العدد 2448 - الثلثاء 19 مايو 2009م الموافق 24 جمادى الأولى 1430هـ

زمن التغيير

عباس العالي Abbas.Al-Aali [at] alwasatnews.com

رياضة

حينما قاد الرئيس الأميركي«أوباما» حملته للوصول للبيت الأبيض رفع شعار «التغيير»، وحينما أراد شعب الكويت أن يعطي ظهره لأعضاء البرلمان الذين فجروا قضايا طائفية أعطى صوتهم للتغير، وهذا ما أتمناه من جميع أفراد الشعب البحريني في الدورة الانتخابية البرلمانية المقبلة، أن يطالبوا ويعطوا صوتهم للتغيير من أجل مستقبل بحريني أفضل!

وحديثي ليس سياسيا بقدر ما هو رياضي بحت. لأنني أطالب بالتغيير، لأن الفرصة أصبحت مواتية للرياضة البحرينية. بعد أن أعلن رئيس الاتحاد الملكي للفروسية وسباقات القدرة سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة عن رغبته في تبوء رئاسة اللجنة الأولمبية البحرينية. لأن ما أتوقعه -على وزن ما أتمناه- أن ينصب ذلك في مصلحة تطوير الرياضة، وأن تخرج من عهد قديم بال إلى عهد جديد تكون فيه اللجنة الأولمبية البحرينية قادرة على قيادة الرياضة البحرينية لأول مرة!

فاللجنة الأولمبية -وهذا الكلام سبق أن ذكرته أكثر من مرة- ولدت مهمشة، لا دور لها، تستجدي عطف ومساعدة المؤسسة العامة للشباب والرياضة، وكان دورها شبيها بـ«الكومبارس»، أي لمجرد أن نقول للعالم إنه يوجد في البحرين صرح أهلي رياضي اسمه «الأولمبية البحرينية». ولكنها لا تستطيع أن تشرف على الاتحادات الرياضية أو تحاسبها، لأنها بصريح العبارة لا تستطيع أن «تهش أو تنش» وهذه السلبية تركت في الساحة الرياضية فراغا إداريا وقانونيا كبيرا تراكمت بسببه أخطاء كبيرة. بعكس دول العالم التي تقوم فيه اللجنة الأولمبية بدور المحرك الأساسي للرياضة الأهلية. فتشرف إداريا على الاتحادات وتدعمها ماليا وإداريا وفنيا. وتحاسبها على أخطائها أو عدم تحقيقها النتائج المطلوبة. فاللجان الأولمبية الدولية والاتحادات الرياضية الدولية ترفض تدخل الحكومة في الرياضة وتعتبره من المحرمات عدا دول العالم الذي ننتمي إليه.

فالتغيير الذي أنشده وأطالب به، أن تكون للجنة الأولمبية شخصيتها الاعتبارية التي تستمد قوتها وصلاحيتها منه، والإشراف التام على الاتحادات الرياضية واللجان الرياضية ودعمها وتقديم العون المالي لها بعيدا عن سلطة المؤسسة العامة للشباب والرياضة، التي يجب أن يقتصر دورها على تقديم الموازنة السنوية المقررة من الحكومة. ومحاسبة إدارة اللجنة الأولمبية وليست الاتحادات الرياضية لكونها اتحادات أهلية منتخبة واللجنة الأولمبية بدورها لجنة أهلية منتخبة من الاتحادات الرياضية.

فالرياضة البحرينية -كما أثبتت التجربة الماضية التي استمرت عشرات السنين، أي منذ تأسيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة العام 1974 والمؤسسة العامة للشباب والرياضة العام 1976- لم تستطع أن تواكب الركب الرياضي العالمي. لأن العالم من حولنا يقفز قفزات كبيرة في عالم الرياضة. ينصب في خانة بناء المنشآت الرياضية وتطور الألعاب الرياضية ودعم تطور الكوادر الرياضية وتأهيلها لقيادة المراكز الرياضية القيادية، بعكس رياضتنا التي مازالت تحبو وتتخبط في أمور إدارية لا معنى لها، تدفع بجماهيرها الباقية إلى الهروب من الساحة الرياضية، كما حدث في أهزوجة «يا لايم يا لايم» وكأن الرياضة البحرينية لها قوانين سماوية خاصة بها غير قوانين وسلطة الحكومة!

أخيرا، ما أتمناه من رئيس الاتحاد الملكي للفروسية قبل أن يقول كلمته الأخيرة في انتخابات مجلس إدارة اللجنة الأولمبية، أن يبحث عن البطانة الصالحة المحبة للرياضة، حتى تكون سنده على الخير، ودعمه للولوج إلى التغيير الذي ينشده كل رياضي بحريني. فاليد الواحدة لا تصفق، والقرارت الفوقية لا تطورنا بل تؤخرنا، وهناك في البحرين من الكوادر الرياضية المعطلة ما يعجز اللسان عن عدها.

إقرأ أيضا لـ "عباس العالي"

العدد 2448 - الثلثاء 19 مايو 2009م الموافق 24 جمادى الأولى 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً