العدد 3119 - الإثنين 21 مارس 2011م الموافق 16 ربيع الثاني 1432هـ

التونسيون يحتفلون بعيد الاستقلال بـ «نكهة خاصة» بعد إسقاط بن علي

بشكل عفوي تجمع مئات الشبان بشارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة التونسية ملتحفين بأعلام وطنهم احتفالاً بذكرى عيد الاستقلال الذي وصفه كثيرون بأنه ذو نكهة خاصة هذا العام بعدما انتزعوا حريتهم قبل أكثر من شهرين حين أطاحوا بالرئيس السابق زين العابدين بن علي.

وأحيت تونس ذكرى مرور 55 عاماً على الاستقلال عن مستعمرتها السابقة فرنسا في أجواء غلب عليها الفخر والاعتزاز بحرية حرم منها التونسيون لعقود.

وقال رئيس الجمهورية المؤقت، فؤاد المبزع في كلمة توجه بها للشعب التونسي «تخليد ذكرى الاستقلال هذه السنة يكتسي طابعاً متميزاً باعتباره يأتي على إثر قيام ثورة 14 جانفي (يناير/ كانون الثاني) المجيدة التي ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالاستقلال في معانيه العميقة وتجلياته الطبيعية وقيمه الكونية».

ولم تكن غالبية الأعياد الوطنية تمثل شيئاً له دلالات كبرى لفئات واسعة من التونسيين. لكن هذا العام تغيرت الأمور وتجمعت مشاعر الكرامة والحرية والفخر لدى التونسيين.

وقال جلال وهو تونسي وهو متلحف بعلم تونس بصحبة ابنه لـ «رويترز» «عمري 46 عاماً وعشت 23 عاماً تحت نظام بورقيبة و23 عاماً مع بن علي ولكن لم أعش مثل اللحظات من الاعتزاز بالوطن».

وأضاف «اليوم أعدت من جديد اكتشاف الاستقلال وفهم معاني ودلالات النشيد التونسي».

ويقول تونسيون إنهم أصبحوا معتزين كثيراً بوطنهم بعد أن أطاحت ثورة 14 يناير بالرئيس السابق بن علي الذي حكم البلاد 23 عاماً بقبضة من حديد. وانتشرت عدوى الثورة التونسية بسرعة إلى مصر التي أعلن رئيسها التنحي عن الحكم بعد ثلاثة عقود في المنصب.

وتشهد الآن اليمن والبحرين وسورية وليبيا احتجاجات عنيفة تطالب بتغيير الأنظمة وتحقيق إصلاحات سياسية أسوة بما حصل في تونس ومصر.

وكتبت شابة اسمها سعاد على شبكة الـ «فيسبوك» تقول «العالم لن ينسى من أين بدأت هذه الثورات العربية... افتخروا يا توانسة لقد غيرنا وجه العالم... نحن اليوم حققنا الاستقلال الفعلي... استقلال مفعم بمعاني الحرية والعزة والكرامة والثورة».

وفي اجتماع حاشد للمعارضة لم يكن مسموحاً به عادة في عهد الرئيس السابق قالت الأمين العام للحزب الديمقراطي التقدمي، مية الجريبي إن عيد الاستقلال هذا العام له نكهة خاصة.

وأضافت للصحافيين «عيد الاستقلال لم يعد له أي معنى لولاء الأشخاص... أصبح عنده معنى ثوري... إنه أيضاً فرصة لمواجهة التحديات المقبلة التي نواجهها». وفي مثل هذه الأعياد خلال فترة حكم بن علي عادة ما تزين البلاد بالأعلام وصور الرئيس السابق وتتحدث وسائل الإعلام بإطناب عن إنجازات بن علي.

أما اليوم فقد بثت وسائل الإعلام إغان وطنية، وعبر مستعمون لإذاعات عن فخرهم الكبير.

وأمام المسرح البلدي بالعاصمة ردد مئات الشبان المحتفلين بعيد الاستقلال النشيد الوطني وبكى آخرون تأثراً بهذه المناسبة.

وقالت سلوى عياري لـ «رويترز»: «إنه شعور رائع أن تحس بأن وطنك عاد لك بعد غربة استمرت سنوات... إنه يوم عظيم... إنه أول عيد نحتفل به بعد ثورة 14 من يناير التي لم نحتفل بها نظراً لتدهور الوضع الأمني آنذاك».

وتعهد قادة غربيون في برقيات تهاني بالمناسبة بدعم الانتقال الديمقراطي في تونس.

وقال رئيس الولايات المتحدة، باراك أوباما «إنها أول ذكرى للاستقلال بعد أن أخذ الشعب التونسي بكل شجاعة وبصفة سلمية مستقبله بين يديه وشرع في مرحلة جديدة للانتقال نحو الديمقراطية»

العدد 3119 - الإثنين 21 مارس 2011م الموافق 16 ربيع الثاني 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً