كثرة الزيارات المكوكية بين اليمن ودول مجلس التعاون خلال الأشهر الماضية أصبحت ملفتة للنظر. ففي 25 يونيو/ حزيران الجاري استقبل الرئيس اليمني علي عبدالله صالح فى صنعاء رئيس مجلس الشورى البحريني علي الصالح. وفي اليوم ذاته تلقى أمير قطر رسالة من الرئيس اليمنى. وفي 24 يونيو التقى نائب الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي في أبوظبي مع رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة...
وفي 22 يونيو زار نائب الرئيس اليمني البحرين. وفي 22 يونيو تلقى أمير دولة الكويت رسالة خطية من الرئيس اليمني. وفي 20 يونيو زار نائب الرئيس اليمني السعودية والتقى خادم الحرمين الشريفين. وفي 23 مايو / أيار الماضي عقد خادم الحرمين الشريفين اجتماعا مع الرئيس اليمني. وفي 16 مايو تلقى أمير دولة قطر رسالة شفوية من الرئيس اليمني.
وفي 25 أبريل / نيسان استقبل نائب جلالة الملك سمو الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة قائد الحرس الجمهوري وقائد القوات الخاصة نجل الرئيس اليمني. وفي 22 أبريل بدأ الاجتماع الحادي عشر لسلطات الحدود بين سلطنة عمان واليمن. وفي 11 أبريل تسلم الرئيس اليمني رسالة من السلطان قابوس. وفي 27 مارس / آذار زار الرئيس اليمني البحرين وأجرى مباحثات مع جلالة الملك وسمو رئيس الوزراء وسمو ولى العهد.
وقبل ذلك، في 26 فبراير / شباط 2009 أقرّ البرلمان اليمني خلال جلسة استثنائية «تأجيل الانتخابات التشريعية» التي كانت مقررة نهاية أبريل لعامين، وذلك «لفتح المجال أمام إصلاحات سياسية». وقال رئيس الكتلة البرلمانية لحزب المؤتمر الحاكم سلطان البركاني «هذا الاتفاق جاء استجابة لمقترح من الرئيس علي عبدالله صالح الذي أكد عدم تمكين الأحزاب من افتعال أزمة في البلاد».
في 27 يونيو الجاري كتبت «القبس» الكويتية تقول إن تنظيم «القاعدة» وجد له ملاذا آمنا في اليمن، وقد قامت «القاعدة» باختطاف تسعة أجانب في اليمن، وتصفية ثلاثة منهم، وأن تنظيم «القاعدة» يستعيد زخمه من دعوات الانفصال في جنوب اليمن، وحركات تمرد لا تخمد في الشمال، مما يترك القليل تحت سيطرة الحكومة اليمنية، وهو ما يعني أن مشروعات التنمية فشلت بعد وحدة الشمال والجنوب في 1990، وهذا أدى إلى خلق طبقة فقيرة من الناس على استعداد للانضمام لأي جماعات متشددة.
وحتى القراصنة الصوماليون، تتوارد التقارير من أنه تأتيهم الكثير من الامدادات اللوجستية من اليمن، وأنهم يحصلون على معلوماتهم عن السفن المستهدفة من متعاونين يمنيين، وأن لجنة الأمم المتحدة لمراقبة حظر الأسلحة المفروض على الصومال وجدت أن اليمن هو «المصدر الرئيس للأسلحة والذخيرة غير القانونية»... هذا إضافة إلى أن مهربي المخدرات والمتاجرين بالبشر استطاعوا مضاعفة أعمالهم عدة مرات خلال الأشهرالمنصرمة.
الرئيس اليمني في سباق مع الزمن لتأمين دعم دول الجوار، وهو قد وعد شعبه بإجراء حوار وطني داخلي، ووعدهم بإصلاحات دستورية... ولكن الضغوط بدأت تتراكم بسرعة، وربما علينا جميعا من الآن فصاعدا مراقبة مجريات الأمور في اليمن التي قد تتجه نحو الأسوأ.
إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"العدد 2488 - الإثنين 29 يونيو 2009م الموافق 06 رجب 1430هـ