العدد 3115 - الخميس 17 مارس 2011م الموافق 12 ربيع الثاني 1432هـ

القذافي يأمر باجتياح بنغازي والمتمردون يستعدون للقتال

قطر والامارات قد تشاركان في منطقة الحظر الجوي فوق ليبيا

قال رئيس وفد الجامعة العربية في الامم المتحدة يحيى المحمصاني الخميس ان قطر والامارات العربية المتحدة يمكن ان تشاركا في عمليات مشتركة ضد نظام العقيد القذافي في اطار تفويض من الامم المتحدة. وقال المحمصاني لعدد من الصحافيين "هذا امر ممكن لكنني لا استطيع تاكيده". وكانت وزارة الخارجية الفرنسية ذكرت الاربعاء ان التحرك ضد النظام الليبي يجب ان يكون "بمساندة واشتراك فاعل للدول العربية". وصرح مساعد المندوب الليبي في الامم المتحدة ابراهيم دباشي الاربعاء للصحافيين ان "نحو خمس" دول عربية مستعدة للمشاركة في اقامة منطقة حظر جوي فوق ليبيا اذا اقر مجلس الامن هذا القرار.

ودعت قيادة المتمردين في بنغازي الخميس عناصرها للانضمام الى مواقع المدفعية وقاذفات الصواريخ بعد اعلان الزعيم الليبي معمر القذافي عن هجوم ضد المدينة، حسب ما ذكرت اذاعة بنغازي، محطة المعارضة. وقالت الاذاعة ان "قيادة الجيش الليبي الحر تدعو رجال الاحتياط للالتحاق باسرع وقت بمواقع المدفعية وقاذفات الصواريخ". وكانت الزعيم الليبي معمر القذافي اعلن عن هجوم "اعتبارا من هذه الليلة (الخميس)" على بنغازي، معقل الثوار في شرق البلاد. وفي خطاب إذاعي قال القذافي موجها حديثه لسكان بنغازي "من هذه الليلة .. مصممين مثل ما قلنا زنقة زنقة .. دار دار ..حجرة حجرة حتى الدولاب."


القذافي يعلن عن «معركة حاسمة» في مصراتة ومجلس الأمن يناقض «الحظر الجوي»

المعارضة المسلحة تواصل معاركها لصد زحف القوات الليبية

أجدابيا، طرابلس - رويترز، أ ف ب

سعت المعارضة المسلحة أمس الخميس (17 مارس/ آذار 2011) إلى صد زحف القوات الموالية للزعيم الليبي معمر القذافي في منطقة أجدابيا بشرق البلاد لإعاقة تقدمها نحو بنغازي معقل المعارضة. وسيطرت القوات الحكومية على أجدابيا الواقعة على بعد 150 كيلومترا إلى الجنوب من بنغازي والمطلة على خليج سرت يوم الثلثاء الماضي بعد أن تقهقر غالب قوات المعارضة على إثر وابل من المدفعية الثقيلة. وقال أحد الضباط المنشقين في قوات المعارضة أمس الأول (الأربعاء) إنهم فقدوا البلدة وإن المقاتلين الذين ظلوا موجودين سلموا أسلحتهم. لكن البعض رفض فيما يبدو الاستسلام أو الفرار. وبحلول مساء الأربعاء قال سكان إن المعارضة المسلحة سيطرت على وسط البلدة في حين أن القوات الموالية للقذافي ظلت غالبها على مشارفها الشرقية. وقال جبريل الهويدي وهو طبيب في مستشفى الجلاء ببنغازي إن سائقي سيارات الإسعاف القادمين من أجدابيا قالوا له إن بإمكانهم الدخول إلى البلدة والخروج منها من دون مشاكل كبيرة.

ومضى يقول «الجزء الشرقي فقط من أجدابيا هو الذي يسيطر عليه رجال القذافي». وأضاف «هناك حفنة من الدبابات تطلق النار بشكل متقطع على المدينة. لكن وسط مدينة أجدابيا وغيرها من نقاط الدخول هادئة ولا يجوب أي من رجال قوة القذافي المنطقة». وقالت فايزة علي وهي من سكان بنغازي إنها تحدثت إلى أقارب لها في أجدابيا وتابعت «قالوا إنهم بخير».

وأضافت أن المعارضة المسلحة نصبت كمينا لقوات القذافي خارج المدينة ومازالت تحاربها.

وفي وقت سابق من أمس الأول قال جنود حكوميون منهكون عائدون من خطوط الجبهة للصحافيين إنهم يجدون مقاومة متجددة من مواقع المعارضة المسلحة قرب المدينة. وقال مصطفى غرياني وهو متحدث باسم المعارضة المسلحة في بنغازي لـ «رويترز» في مكالمة هاتفية إنهم يسيطرون على أجدابيا.

وأردف قائلاً إن القتال ضار وإن خطوط إمدادات القذافي أصبحت تعاني ضغطاً شديداً لذلك لا يمكنه مواصلة الزحف انطلاقاً من أجدابيا. ووصف لاجئون من أجدابيا القتال لمراسل من «رويترز» عندما وصلوا إلى بلدة السلوم على الحدود المصرية.

وقال عصام عبدالستار (34 عاما) «غادرت أجدابيا الليلة (قبل) الماضية بعد أن رأيت طائرات تقصف المدينة. أصبت بالذعر» وسيؤدي القتال في المنطقة المحيطة بأجدابيا إلى بطء تقدم قوات القذافي إذا رغبت في تأمين الخطوط الخلفية وخطوط الإمداد.

وكان سيف الإسلام ابن القذافي قد تفاخر في وقت سابق بأن قواته على وشك أن توجه ضربة قاسمة لبنغازي مقر المجلس الوطني الليبي الانتقالي المعارض لحكم والده المستمر منذ 41 عاماً.

وقال سيف الإسلام لقناة «يورونيوز» التلفزيونية إن العمليات العسكرية انتهت وإن كل شيء سينتهي خلال 48 ساعة. وأعلن أن القوات الليبية أصبحت قريبة من بنغازي وأن أي قرار سيتخذ من جانب القوى الغربية سيكون متأخراً. وفي بنغازي كان المزاج السائد هو مزيج من التحدي والتوتر وتوقع بعض المواطنين حمامات دم في حين شعر آخرون بالثقة في أن قوات المعارضة ستنتصر في النهاية. وقالت منظمة أطباء بلا حدود إن العنف أجبرها على سحب عامليها من بنغازي.

وقالت المنظمة في بيان «الظروف الأمنية جعلت من الصعب فعلياً على الفرق الطبية الانتقال بأمان إلى مناطق القتال حيث الاحتياج الشديد لوجودها».

وتعرضت قوات المعارضة التي تتألف بصورة كبيرة من متطوعين صغار السن لم يتلقوا تدريباً كافياً ومنشقين من الجيش الحكومي لهجمات بالمدفعية والدبابات وطائرات قوات القذافي وتعتمد الآن فيما يبدو على أساليب حرب العصابات القائمة على الكر والفر لمواصلة القتال.

وأعلن الزعيم الليبي معمر القذافي أن قواته ستخوض الخميس «معركة حاسمة» لاستعادة السيطرة على مصراتة ثالث أكبر مدينة في البلاد تبعد 150 كيلومتراً شرق طرابلس، وذلك حسب لقطات بثها التلفزيون الليبي مساء أمس الأول. وقال القذافي إن «المعركة بدأت اليوم (الأربعاء) في مصراتة وغداً (الخميس) ستكون المعركة الحاسمة».

وذكر التلفزيون الليبي أن القذافي التقى مجموعة من شبان مصراتة التي يبلغ عدد سكانها نحو 500 ألف نسمة. وأضاف «اعتباراً من هذا المساء (الأربعاء) ستتدربون على استعمال السلاح وغداً ستشاركون في المعركة». وحث الشبان على «عدم ترك مصراتة رهينة بايدي حفنة من المجانين». ورأى أن الذين يسيطرون على مصراتة هم مجموعة من «مهووسة ومهلوسة (...) تسللت عناصرها من الخارج». وقال إنهم «مجموعة من الزنادقة الذين حركتهم مفضوحة في العالم ومعروفة وموصوفة بالهلوسة وبالجنون وبالخروج عن الدين ولابد أن يفهموا أنهم يعتبرون كفرة».

من جانبه، حذر مساعد السفير الليبي في الأمم المتحدة من أن القذافي يستعد لارتكاب «إبادة» في ليبيا، داعياً إلى تدخل سريع للمجتمع الدولي في هذا البلد. وقال إبراهيم دباشي الذي أعلن انفصاله عن النظام الليبي في نهاية فبراير/ شباط الماضي خلال مؤتمر صحافي «في الساعات المقبلة، سنشهد إبادة فعلية إذا لم يتحرك المجتمع الدولي سريعاً».

جاء ذلك فيما يتوقع أن يصوت مجلس الأمن الدولي على مشروع قرار يلحظ فرض منطقة حظر جوي في ليبيا، وفق ما أفاد دبلوماسيون أمس الأول بعد سبع ساعات من المفاوضات الماراثونية.

وقال دبلوماسي في الأمم المتحدة مفضلاً عدم الكشف عن هويته «تم إعداد مشروع قرار أخذ في الاعتبار عدداً من الملاحظات. لكن هذا لا يعني أن صيغته نهائية»، لافتاً إلى أن الدول الـ 15 الأعضاء في مجلس الأمن يمكن أن تدخل تعديلات على المشروع. وصرح دبلوماسي آخر «لدينا مشروع سنصوت عليه غداً»، متحدثا بدوره عن إمكان «تعديل» النص.

ومن ناحيتها، أعلنت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة سوزان رايس أن على مجلس الأمن أن يباشر باتخاذ إجراءات تكون أبعد من مجرد فرض حظر جوي على ليبيا. وقالت للصحافيين «يجب أن نباشر بخطوات تتضمن منطقة حظر جوي ولكن تذهب ربما أبعد من ذلك» ولكنها لم تعط المزيد من الإيضاحات.

أما السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين فقال للصحافيين إن روسيا قدمت أمس الأول اقتراحاً مضاداً لمشروع القرار المطروح أكثر اقتضابا وينص على وقف إطلاق نار من قبل جميع أطراف النزاع. وقال «جئنا مع فكرة تبني قرار مقتضب ولكن قوياً حول وقف إطلاق النار» ويمكن أن يعرض هذا النص تقنياً على التصويت

العدد 3115 - الخميس 17 مارس 2011م الموافق 12 ربيع الثاني 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً