فرحت أمس عند قراءة تصريح صادر عن مدير العلاقات العامة بوزارة الصحة عادل علي عبدالله بأن الحكومة تفكر حاليا في إمكانية إنشاء مركز للخلايا الجذعية لعلاج مرضى السكري، وأن فريقا من الخبراء الألمان سيزورون مجمع السلمانية الطبي يوم الثلثاء المقبل لإجراء دراسة أولية عن حاجة البلاد للخلايا الجذعية ومن ثم اقتراح السبيل لإقامة هذا المركز المتطور علميا... وأضاف التصريح أن هذه الفكرة «موجودة منذ زمن طويل لدى الوزارة والآن قرر المسئولون تفعيلها» من خلال استضافة خبراء ينتمون إلى شركة متخصصة في أبحاث الخلايا الجذعية، وذلك لعلاج مرض السكري الذي أظهرت الدراسات المتتالية أن معدلاته مرتفعة وفي ازدياد مطرد مقارنة مع بقية دول الخليج.
ولكنني عاودت أسأل نفسي إن كان بالإمكان فعلا تنفيذ شيء من هذا النوع، لأننا في البحرين نسمع كل يوم عن خطة للإسكان أو إمدادات تحتية أو نوادٍ رياضية أو تطويرات حديثة، إلخ، وتمضي السنوات بعد السنوات ولا نرى سوى «النماذج التخيلية» التي يتم تركيبها ببرامج الكمبيوتر المتوافرة في كل مكان حاليا. ثم إن هناك الكثير من الوحدات الطبية التي قيل إنها ستنشأ وانتهت إلى لا شيء، وهناك وحدات تنقصها المعدات والموارد البشرية، إلخ.
تذكرت أيضا أنني اقترحت على الحكومة مطلع العام الجاري أن توجّه جهودها لاكتشاف الخلايا الجذعية، وذلك للمساهمة في التنمية الاقتصادية المعرفية، وشعرت أن هناك ربما من يستمع القول في إحدى زوايا الوزارات، ولعلّ أن من واجبي أن أؤيد بذل هذه الجهود حتى ولو كانت على مستوى التصريحات الاستهلاكية التي لن ترى النور في المستقبل المنظور وغير المنظور.
ولكنني عندما فكرت في الأمر مرة أخرى لم أفرح بالخبر لأنني تذكرت أن هناك وعودا كثيرة بإنشاء وحدة خاصة لمرضى السكلر قبل أربع أو خمس سنوات وقيل إن هناك مخصصات ولكن هذه الوحدة لم ترَ النور، وازداد عدد موتى السكلر، وحاليا هناك يوميا أكثر من 35 مريضا يعانون من السكلر موزعون على شتى أجنحة مستشفى السلمانية ولا توجد خطة واضحة لمعالجة هؤلاء المرضى، ووزارة الصحة لا تعلن أيَّ شيء عندما يموت أحد مرضى السكلر سوى ما تنشره الصحافة. هناك كانت أيضا وعود بزراعة الكبد والبنكرياس منذ أكثر من ثلاث سنوات، ولكن لم يُزرع أي شيء لحد الآن، في الوقت الذي «تنبط كبد» الناس الأصحاء من طريقة تعامل المسئولين، وبذلك تزداد أمراض الكبد والقلب والبنكرياس.
إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"العدد 2448 - الثلثاء 19 مايو 2009م الموافق 24 جمادى الأولى 1430هـ