كشف النائب المستقل محمود المحمود عن السبب الذي دعا مجموعة كبيرة من النواب إلى مقاطعة جلسة الثلثاء الماضي احتجاجاً على عدم إدراج بند استقالة كتلة الوفاق على جدول الأعمال بناءً على الطلب الذي تقدمت به كتلة المستقلين يوم الخميس الماضي، وهو تعرض بعض النواب إلى ضغوط كبيرة من الشارع البحريني وصلت إلى حد السب والتهديد للقبول باستقالة نواب كتلة الوفاق.

وقال في بيان صحافي أمس الأربعاء (23 مارس/ آذار 2011) إنه كان ضمن مجموعة من النواب الذين وصلتهم عشرات الرسائل النصية على هواتفهم النقالة تطالبهم بالاستماع إلى من انتخبوهم بالموافقة على استقالة نواب الوفاق، مشيراً إلى أن اللهجة في بعض تلك الرسائل وصلت إلى حد السب والتهديد بالقتل، لافتاً إلى أن القرار الذي تم اتخاذه في جلسة سابقة بتأجيل قبول الاستقالة لشهرين كان الهدف منه إعطاء فرصة للتهدئة ومحاولة إعادة الأمور إلى نصابها والبعد عن شق الصف النيابي، وذلك بناءً على مناشدة ولي العهد سمو الأمير سلمان بن حمد آل خليفة, لكن الرسائل التي وصلت لجميع النواب بلا استثناء كانت تدفع في اتجاه قبول الاستقالة.

وذكر أن نص إحدى تلك الرسائل جاء فيه «يا من أعطيناكم أصواتنا، يا خونة لن نغفر لكم خيانتكم يا ...، اثبتوا رجولتكم إن كنتم رجالاً واقبلوا الاستقالة، وإلا فسوف نهدر دمكم إن لم تتخذوا موقفاً في خلال 72 ساعة».

وأضاف المحمود: «بعد تصريح تجمع الوحدة الوطنية الذي صدر أمس الأول منادياً بتأجيل قبول استقالة نواب الوفاق، بدأت الرسائل النصية ترد إلى هواتف النواب تدعوهم مرة أخرى لتأجيل هذا القرار والتريث».

وأكد أن شرعية أي نائب تأتي من الشارع الذي انتخبه، الأمر الذي «يحتم علينا كنواب للشعب الاستماع إلى مطالبه ومحاولة تلبيتها، في الوقت الذي نحاول فيه عبور الأزمة التي تمر بها البلاد بسلام وبأقل الخسائر وعدم الانحراف عن خط المسيرة الإصلاحية التي تعيشها البحرين بقيادة عاهل البلاد جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة».

وأشار إلى ضرورة معالجة موضوع استقالة نواب الوفاق حسب المصلحة الوطنية لمملكة البحرين انطلاقاً من النظرة الشاملة لجميع مكونات شعب البحرين وما تربطه من صلات وأواصر بين فئاته وأفراده، مع الأخذ في الاعتبار العلاقة المصيرية التي تجمع طوائف الشعب مهما حدث من خلافات.

وأكد حرص الجميع على تفعيل ما جاء في خطابات جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة من ضرورة التكاتف والتلاحم بين جميع أطياف هذا البلد العزيز وكذلك ما جاء على لسان ولي العهد سمو الأمير سلمان بن حمد آل خليفة في دعوته كافة الأطراف لطاولة الحوار.

وطالب المحمود النواب بوضع مصلحة الوطن والمواطنين فوق كل اعتبار وإبعاد المصالح الشخصية والمكاسب الآنية والحزبية للمحافظة على الوحدة الوطنية وعدم تمزيق الصف الوطني الواحد في وقت يحتاج لتآزر الجميع لعلاج وتضميد الجراح والاجتماع على كلمة واحدة لرعاية السلم الأهلي لمواجهة كافة الأخطار التي تتهدد البحرين سواء الداخلية منها أو الخارجية، وانطلاقاً المبادئ التي رسمها تجمع الوحدة الوطنية الذي أكد ولايزال على مبدأ التلاحم والتراحم والتسامح ومعالجة المشاكل كافة بالرفق واللين بعيداً عن التوترات والمصالح الشخصية الضيقة.

وأكد ضرورة تطبيق القانون على الجميع دون استثناء ومعاقبة الذين أساءوا للبحرين وقيادتها ولكي يتحقق العدل وتعود الحياة لطبيعتها ويعود الأمن والأمان للمواطنين والمقيمين على أرض البحرين، وناشد في الوقت ذاته الجميع بالابتعاد عمن يريدون النيل من البحرين بإشاعة الفتنة بين أهلها وتعطيل مسيرة الإصلاح والتقدم والسعي لتدمير اقتصاد الوطن