الطلاب بالقوة ويجبرهم على الإنصات ونوع آخر لديه أسلوب محبب للطلاب بحيث هم من أنفسهم ينصتون ويعطونه كل الإنتباه ويتنظرون حصة هذا المدرس بفارغ الصبر لذلك هم يتعاونون من المدرس من النوع الثاني بشتى الطرق ويجتازون
امتحان المادة لهذا المدرس بكل نجاح تام فضلا عن التفوق. اما المدرس من النوع الأول فلا يحظى على احترام الطلبة ومحبتهم وحتى لو استطاع
إسكاتهم لبعض الوقت إلا أن كل الطلبة يكرهونه
ويتحيّنون فيه الفرصة
هي عبرة
حب الوطن و المواطنين
نعم يا اخي الفاضل فالمواطن هو رمز عزة الوطن فلم اذن كل ذلك الامتهان له عند كل نقطة تفتيش ؟
استاذنا الفاضل
إن كان هناك ثمة بارقة بشفة أمل فى ثقة ما فقد أزيلت من ثنايانا عنوة وأكاد ان اقول أننى كرهت كل شيء جميل وأصبح التشاؤم هو المتراس الاساس فى حياتى حتى يساورني الحدو نحو النهاية ألاْزلية بدلا من العيش مغموما فاقد انسانيتي الكريمة التى وهبني أياها خالقي وحده لا سواه- ثمة من يقول لا حياة دون أمل وارد القول بأن الامل قد أطفي فأضحت الحياة عدم
ضوء اخضر
سيدى موضوعك ممتاز وشيق واجمل ما فيه هو حب الوطن اقوى نظام أمن له .... هذه المقوله هى كبد الحقيقة ... نقول ان رجال الامن الذين يرابطون على الحواجز عندهم اوامر محددة , وليس معقول ان يتم التجاوز فى جميع الحواجز .الا اذا كانت الاوامر معممه على الجميع ..فاول سؤال يوجه اليك ..انت شيعى ام سنى ..فاذا كنت سنيا مشى امرك واذا كنت شيعيا فانت مستهدف ..هذه حقيقة ... فليس معقول ان يتصرف رجال الامن بمثل هذه التصرفات من دون ضوء اخضر ...هذا الكلام سمعته من امرأة سنية ...
شكرا عبيدلي
في الكلمات الطيبة حلاوة وفي الكلمات السيئة ممرارة ، ومن يصدق في الكلام يحب الوطن ومن يجرح بالكلام يسئ للوطن ومن يحكم الوطن على المدى القصير والمدى البعيد ومهما بلغ من الماسي للمواطن فلن يبقى للوطن غير المواطن
شكرا شكرا شكرا