اشتكى عدد من المسعفين من تعرضهم لاعتداءات وتهديدات من قبل مجموعات تحمل أسلحة بيضاء في منطقة المحرق أمس الإثنين (14 مارس/ آذار 2011) أثناء تأدية وظيفتهم.

وقالوا في اتصالات هاتفية مع «الوسط» إن غرفة العمليات بوزارة الصحة تلقت بلاغاً بوجود إصابة إثر حادث مروري بمنطقة المحرق، وعلى الفور توجهت سيارة الإسعاف إلى الموقع إلا أنهم تفاجأوا بوجود مجموعات تحمل أسلحة بيضاء تهددهم وتطلب منهم المغادرة وعدم العودة مرة أخرى.

من جانب آخر، علمت «الوسط» أن 3 سيارات إسعاف تعرضت لعملية تفتيش من قبل مجموعات تحمل أسلحة بيضاء عندما كانت متجهة إلى المحرق، وأفادت المصادر أن سيارات الإسعاف يتم توقيفها وتفتيش من بها والتأكد من أن السيارات تنقل مرضى فعلاً ومن ثم السماح لها بالمرور، وكانت واحدة من سيارات الإسعاف تنقل امرأة تستعد لعملية ولادة ولم يسمح للسيارة بالمرور إلا بعد تفتيشها، وفي حالة أخرى اقتاد رجال الشرطة أحد المسعفين إلى مركز شرطة المحرق بعد أن شكوا في صحة قوله إنه جاء إلى المحرق بغرض نقل حالة مرضية من هناك، وبعد تدخل أحد مسئولي وزارة الصحة تم الإفراج عنه. من جانب آخر، ذكر أحد المسعفين أنه توجه إلى منطقة سترة صباح أمس بسيارة إسعاف لنقل حالة مرضية لامرأة، وكان هناك أعداد كبيرة من قوات مكافحة الشغب، فتم توقيف سيارة الإسعاف من قبل ضابط أمن وسألهم عن سبب تواجدهم وقال لهم بنبرة تهديد «الدور جاي عليكم»، واستغرب المسعفون من تصرف رجال الأمن مع الكادر الطبي بلهجة التهديد.

واستنكرت مجموعة من المسعفين ما يمارسه الإعلام الرسمي من خلال تلفزيون البحرين والإذاعة الرسمية بإشعال فتيل الأزمة بشحن النفوس على الكوادر الطبية لأنهم يساعدون في علاج المصابين، وهو ما بعث الخوف في قلوب مجموعة من المسعفين البحرينيين وعدد من الجنسيات الأخرى والتخلي عن أداء مهماتهم الوظيفية خوفاً على سلامتهم من تعرض المجموعات التي تحمل الأسلحة البيضاء، وعمد عدد من المسعفين إلى تقديم طلب إجازة رسمية بالتزامن مع الأحداث الدامية التي تعصف بالبحرين.

من جانب آخر، ذكر المسعفون أن بدالة الطوارئ والحوادث تتلقى عدة اتصالات من أشخاص مجهولين يسبون ويشتمون بكلمات نابية الطاقم الطبي والمسعفين على أنهم يقدمون الخدمات الطبية للمتظاهرين في دوار اللؤلؤة، لافتاً إلى وجود تسجيل لهذه المكالمات.

مسعفون: مسيلات الدموع لم تفرق بين المحتجين والكوادر الطبية

تلقت «الوسط» اتصالات من مسعفين يشكون من عدم تفريق قوات مكافحة الشغب بين المحتجين والكوادر الطبية أثناء إطلاقها مسيلات الدموع على إثر الاحتجاجات التي شهدتها جامعة البحرين أمس الأول الأحد ( 13 مارس / آذار 2011). وقال المسعفون إنهم عانوا كثيراً من الغازات المسيلة للدموع أثناء وجودهم بالحرم الجامعي في الصخير لنقل المصابين. واستغربوا من هذه التصرفات على رغم أنهم يرتدون زيّاً خاصّاً ينبغي من جميع الأطراف أن تأخذه في الاعتبار وعدم تعريض رجال الإسعاف والكوادر الطبية لأي خطر. وأوضح المسعفون أنهم تلقوا اتصالاً للتوجه إلى جامعة البحرين بالصخير على إثر وقوع إصابات بين الطلاب، وذكروا أنهم لحظة وصولهم إلى حرم الجامعة تفاجأوا بأعداد كبيرة من مجموعات تحمل أسلحة بيضاء خارج مبنى الجامعة وتسببت في إيقاع الكثير من الإصابات بين الطلاب.

وأشاروا إلى أنهم لاحظوا أن تلك المجموعات التي اقتحمت الحرم الجامعي كانت تحمل سيوفاً وآلات حادة وعصيّاً، لافتين إلى أنهم رصدوا تلك المجموعات المسلحة تقوم بتكسير مرافق الجامعة وتسرق أجهزة كمبيوتر فيما حاول آخرون حرق مبانٍ في الجامعة، وفي تلك الأثناء كانت قوات مكافحة الشغب تطلق مسيلات الدموع والطلقات المطاطية لتفريق المتظاهرين وفض الاشتباكات من دون تمييز ومراعاة للكادر الطبي المتواجد في المنطقة، وهنا لم تستطع الكوادر الطبية إكمال مهمتها في نقل المصابين إذ كانوا في مرمى طلقات قوات مكافحة الشغب، ما اضطرهم إلى الابتعاد عن المنطقة واستدعاء المزيد من سيارات الإسعاف لإنقاذ المصابين.

«الصحة» تنفي رفض علاج 15 شخصاً بـ «السلمانية» وتحويلهم للعسكري

الجفير - وزارة الصحة

أفادت وزارة الصحة تعليقاً على ما تناقلته بعض وسائل الإعلام عن رفض مجمع السلمانية الطبي علاج 15 شخصاً وتحويلهم إلى المستشفى العسكري، بأن ما ذكر غير صحيح جملة وتفصيلاً، وأن هؤلاء المصابين تم عمل إجراءات التشخيص والمعالجة لهم، ومن ثم تم تحويلهم إلى المستشفى العسكري بناءً على التعاون المتبادل.

ورفضت الوزارة في بيان لها أمس الاثنين (14 مارس/ آذار 2011) الادعاءات بشأن ما ذُكر بنقل سيارتين للإسعاف بعض الأدوات الخاصة بالمتظاهرين في جامعة البحرين، مؤكدة أن رجال الإسعاف يقومون بأداء واجبهم الإنساني فقط، ويؤسفها أن يتناقل البعض لهذه الشائعات غير الصحيحة. لافتاً إلى التزامها بتقديم العلاج المناسب لكل من يحتاجها من دون تمييز.

«الصحة» تستنكر الاعتداء على طواقمها الصحية أثناء تأدية عملهم

استنكرت وزارة الصحة الاعتداء الذي تعرض له عدد من طواقمها الصحية يوم أمس أثناء قيامهم بواجبهم المهني في إسعاف بعض المصابين وكذلك تعرض بعض سيارات الإسعاف التابعة لها لتحطيم بعض نوافذها. وأكدت أن أي اعتداء على أي من كوادرها هو اعتداء مرفوض رفضاً باتّاً وليس له ما يبرره ويتعارض مع جميع القوانين والأنظمة المعمول بها محليّاً ودوليّاً وغريب عن عاداتنا وتقاليدنا.

وأكدت الوزارة أن جميع منتسبيها من أطباء وممرضين ومسعفين صحيين وغيرهم من العاملين الصحيين يقومون بتأدية عملهم بمهنية ومن دون تمييز وتتمنى من الجميع تمكينهم من تأدية عملهم من دون عوائق فضلاً عن التعرض لهم أو منعهم من القيام بتأدية عملهم ما قد يلحق ضرراً جسيماً بمن يحتاج إلى رعايتهم ومساعدتهم.

وأهابت وزارة الصحة بجميع وسائل الإعلام تحري الدقة قبل نشر أو إذاعة ما يسيء للخدمات الصحية وللبحرين والتعرض للعاملين الصحيين والإساءة لهم بما يفقد ثقة المترددين على الخدمات الصحية