العدد 3120 - الثلثاء 22 مارس 2011م الموافق 17 ربيع الثاني 1432هـ

انحسار خطر وقوع حادث نووي كبير في اليابان

واشنطن - أميركا دوت غوف 

تحديث: 12 مايو 2017

عبّر خبراء دوليون عن أملهم في أن تبتعد اليابان شيئاً فشيئاً عن احتمال التعرض لكارثة نووية في مفاعل فوكوشيما دايتشي الذي أصيب بأضرار جسيمة بفعل الزلزال وموجة التسونامي التي تبعته واللذين ضربا شمال شرق اليابان يوم 11 آذار/مارس2011.
وقد أصدرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية تقريرا يوم الاثنين 21 اذار الجاري ،أشارت فيه إلى اتخاذ بعض الخطوات الإيجابية نحو تبريد المفاعل النووي بمحطة الطاقة الذي بلغت حرارته الفائقة حدا خطرا في الأسبوع الماضي بسبب تعطل الأنظمة الضرورية التي تتحكم في حرارة قلب المفاعل.
ويجري ضخ مياه البحر إلى هيكل الاحتواء؛ ويبدو أن ذلك أدى إلى أن يصبح الوضع تحت السيطرة رغم بقائه "بالغ الخطورة" بحسب بيان الوكالة.وقد تركزت المخاوف من الحرارة الفائقة وما يتبع ذلك من تسرب مواد مشعة إلى الغلاف الجوي، على قلب قضبان الوقود وحاويات تخزين الوقود المستنزف. ويشير بيان الوكالة إلى إحراز تقدم في كلا المجالين.
لكن مستويات الإشعاع لا تزال أعلى من المستويات الطبيعية في المفاعل لكنها آخذة في الانحسار عما كانت عليه قبل عدة أيام.كما أن هيئة تنظيم استخدام الطاقة النووية الأميركية تراقب عن كثب الجهود الرامية لاحتواء الأضرار في مفاعل فوكوشيما طبقا لما ذكره مدير الهيئة التنفيذي بيل بورشاردت الذي قال أيضا في اجتماع بواشنطن يوم الاثنين، 21 الجاري: "أقول بتفاؤل إن الأمور تبدو على شفا الاستقرار".
وأوفدت الهيئة فريقاً من الخبراء إلى اليابان الأسبوع الماضي لمراقبة ما يدور في فوكوشيما.أما الوكالة الأميركية للتنمية الدولية فقد أرسلت 10 آلاف مجموعة من معدات الوقاية الشخصية إلى اليابان من أحد مستودعات الوكالة في الولايات المتحدة. وتحتوي الأطقم على بذلات واقية وقفازات وأقنعة وأكياس للتخلص من المواد الملوثة، وغير ذلك من لوازم غايتها حماية مرتديها ومستخدميها من حادث كيميائي أو بيولوجي أو نووي.
وسرت في منطقة شرق آسيا مخاوف وشائعات عن إمكانيات انتشار الإشعاع في جميع أرجاء اليابان وخارجها حينما بدت جهود تطويق حادث المفاعل النووي غير مؤكدة النتائج في الأسبوع الماضي. وأفادت منظمة الصحة العالمية يوم 20 الجاري أنه "يبدو من غير المرجح أن كميات كبيرة من الإشعاع ستؤثر على مناطق خارج اليابان". لكن البيان أفاد بأن السكان في منطقة المحيط الهادئ الأعم يمكنهم أن يزاولوا نشاطاتهم المعتادة، ولم يوص البيان باتخاذ إجراءات واقية.
وجاء في بيان منظمة الصحة العالمية: "إن التعرض لمواد مشعة انطلقت من المرافق المنكوبة سيكون منحصرا في الأساس بمنطقة الإجلاء داخل اليابان". وقد أجلت حكومة اليابان سكان المنطقة المحيطة بالمفاعل في حدود 20 كيلومترا. وحثت السكان في إطار 30 كيلومترا على البقاء داخل بيوتهم منعا لإمكانية تعريضهم لذرات مشعة تنتقل عن طريق الهواء.كما يجري مفتشو الأغذية فحوصات لتبين وجود الإشعاع في منطقة كبيرة تحيط بمفاعل فوكوشيما وقد اكتشفوا مستويات من اليود والسيزيوم التي تتجاوز الحدود المقبولة، وفقا لبيان منظمة الصحة العالمية.
وفيما قالت حكومة اليابان إن المستويات المرتفعة بدرجة طفيفة لا تشكل خطرا بدون التعرض لها بشكل مستمر، رغم ذلك فإن حكومة مقاطعة فوكوشيما تحث الناس على الامتناع عن تناول الخضر المنتجة في محيط 30 كيلومترا من المعمل النووي طبقا للمكتب الإقليمي لمنظمة الصحة. وقد أعلن محافظ مقاطعة إيباراكي أن السبانخ من المقاطعة لن تُباع في الأسواق.وقد أصدر مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة تقريرا عن الوضع يوم 21 الجاري قال فيه إنه تم توفير 5.5 ملايين وجبة في مراكز الإيواء والمستشفيات. ويجري توزيع مئات آلاف البطانيات والحفاضات، لكن سوء الأحوال الجوية وشح الوقود والطرق التي أصيبت بأضرار جسيمة أعاقت إيصال الإمدادات. أما فريق غوث مساعدة الكوارث التابع للوكالة الأميركية للتنمية الدولية فقد ذكر أن إمدادات الوقود المحدودة هي المشكلة الأهم في إيصال المعونات. وقد أعاقت الأمطار والطقس البارد عمليات النقل وفاقمت من ظروف عشرات آلاف الناس الذين أووا إلى مرافق تفتقر لوسائل التدفئة والتيار الكهربائي. وما زال 350 ألف شخص يفترشون ملاجئ الإيواء. ولدى حكومة اليابان 120 ألف موظف خدمة طوارئ وطنية يعكفون على ترميم البنى التحتية وتوزيع الإمدادات. وقد اقترب عدد قتلى الكارثة في اليابان من 22 ألفا، بحسب ما جاء في تقرير مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة.
 

 





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً