أين مواطن القصور فيك يا وطني؟!
أهو القصور في وجودك في مجتمع يحوي طائفتين عددهما غير قليل في الشارع؟
أم القصور في خلط الملفات التي قد تكون سقطت سهواً فأثارت الشارع؟
إن قلوب أي بحريني أبي يحب هذه الأرض الذي تربى على ترابها، لا يفرح بما حدث بتاتاً، على جميع الأصعدة وفي شتّى الظروف، فبين ليلة وضحاها تأجّجت الطائفية بشكلها المقرف، وأصبحنا أعداء بعد أن كنا أحباباً، وأصبحت الأمور في غير نصابها الصحيح.
إننا نعلم بأنّ الحوار هو الحل، على رغم أنّ فئة غير قليلة أصبحت لا تؤمن به بعد الآن، وخصوصاً بعد تدخّل الجيش نتيجة حالات الانفلات الأمني التي حصلت، وسلسلة الاعتقالات لرؤساء المظاهرات.
المشكلة أننا لم نعطِ ولي العهد الأمير سلمان بن حمد آل خليفة فرصته لتصحيح الأمور، والعمل على لملمة الجراح، والسعي حتى تنجح العملية الإصلاحية، فيعم الخير على أهل الوطن بسنّته وشيعته.
إننا اليوم في مفترق طريق وعر، وفي حفرة نحتاج إلى البحث عن كيفية الخروج منها، وهانحن نسمع عن طريق القنوات الفتنوية المؤجّجة باحتمال تدخّل إيران، التي لا نريدها التدخّل في شئوننا، ولا نريد أن نكون بحاجة إلى قوات درع الجزيرة.
أهل البحرين أهل التحضّر وأهل الحوار والمنطق، ولكن جغرافيا الحوار اختفت بعد تدخّل جميع الأطراف المغرضة لتأجيج طائفية نحاول إخمادها، فنحن لا نستطيع التعايش في مثل هذا الوضع، ولا نستطيع تخطّي المحنة إن لم نقدّم تنازلات، وإلا انقلبت علينا عصا الساحر!
لا نريد مبادرة ولكننا نريد حواراً بين الجمعيات السبع وولي العهد الأمير سلمان بن حمد مرّة أخرى، فمازلنا نثق وعلى يقين بأنّ هذا هو ما سيؤدّي بنا إلى تهدئة الأوضاع، أما التصعيد الذي يحدث اليوم فلن نجني منه إلا الدمار والخراب.
أرجو من الجميع تقديم التنازلات اليوم، فالبحرين تشتعل، وأهلها يُحرقون بداخلها، ولا أحد يرضى لهم ولا لها هذا الاشتعال ولا الدمار، فليحفظ الله البحرين بأهلها وقاطنيها، فهي صغيرة في العالم ولكن كبيرة في قلوبنا!
اللهم آمين
إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"العدد 3115 - الخميس 17 مارس 2011م الموافق 12 ربيع الثاني 1432هـ