استقبل وزير الأشغال عصام خلف  في مكتبه بديوان الوزارة صباح اليوم (الأربعاء) وزيرة الثقافة الشيخة مي بنت محمد آل خليفة بحضور عدد من مسئولي الوزارتين، للتباحث بشأن مشروع مرفأ كرباباد، حيث استمع الوزيران إلى شرح من قبل القائمين على المشروع واطلعوا على التصورات والمرئيات الموضوعة للمشروع حتى الآن.
وعبر خلف عن ترحيبه بوزيرة الثقافة وتقديره لكافة الجهود التي تقوم بها الشيخة مي في مجال المشاريع التي تعود على المملكة بمردود واضح في مجالات حفظ التراث وإحياء الثقافة والعناية بتاريخ وآثار المملكة، مشيراً إلى أنه قد تم خلال الاجتماع أيضاً متابعة سير المشاريع الخاصة بقطاع الثقافة التي تقوم بتنفيذها وزارة الأشغال.
وأضاف وزير الأشغال إن اللقاء قد تطرق إلى عدة مرئيات تم وضعها من قبل القائمين على المشروع بغية البدء فيه فور اكتمال المراحل التنسيقية اللازمة مع وزارة الثقافة وغيرها من الجهات ذات الصلة أخذاً في الاعتبار جوانب الهندسة البحرية ومصالح صيادي الأسماك في المنطقة وتسهيل وصول قوارب مرتادي البحر إلى المرفأ بكل سهولة ويسر والعمل على إزالة كافة العوائق التي قد تعترض سبيل مزاولة مهنتهم، مشيراً إلى أن المشروع في حال استكماله سيعود بالمنفعة على سكان القرى القريبة الأخرى.
وقد رحبت الشيخة مي بنت محمد آل خليفة بالتعاون القائم مع وزارة الأشغال مشيدة بتجاوب وتفهم فريق وزارة الأشغال للمشاريع التي تعكف وزارة الثقافة على تنفيذها بمختلف مناطق مملكة البحرين بقصد النهوض بالقطاع الثقافي والتراثي والرقي بهما نحو مستويات متقدمة.
وقالت وزيرة الثقافة أن هناك أمور عدة تم الحرص على التطرق إليها خلال الاجتماع من ضمنها الحرص على تنفيذ المشروع مع ضرورة المحافظة على موقع المرفأ المقترح لكون كل من كرباباد وكرانة موقعين غنيين بالقطع الأثرية والمواقع السياحية، بالإضافة إلى التباحث بشأن أية تأثيرات فنية محتملة للمشروع على موقع متحف قلعة البحرين المحاذي.
وأكدت الشيخة مي ضرورة أن يأخذ المشروع طابعاً تراثياً مع توفير كافة السبل التي من شأنها عدم الإضرار بمصالح الصيادين في المنطقة مع الالتزام بمعالجة العوائق الطبيعية بمنطقة المشروع وتوفير كافة الخدمات الضرورية لجعل مرفأ كرباباد مرفأ متكاملاً يتضمن مختلف المرافق اللازمة التي تتوائم مع متطلبات سكان المنطقة ومرتادي البحر.
من جهته ذكر سعيد الخزاعي (خبير التراث الطبيعي بلجنة التراث العالمي) إن منظمة اليونسكو العالمية وضعت شروطاً تتعلق بموقع المشروع كونه موقع تراث عالمي بحيث تحد المنظمة من إمكانية القيام بأعمال إنشاءات أو شق قنوات داخل الممر البصري للموقع نظراً لوجود قناة أثرية في الموقع وذلك لتفادي أي تأثيرات سلبية على القناة الأثرية الحالية، مشيراً إلى عدم إمكانية القيام بحفر قناة جديدة لكون المنطقة ما تزال تخضع لأعمال تنقيبات تحت الماء في القناة الأثرية، مما يستدعي عدم حفر قناة ضمن الممر البصري بالقرب من القناة الأثرية الحالية.
وأشار الخزاعي إلى أن هناك مشاكل في الوقت الراهن من الناحية الفنية من حيث انسياب كميات المياه المتدفقة في القناة المقترحة وبسبب ضحالة المياه في المنطقة التي عادة لا يتجاوز عمقها النصف متر خلال ساعات الجزر مما يعيق تحرك ورسو القوارب بالموقع.
وتحدث مدير عام الثروة البحرية جاسم القصير  قائلاً إن هناك توافق بين موقعي مرفأ كرباباد ومرفأ كرانة من أجل خدمة أهالي المنطقتين والصيادين ومرتادي البحر هناك حيث أن كلا المشروعين سيوفران التسهيلات اللازمة لقوارب الصيادين ومرتادي البحر من خلال توفير مواقف الرسو الخاصة ومناطق تجمع الصيادين والتقاءهم وباقي التسهيلات الضرورية التي تهم قطاع الصيد بشكل عام وهو ما تسعى إليه الجهات المعنية بالمشروع وتأخذ به في الاعتبار.
وأوضح القصير أن هذا المشروع يندرج ضمن توجه المسؤولين بالمملكة تجاه تنفيذ وإنشاء العديد من مرافئ الصيد على شاكلة مرفأ سترة ومرفأ المحرق ومرفأ البديع والمرفأ الذي يشغل جزءاً من فرضة المنامة ومرفأ راس رية الذي يخدم منطقتي سماهيج والدير، علماً بأن هناك خطوات لإستكمال مرافئ أخرى في الزلاق وعسكر وقلالي والدراز وكرزكان والبسيتين، مع الإشارة إلى قرب استكمال مرفأ الصيادين بالحد.