على رغم ما تشهده مملكة البحرين من أحداث أمنية وسياسية منذ زهاء الشهر وزادت حدتها خلال الأيام القليلة الماضية، والتي أسفر عنها شلل الحركة المرورية في كثير من الشوارع الرئيسية، وترتب عليها شلل أيضاً في الحركة التعليمية وتغيب آلاف الطلبة والطالبات والمعلمين وإغلاق مدرسة سار الثانوية للبنات بعد ما شهدته من فوضى، وإعلان وزارة التربية والتعليم عن إغلاق أية مدرسة أخرى تشهد فوضى، أعلنت التربية في تصريح لـ «الوسط» يوم أمس الثلثاء (15 مارس/ آذار 2011) عن سير العملية التعليمية بشكل طبيعي ومتفاوت من مدرسة لأخرى ومن مرحلة لأخرى ومن محافظة لأخرى، نافية ما يتردد في الأوساط التربوية عن تعليق الدراسة في المدارس الحكومية والخاصة.
وأمام تصريحات الوزارة، ذكر أولياء أمور أنهم عمدوا إلى عدم السماح لأبنائهم في جميع المحافظات للذهاب للمدرسة، وذلك حفاظاً على سلامتهم بعد فقدان إدارات المدارس السيطرة على المدارس، وتخوفهم من دخول جماعات مجهولة تحمل الأسلحة البيضاء كما حدث في جامعة البحرين والتي عمدت إلى تعليق الدراسة حفاظاً على سلامة الأرواح والممتلكات.
ولفتوا إلى أنه وفي ظل عجز الوزارة عن تهيئة البيئة المدرسية الآمنة عزف الكثيرون منهم عن السماح لأبنائهم بالذهاب للمدارس حتى إشعار آخر، في حين قامت مدارس خاصة بتأجيل امتحاناتها حتى الأسبوع المقبل، وعمدت أخرى إلى إرسال رسائل نصية إلى أولياء الأمور تخيرهم بين السماح لأبنائهم بحضور المدرسة شريطة عدم تكفلها بتوفير حافلات تقلهم من منازلهم إلى المدرسة والعكس.
كما وعمدت إحدى المدارس الخاصة الأجنبية إلى إرسال رسائل نصية لأولياء أمور تبلغهم بإغلاق المدرسة.
وتشير الأوساط التربوية إلى أن تغيب آلاف من المعلمين والمعلمات تضامنا مع مطالب دوار اللؤلؤة وفتح وزارة التربية والتعليم باب التطوع واستقبال المتطوعين من متقاعدين وربات بيوت وجامعيين وغيرهم للتدريس أسهم في زيادة التوتر في المدارس.
وأعرب معلمون على أن الأجواء الحالية غير مهيأة للدراسة ومع تصاعد الأزمة بات الأمر أكثر سوءا بالنسبة لسلامة الطلبة في المدارس، لافتاً إلى أن إدارات المدارس باتت متخوفة من أي اعتداء عليها من قبل المجهولين.
وعلى الصعيد الجامعي علقت الدراسة في جامعة البحرين كما وعمدت الكثير من الجامعات الخاصة إلى إغلاق أبوابها ولجأت الدول الخليجية إلى إجلاء طلبتها.
يذكر أن وزارة التربية والتعليم أصدرت أخيرا بيانا يقضي بوقف الدراسة في أي مدرسة تشهد أي نوع من الاضطراب الذي يؤثر على السير الطبيعي للدراسة أو أي حوادث أو احتكاكات أو مشادات طائفية تؤثر على الطلبة وعلى استقرارهم النفسي وأمنهم الجسدي والدراسي، ولفتت في بيانها إلى أنه في حال إغلاق أي مدرسة لن تفتح إلا بعد تعهد أولياء أمور الطلبة بضرورة التزام أبنائهم بالتقيد بالنظام المدرسي، في الوقت الذي نادت فيه مع بداية الأزمة الجمعيات السياسية الطلبة بضبط النفس والانتظام في الدراسة، في حين طالب أولياء أمور بتعليق الدراسة في حال تعذر على وزير التربية والتعليم ضمان سلامة الطلبة
العدد 3113 - الثلثاء 15 مارس 2011م الموافق 10 ربيع الثاني 1432هـ