في هذا المنعطف الخطير الذي بلغه الوطن، ينبغي أن تنطلق ألسنة المثقفين والأكاديميين والعقلاء المتزنين، للحفاظ على ما تبقى من لحمتنا الوطنية التي تبعثرت وتحزبت في أكثر من خندق واصطفاف فئوي لا يزال يحشد له البعض لتفويت الفرصة على أي حل يخرجنا من هذه الأزمة المريرة.
هذه الأيام الصعبة بكل ما فيها من ألم وقسوة وتشتت في الفكر والتوجه، تعد مكسباً كبيراً لمن يحلو له أن يتصيد لإذكاء الفرقة بين الناس، ليكون هو في موقع الصدارة يصدح بما يشاء، حتى وإن كانت العبارات التي يطلقها جارحة ومهينة وتهدد بالمزيد من الانقسام الطائفي.
كل المفردات أصبحت مباحة لمن يملك أداة التخوين والتسقيط، فباتت العمالة مفردة قابلة للتعميم بلا قيد أو شرط، والوطنية محصورة وفق مقاييس محددة بفئة، وحديث من هذا النوع كفيل بأن يشعل الوضع ويؤلب الناس على بعضهم البعض بدلاً من أن يهيئ لهم الأرضية للتقارب.
وقد أصبحت هناك منابر لأطراف عرفت على مدى تاريخها بالخطاب المتطرف، فيما أبسط درجات الصدقية في الطرح مع القضايا الوطنية، تفترض فسح المجال لمن عرفوا بالتسامح والانفتاح من كلا الطائفتين الكريمتين بعيداً عن الانحياز والتجيير والإسقاطات التي لا تخلو من الاتهام المبطن.
منابر المساجد وحدها غير قادرة على ترميم الجراح ورأب الصدع الحاصل، في الوقت الذي يجد فيه الطائفيون منابر إعلامية مهيأة لدعمهم وإيصال صوتهم الموتور إلى كل بيت، وبالتالي لا يمكن التعويل على مجموعة من المصلين لإيصال الرسالة الوطنية الوحدوية، فيما الخطاب المتطرف يصل عبر وسائل الإعلام إلى الجميع.
على قادة الرأي وصناع القرار ومن كانوا يتحدثون على استحياء، أن يزيلوا عن كاهلهم رداء الخوف، فالبحرين اليوم أحوج إلى صوتهم لجمع الناس على خط التلاقي والإجماع على الثوابت المشتركة، فكلنا نؤمن بدين ورب ونبي واحد، ولسنا بحاجة إلى أن نخوض في أتون العقيدة والمذهب، لأن النقاش في هكذا مسائل دائماً ما يجرنا إلى المجهول، ويدخلنا في صراعات تبدأ ولا تنتهي.
يا عقلاء هذا البلد، التاريخ سيسجل لكم وقفتكم مع وحدة وطنكم واستعادة أمنه بحروف من ذهب، وستتذكركم الأجيال بالشكر والثناء على صنيعكم بتأمين أجواء من الألفة والمحبة ينطلقون من خلالها في بناء هذا الوطن، لا ساحة حرب وتناحر وشقاق وفرقة، ولتعلموا أن هذه الفرصة تمر الآن مر السحاب وإن لم تبادروا بالتحرك اليوم فلن تجدوا ما تدافعون به عن موقفكم حين يعم الخراب فيطال البلاد والعباد، ففي تلك اللحظة لن ينفعكم الندم والأسف.
إن كانت البحرين مزروعة في قلوبكم، فعليكم أن تنثروا فيها من بذور الخير والحب والسكينة والاطمئنان، حتى نحصد واقعاً أجمل ينتصر فيه الوطن بجميع مكوناته، قبل أن يغرق المركب، فعند ذلك لن تستدركوا الثقوب بثيابكم، ولن ينقذ صمتكم وتفرجكم أرواح من عليه
إقرأ أيضا لـ "أحمد الصفار"العدد 3125 - الأحد 27 مارس 2011م الموافق 22 ربيع الثاني 1432هـ
اتفق
اتفق ولكن لماذا لم نسمع منكم هذا الكلام ثبل تراجع الوفاق ؟؟؟ لماذا لم تقولوا حينما دعي الجميع للحوار؟؟
خذوا الحكمة من أفواه
المجانين... خصوصا في وضعنا الراهن و في البحرين.. فلنجرب المجانين و لو لمرة واحدة لأن ما يسمون بالعقلاء قد استجنوا من تصرفات و أفعال ....
الرهان
لانريد الرهان بل الدعوة الصادقه للمحبين لهذا الوطن للعمل على انقاذة باسرع وقت كفانا خسائر على جميع المراحل
فليسمعوا
وليسرعوا لانقاذ هذا الوطن قبل فوات الفوت واجيالنا القادمه امانه في اعناقنا
يا فرج الله
سؤال اخي الكريم .. بعد كل هذا الجنون الذي مارسته الحكومة بحق هذا الشعب المستضعف ...هل اصبح للعقل مكان ...؟؟؟؟
اين كان هؤلاء العقلاء من الطرفين حينما هشمت الرؤؤس ...بالله عليك اجبني ؟؟؟؟؟؟