العدد 2448 - الثلثاء 19 مايو 2009م الموافق 24 جمادى الأولى 1430هـ

حكومة نتنياهو ومؤتمر ديربن 2 يسقطان آخر ورقة التوت (2-2)

عيسى جاسم سيّار comments [at] alwasatnews.com

لقد رفضت الحكومة الصهيونية التعامل مع الحكومة التي شكلتها حماس وبناء على ذلك كرر الغرب كالببغاء ماقالته حكومة الصهاينة واشترطوا على حركة حماس الاعتراف الصريح بـ”إسرائيل” ووقف ما يسمونه العنف(المقاومة) والاعتراف والالتزام بالاتفاقيات التي وقعتها السلطة الفلسطينية مع «إسرائيل» وغيرها من الشروط المجحفة؟ وما لم تلتزم حماس بذلك سوف لن يتم التعامل إطلاقا مع حكومة حماس المنتخبة بل أعطت الإدارة الأميركية الضوء الأخضر للعدو الصهيوني وبتواطئ خفي من بعض الشخصيات العميلة من حركة فتح بإسقاط حكومة حماس، وقد تم ذلك بالفعل وكانت نتيجته التقاتل بين الأشقاء وانفصال غزة عن الضفة الغربية وهذا ما تسعى إليه أميركا و»إسرائيل» وهو انشغال العرب مع “إسرائيل” وبالتالي تملص الغرب من التزاماته تجاه حل الدولتين وقرارات الأمم المتحدة وأهمها القرار 242.

والمفارقة الثانية التي نقدمها هنا للسياسات الدونية والعنصرية التي يمارسها الغرب على العالم الثالث تتمثل في مجيء حكومة «إسرائيل» يمينية متطرفة عنصرية برئاسة شخصين عنصريين والأكثر تطرفا في «إسرائيل» وهما نتنياهو وليبرمان وغيرهم من عتاة المتطرفين الصهاينة وهذه الحكومة التي لاتعترف بحل الدولتين فقط وإنما لا تعترف بأي حقوق للفلسطينيين؟

والذي يميز هذه الحكومة اليمينية المتطرفة عن غيرها من حكومات عن الوسط أو اليسار (على رغم قناعتي بأنه لايوجد يمين أو وسط أو يسار في «إسرائيل») الذي يميز هذه الحكومة بأن تتحدث وبوضوح تام لايقبل التأويل وتعكس بشفافية وجه الصهيونية القبيح، حيث إنه ومنذ تشكيل هذه الحكومة العنصرية لم يذكر نتنياهو أو ليبرمان في أي تصريح بالتزام الكيان الصهيوني بحل الدولتين ولو بالكلام؟ وقد راهن الكثير وبالأخص عدد غير قليل من المهوسيين بالديمقراطية الغربية على أن الغرب حتما سوف يتخذ موقفا حازما من حكومة اليمين المتطرف الصهيونية العنصرية والتي تمارس سياسة التسفيير وطرد العرب قولا وفعلا. ولكن ماذا حصل ففي الوقت الذي لايعترف فيه قادة الصهاينة الجدد بحل الدولتين بل يجاهرون بذلك أمام المسئولين الأميركيين و الغربيين وقد شاهدنا هذا الموقف عند استقبالهم لجورج ميتشل عرابهم الجديد للشرق الأوسط ، ولكن مهلا؟ أين صوت ولسان اللجنة الرباعية وعضلاتها وشروطها التي فرضتها على حكومة حماس وهي الاعتراف بحل الدولتين ووقف العنف كما تسميه وغيرها نعتقد بأن لسان اللجنه الرباعية «أكلته الحوتة» كما نقول في ثقافتنا الشعبية ونقصد بالحوت هنا مصالح الغرب مع الكيان الصهيوني، لماذا لم نسمع صوتا واحدا من الرباعية أو من الإدارة الأميركية أو من الغرب أو حتى من أي دولة عربية ارتبطت بمعاهدات مذلة مع «إسرائيل» بتصريح يعلن فيه إيقاف التعامل مع حكومة اليمين المتطرف الصهيونية إذا لم تعترف وتلتزم بحل الدولتين أليست هذه الممارسات الغربية قمة الكيل بمكيالين... أليست نوعا من التفرقة و العنصرية المبطنة؟

إن ماذكرته في مقالي عن ممارسات الغرب تجاه العالم النامي (عالم درجة ثانية) هو فيض من غيض إننا حقا في عالم تغيرت فيه المفاهيم والقيم والممارسات وقد وجدنا فيه الكثير من المتناقضات الصارخة والتي تحركها مصالح الدول الغربية أولا وأخيرا أما حقوق الإنسان والحريات والديمقراطية وتحريم الاتجار بالبشر وتقارير حقوق الإنسان التي تصدر عن البيت الأبيض والخارجية الأميركية وغيرها ماهي إلا بضائع يسوق لها الغرب يمينا ويسارا ويتلاعب بها ويلعب بها كلعبة الورق «البتة» إما من أجل ابتزاز حكومات العالم النامي أو دغدغة مشاعر شعوب هذا العالم. إنها بحق سياسات الرأسمالية المتوحشة التي تقتل إنسان العالم النامي وتمشي في جنازته؟

عفوا ربما تفرض تلك الرأسمالية رسوما على مشيها في جنازته... من يدري؟

إقرأ أيضا لـ "عيسى جاسم سيّار"

العدد 2448 - الثلثاء 19 مايو 2009م الموافق 24 جمادى الأولى 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً