دعت جمعية الرابطة الإسلامية إلى سرعة البدء في الحوار الوطني الشامل، والسعي إلى التهدئة وحقن الدماء، وعدم تحويل القضية المطلبية السياسية إلى قضية أمنية أو طائفية، وتمهيد الطريق ليؤتي الحوار ثماره ويستفيد منه الوطن والمواطن، محذرة من الانجرار إلى الفتنة الطائفية البغيضة.

وأدانت الجمعية في بيان لها أمس الاثنين (14 مارس/ آذار 2011) كل أشكال العنف والعنف المضاد، أيا كان شكله ومصدره.

وأنحى البيان باللائمة على قناة البحرين الفضائية التي وصفها بأنها تعمل بمعزل عن دعوة سمو ولي العهد للتهدئة والحوار، محذراً من بعض وسائل الإعلام الرسمية والخاصة في الداخل والخارج التي تؤجج نار الفتنة الطائفية وتصب المزيد من الزيت على النار المشتعلة أصلاً، بينما الدعوات الخيرة إلى سرعة الحوار تتعالى من عقلاء هذا الوطن ومحبيه من الطائفتين الكريمتين ومن الجانبين الشعبي والرسمي في الداخل والخارج لوأد الفتنة والبدء في الإصلاح الحقيقي وتحقيق المطالب العادلة لشعب البحرين.

وقال البيان: «إن جمعية الرابطة إذ تكرر رفضها القاطع لكل أنواع العنف مهما كانت مبرراته، فإنها تدعو الجميع إلى الاحتكام إلى منطق العقل والحكمة والرفق في حل هذه الأزمة ووقف التدهور الأمني الحاصل والتأزيم الطائفي والأمني المتواصل الذي أخذ أشكالاً متعددة، ووصل إلى حد لم تشهده البحرين منذ استقلالها وأفزع كل المواطنين والمقيمين وأرعبهم وأخافهم على أنفسهم وذويهم وأملاكهم وعلى قراهم ومدنهم ومناطق سكناهم، وأثر سلبا على أجواء المحبة والود والألفة التي يتعايش فيها أبناء البحرين، كما أضر بالبنية الاقتصادية والوحدة الوطنية والنسيج الاجتماعي».

وأدانت جمعية الرابطة الإسلامية الأحداث المؤسفة التي شهدتها البلاد يوم الأحد الماضي في جامعة البحرين وفي المدن والقرى البحرينية، مؤكدة أنَّ ما حدث أمر ترفضه القيم الدينية والإنسانية والأخلاقية.

ولفتت إلى أنَّ قطع الطرقات وترويع الناس لا يجوز شرعاً، وهو مجرم قانوناً ومرفوض إنسانياً، معتبرة أنه وسيلة رخيصة ولا تنم عن غايات نبيلة أو أهداف سامية.

ودعا البيان إلى «قرار شجاع»، ينزع الفتيل ويجنب المجتمع المواجهات ويستل سخائم النفوس، تجلس بمقتضاه جميع الأطراف ومكونات المجتمع البحريني على طاولة الحوار سريعاً، لوضع حد للتدهور الأمني المستمر ثم الشروع في مناقشة مرئيات الجمعيات السياسية ومطالب شعب البحرين، مؤكداً أن القرار الشجاع والحكيم هو مطلب الجميع في الوقت الراهن وهو ما نراهن عليه للخروج من هذه الأزمة.

وحذرت «الرابطة» من أن الرهان على عامل الوقت يؤدي إلى انزلاق أمني خطير لا يعرف مداه، الأمر الذي لن تغفره لنا أجيالنا، فضلاً عن خالقنا, فلن تغفر لنا هذه الأجيال خطيئتنا، وإسرافنا في حق البحرين وأهلها، بتركنا الأمور للعصبيات