لم يمر يوم 21 مارس/ آذار 2011 في هذا العام كبقية الأعوام السابقة، إذ لم تتناثر الورود ولم تقدم الهدايا إلى الأمهات البحرينيات كالعادة، لأن الحزن هو سيد الموقف، وهو الطاغي على الأجواء، لكن هذا اليوم أبى على الأفول إلا أن يذكرنا هنا في البحرين بأن يوم الأم لن يمر دون أن نضع باقة ورد على قبر آخر، قبر مختلف هذه المرة باختلاف اليوم، إنه قبر بهية العرادي التي أبكتنا جميعاً، وهزتنا من الأعماق، إنها بهية التي فقدتها البحرين برصاصة قاتلة في يوم 21 من مارس، فهل نجعل لبهية فيه ذكرى؟
المتتبع للحراك البحريني السياسي يجد حراكاً نسائياً، فقد شاركت المرأة البحرينية فيه بقوة فاعلة، وبصورة أبهرت الجميع، فإن استلزم الوضع لخروجها كانت أول الخارجين، فالمسيرات تشهد بحجم المشاركة النسائية المنقطعة النظير، لقد تجاوبت المرأة البحرينية سواء بالدعم المعنوي أو التواجد الفعال في قلب الحدث أو وسائل الإعلام، فقد تخطت بجرأتها حاجز الخوف، وغيرت بإيمانها وقناعتها سور العرف، وقدمت بالتزامها نموذجاً حيّاً للمرأة المناضلة الشريفة، كانت ومازالت تقدم بكل ما أوتيت من قوة وصلابة صورة للمرأة المدافعة وليست الممانعة الضعيفة، بل تخطت هذه الصورة إلى أن تكون هي في المقدمة، ولم تنتظر أحداً لأن يفسح لها الطريق بل بادرت وتقدمت، حتى فتياتنا الشابات كنّ مثالاً حيّاً للنضج والإقدام، أما أمهاتنا فسلام على الصابرات الفاقدات إذ يقف القلم عاجزاً عن الحديث عن ألمهن، فالجرح لا يقاس ولا يُتصوَّر ولا تغطي الكلمات أبداً عمقه وألمه.
كانت بهية عبد الرسول العرادي قد فارقت روحها الطاهرة الحياة يوم الإثنين (21 مارس 2011)، وذلك إثر إصابتها بطلق ناري اخترق رأسها من الأمام يوم الأربعاء الماضي (16 مارس)، من قبل القوات التي تدخلت لفض اعتصام دوار اللؤلؤة ومرفأ البحرين المالي.
بهية التي خرجت من منزلها بالمنامة مسالمة تبحث عن بنزين لسيارتها لم تكن تدرك أن المطاف سينتهي بها إلى دوار القدم على شارع البديع لتفاجأ على حين غرة برصاصة تردي بحياتها سريعاً، والطلق الناري اخترق زجاج سيارتها الأمامي لتستقر ثلاث رصاصات في رأسها ورقبتها، وعلى إثرها تسقط مضرّجة بدمائها في السيارة لنسأل العالم كله: بأيِّ ذنب قُتلت؟
والأدهى والأمَرّ أن هناك تعتيماً إعلامياً وصمتاً رسميّاً جرّاء الحادثة وكأن بهية من كوكب آخر، إنها بنت المنامة، ابنة هذه الأرض الطيبة، فهل تستحق من الدولة الجفاء ؟
في مراسيم التشييع كان حضور النساء ملفتاً، كان النحيب سمته، وبكاءه الذي لا ينقطع يُسمع من بعد، وأنّات نسائه الكبار تصرخ «واه عليها»، لقد رحلت بهية والتي يصفها المقربون منها بأنها تمتلك من الطيب والحنان ما يكفي البحرين بأسرها.
نعم رحلْتِ يا أطيب النساء، رحلْتِ يا أعز النساء، رحلْتِ يا أشجع النساء، وأي رحيل، إنه رحيل العز والشرف، وسيبقى يوم رحيلك 21 مارس 2011، يوماً لأمِّ البحرين بهية عبد الرسول العرادي لأن الأمّ تكون بالتضحية كيف لا، وهي من قدّمت دماءها لمستقبل البحرين وعزته
إقرأ أيضا لـ "رملة عبد الحميد"العدد 3120 - الثلثاء 22 مارس 2011م الموافق 17 ربيع الثاني 1432هـ
نساء خالدات
من مدرسة الاباء تفوقت بهية ومن جامعة العقيلة تخرجت بامتياز _ سيظل اسمها علما ونورا يضىء قافلة الشهداء ودليل على ظلم الانسان لأخيه الانسان _الى جند الخلد فى أعلى عليين مع الاخيار والصالحين وطالبى الكرامة
رحمها الله
نعم رحمها الله.... ... الا من يعقل والله لا نحب ماحصل لها.. وهي شهيدة بأذن الله
يا الله
الى جنان الخلد ايتها الشهيدة الفاضلة المناضلة
الحرة الابية
كنوز البحرين
أنتم تيجان رؤوسنا يا نساء البحرين
لقد أثبتم أنكم من معدن طاهر أصيل
أنتم الذخر والذخيرة
رحمك ِ الله
الله يرحمها و يسكنها فسيح الجنان مع محمد و آله الأخيار
دعاء
الدعاء سلاح المؤمن
بلدي البحرين
مقال بحريني بامتياز شكرا للكاتبه الشريفه
ليس غريبا على المرأة البحرينية
سلمت أناملك مقال رائع وكل الكلمات ستعجز عن تخليد أم البحرين الشهيدة بهية العرادي. هنيئا لها مجاورة الصديقين.
اللهم ارحمنا
رحمكِ الله يا أمي بهية ...
......
معززات مكرمات
الله يصبر أهلها
سلام على النساء الصابرات
هكذا قدرنا من عام 61 هجرية حين أستشهد أبي الاحرار الامام الحسين وراية الصبر لام المصائب تكون في المقدمة زينب وما أدراك ما زينب ، ولكن نقول من الذي أنتصر وكفا ، هكذا يقول رئيس وزراء تركيا الذي يقرأ التاريخ ويعبر عن الضمير فهل نسي او تناسى الناس كربلاء بل بقية مع بقاء الزمن .
شكرا