ولدتها أمها في لحظات كانت أرض البحرين تغرق بدماء الشهداء، الطفلة الرضيعة مريم وضعتها والدتها في مركز البديع الصحي، بعد أن كانت تشعر بألم الولادة لمدة خمس ساعات وكانت غير قادرة على الخروج من المنزل بسبب طلقات الرصاص. والد الطفلة مريم روى قصة ولادة ابنته قائلاً «إن زوجتي كانت تشعر أمس الأول الأربعاء (16 مارس/ آذار الجاري) بألم وقد استمر الألم لديها لمدة خمس ساعات ونصف، طوال هذه الساعات كنا نحاول الخروج».

وأضاف «أن خيار الخروج من منطقة كرانة كان أمراً مقلقاً خصوصاً أن الطائرة كانت تجوب المنطقة والجيش قريب من المنطقة فكان الخيار إما الخروج وإما مشاهدة زوجتي وهي تلد وأنا لا أعلم ما أفعله». وتابع «في الوقت الذي كانت فيه طلقات الرصاص تدوي في المنطقة حاولت الخروج أكثر من مرة، إلا أنه لا فائدة، حاولت الاتصال بإحدى القريبات من العائلة وهي ممرضة إلا أن الاتصالات كانت مقطوعة، فقد قمت بالاتصال بعدد كبير من الأقارب إلا أنه لا فائدة، وبعد ذلك استطاعت الاتصال بأختها والتي خاطرت بنفسها وقامت بسياقة السيارة من منطقة الشاخورة إلى منطقة كرانة، في الوقت الذي كانت تحوم فيه الطائرة فوق السيارة».

وأضاف «قمت بعد ذلك بنقلها هي وأختها إلى المستشفى وكنت أحاول الوصول إلى مركز جدحفص للولادة، إلا أني لم أتمكن من كثر طلقات الرصاص، بعدها توجهت إلى مركز البديع والذي قام الطاقم الطبي فيه بتوليدها على رغم من عدم وجود الاستعدادات اللازمة».

وقال والد الطفلة «لقد قام الطاقم الطبي بتوليد زوجتي، وقمت بإخراجها هي والطفلة من المستشفى بعد ذلك خصوصاً أني كنت خائفاً من أن يتم محاصرة المركز، في الوقت الذي مازالت فيه الطفلة تحتاج إلى فحص كامل من قِبل طبيب أطفال إلى جانب الحصول على رقم شخصي لها، إلا أني مازلت غير قادر على ذلك وذلك في ظل الحصار الموجود على مستشفى السلمانية من جهة وعدم قدرتي على الوصول إلى مركز جدحفص للولادة من جهة أخرى، إذ إني قد اعرض حياة زوجتي وطفلتي وحياتي للخطر بمجرد الخروج من المنزل»