قالت رئيسة قسم العيون بمجمع السلمانية الطبي نورة الكبيسي: «إن العيادات الخارجية لقسم العيون استقبلت حالات من الحساسية والأتربة داخل العين على خلفية الأجواء المغبرة التي هبت على البلاد اليومين الماضيين تصل إلى 25 في المئة من مجمل حالات الطوارئ في قسم العيون»، مشيرةً في الوقت ذاته إلى أن «هناك مراجعات من قِبل المرضى في العيادات الخارجية وتزايد ملحوظ».
وأكدت الكبيسي أن «الخدمات الطبية في العيادات متوافرة سواء في حضور الأطباء أو الممرضات أو الإجراءات الطبية كعمليات الليزر، والتصوير بصبغات الفلوريسنت، والأشعة الفوتوغرافية والضوئية وفوق الصوتية والجغرافية للقرنية، وكذلك العمليات الجراحية»، لافتةً إلى أن «الإقبال من قبل المرضى في تزايد والأمور عادت إلى سابقتها، وخصوصاً أن كثيراً من مرضى العيون يحتاجون المتابعة الطبية الدقيقة كمرضى الجلوكوما (ارتفاع ضغط العين)، ومرضى الاعتلال الشبكي السكري لمرض السكر».
وتابعت أن «اليومين الماضيين وبعد موجة الغبار التي هبت على البلاد أردنا أن ننوه إلى أن العين قد تتأثر بالغبار وخاصة لدى البعض ممن لديهم حساسية سابقة أو استعداد للحساسية (الرمد الربيعي)، إذ إن ذرات الغبار تصل إلى العين فتسبب لدى البعض حساسية، ويبدو ذلك في أعراض مثل الحكة والدموع والاحمرار في العين أو قد تلتصق بالقرنية وتؤدي إلى الإحساس بوجود جسم غريب والآم واحمرار ودموع».
وأفادت الكبيسي بأن «الحساسية هي أعراض لتفاعل الجسم ومقاومته لبعض الأجسام الغريبة الخارجية (المحسسات)، وهي قابلية فردية نتيجة اضطراب في جهاز المناعة، ومن أهم المحسّسات المؤدية للرمد الربيعي هي حبوب اللقاح، والأتربة، وأشعة الشمس (الأشعة فوق البنفسجية)»، موضحة أن «الإنسان العادي الذي لا يعاني من مشاكل الحساسية قد لا يتأثر بشكل واضح وسلبي من الغبار لأن جسم الإنسان مهيأ لمقاومة مثل هذه الظروف، ومع ذلك فإن هناك فئة تتضرر من الغبار على رغم عدم وجود تاريخ مرضي وهذه فئة قليلة، ولكن هناك فئة ثالثة وهم مرضى الحساسية الرمد الربيعي المزمنة فهؤلاء يتضررون أكثر من غيرهم والوقاية تتمثل في تجنب التعرض للغبار، وإذا كان ذلك غير ممكن فيفضل استخدام النظارات لأنها تقلل من الضرر الذي يسببه الغبار وخاصة الغبار الكثيف الناتج عن العواصف الرملية».
وكتوضيح تفصيلي عن هذا الموضوع، تقدمت رئيسة قسم العيون الكبيسي بإجابات على أهم التساؤلات بهذا الشأن متمثلة في:
ما هو الرمد الربيعي؟
- التهاب العينين مهما كان سببه يسمى الرمد، أمّا الربيعي فهو نسبة إلى موسم الربيع، ولاحظ المختصون أن حساسية العين تزيد في موسم الربيع لزيادة نسبة حبوب اللقاح في الجو في هذا الموسم، ومن ثم زيادة حدوث الحساسية في هذا الوقت، مع العلم أن الحساسية تحدث على مدار العام وبنسبة متفاوتة معتمدة على الأسباب. وهي تصيب ملتحمة العين (وهو غشاء رقيق يغطي بياض العين والجفنين من الداخل) كما القرنية، ما يؤدي إلى انتفاخ العين واحمرارها، وزيادة الإفرازات والدموع، وقد تؤدي إلى وجود ألم في العين مع حكة قد تكون شديدة ومؤذية، وفي بعض الحالات تكون مصحوبة بسيلان الأنف وأعراض أخرى.
الحساسية تصيب الأطفال والكبار، من الجنسين من دون تفرقة، ولكن نسبته تزيد في الشباب لزيادة تعرضهم للمحسسات.
هل تؤدي الحساسية إلى تلف العين؟
- الحساسية مؤلمة ومؤذية، وتجعل المصاب لا يحس بالراحة، ولكن في الغالب لا تؤدي إلى تلف العين، وإن كان الهرش الشديد لهما قد يؤدي إلى جرح القرنية وتخدشها.
هل يمكن ارتداء العدسات اللاصقة؟
- استخدام العدسات اللاصقة غير مرغوب فيه لأنها تؤدي لزيادة الأعراض، كما أنها قد تؤدي إلى التهابات العين الفيروسية والبكتيرية.
ما هي الأعراض؟
- تختلف الأعراض من شخص لآخر سواء قي حدّتها أو تكرارها، كما هي مسبباتها، ومن أهم الأعراض:
تورم العينين واحمرارها، حكة شديدة في العينين، عدم القدرة على مواجهة الضوء، زيادة الدموع وخاصة في الصباح، وجود إفرازات خيطية (غمص) في العينين صباحاً، وجود حلمات صغيرة بيضاء اللون خاصة في الجفن العلوي، وقد يظهر تلوّن جيلاتيني بالملتحمة حول القرنية، وحدوث شرخ أو قرحة بالقرنية نتيجة الحك والهرش وهي من أهم المضاعفات، كما أنها صعبة العلاج.
ما هي طرق الوقاية؟ وما هي طرق العلاج؟
- العلاج الموضعي: وذلك للتخفيف من الأعراض. والكمادات الباردة: باستخدام فوطة ناعمة مبللة بالماء البار أو الثلج ووضعها على العينين لمدة دقيقة، وتكرار ذلك. والدموع الصناعية: وهي قطرات للعين يمكن استخدامها لتنظيف العين ما يؤدي إلى تخفيف الأعراض وهي بدون آثار جانبية. بالإضافة إلى العلاج بالأدوية، وإزالة التحسس
العدد 3126 - الإثنين 28 مارس 2011م الموافق 23 ربيع الثاني 1432هـ