قال مسئولون حكوميون إن الليبيين دفنوا قتلى القنابل الغربية في مقبرة على جرف مطل على البحر المتوسط. وفي رفقة صحفيين اجانب عبر الموالون للحكومة الليبية عن غضبهم ضد الطائرات الحربية والصواريخ الغربية التي قالوا انها قذفت الموت على العاصمة الليبية مطلع هذا الاسبوع.
وتحدث المشيعون أنفسهم بلهجة أكثر هدوءا وجعلت الروايات المتضاربة التي قدموها عن الظروف المحيطة بوفاة أحبائهم من الصعب تقييم مدى صحة الرواية الرسمية. وبينما اثار رجل دين مشاعر المشيعين عند المقبرة واطلق رجال أمن يرتدون ملابس مدنية النار بتحد من بنادق هجومية في الهواء ... وقف عم رضيعة عمرها ثلاثة اشهر عند قبر حفر حديثا تغطيه ورود قليلة.
وقال العم محمد سليم الذي بدا هادئا إن الغارة الجوية التي ضربت منزل الرضيعة أسفرت أيضا عن إصابة والدتها. وقدم والدها رواية مختلفة قائلا ان أحدا لم يصب. وصاح احد الصبية بينما بدأ الغضب وانطلقت دعوات الجهاد "هل هذا ما يسمونه الديمقراطية؟ هذا ليس سوى قتل للأبرياء. الرضع." وقال مسئول صحة بالحكومة الليبية إن 64 شخصا قتلوا في قصف ليلة امس الاحد فى اكبر تدخل ضد دولة عربية منذ غزو العراق عام 2003.
وقال الأميرال مايك مولن رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة انه لم يشهد اي تقارير عن سقوط ضحايا من المدنيين نتيجة الضربات الغربية. ولكن روسيا قالت إن هناك خسائر بشرية من هذا القبيل ودعت بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة لوقف " الاستخدام غير الانتقائي للقوة."
ورفض مراقبون حكوميون يشرفون عن كثب على حركة الصحفيين في العاصمة اخذ الصحفيين في طرابلس إلى مواقع القصف أو المستشفيات التي تعالج الضحايا المزعومين من الضربات الجوية التي يساويها الزعيم الليبي معمر القذافي بالإرهاب.
وكان من بين الضحايا رمضان الزرقاني ولكن أقاربه قالوا للصحفيين روايات متضاربة عن وظيفته وعمره وكيف لقى حتفه. وقال البعض انه سائق سيارة اجرة وقال اخرون انه عاطل. وتعددت روايات وفاته من انهيار جدار عليه بعد انفجار وقع بالقرب من مقر القذافي في طرابلس إلى صاروخ كروز اصاب سيارته. وشكا البعض حول مقبرة الزرقاني من أن ليبيا تعرضت لمعاملة خاصة من الدول الغربية المتهمة بتطبيق معايير مزدوجة. وسألوا لماذا فشلت الحملات ضد المعارضين في البلدان العربية الأخرى مثل البحرين أو اليمن في التحريض على عمل عسكري غربي؟
وقال محمد الهيمالي (30 عاما) وهو موظف بشركة مياه "هذه مؤامرة على ليبيا." ومثل آخرين قال انه جاء لرثاء القتلى بمحض إرادته.
واضاف "الحكومة لا علاقة لها بهذا."
واتفق الناس عند مشهد المقبرة الذي بثه التلفزيون الرسمي على شيء واحد: ان ليبيا ضحية مؤامرة غربية شرسة لسرقة نفطها.
وقال أحمد الداوي (30 عاما) وهو تاجر ملابس "إذا كان الغرب يريد سرقة نفطنا يمكنه ذلك. ولكننا سنحرقه ونحرقهم في العملية."
وقال القذافي يوم السبت انه سيسلح المدنيين للدفاع عن ليبيا مما أسماه العدوان "الاستعماري الصليبي" من القوى الغربية التي تشن غارات جوية ضده. وقال الداوي "هذه فكرة عظيمة. كثير من الليبيين لديهم أسلحة بالفعل. ولكن إذا أراد أن يقدم لنا المزيد سنأخذها."