كنت ومازلت أؤمن بأن ممارسة الرياضة وسيلة لتقريب الشعوب ودعوة للالتفاف حول المبادئ الإنسانية الحميدة، وأن الأهداف الرياضية السامية جزء عفوي من نسيج المجتمع البحريني القائم على المحبة والإخاء ونبذ العصبية والطائفية. والتاريخ يسجل ذلك لشعب البحرين الأصيل.

ومن هذا المنطلق أيدت في اجتماعنا كرؤساء أقسام مع الرئيس التنفيذي للجنة الأولمبية الذي اتسم بالصراحة عودة الدوريات المحلية من أجل بث المزيد من المحبة والتآخي بين لاعبي الفرق الرياضية في هذا الوقت الحرج الذي تمر به البلاد، ولكني كنت واضحا وصريحا في حديثي عن الظروف الصعبة التي يعانيها الكثير من الأندية وتفرض عليها عدم المشاركة في الدوريات بسبب رفض اللاعبين حضور التدريبات لأسباب كثيرة يطول شرحها مستشهدا بما ذكره رئيس نادي الشباب من أن اللاعبين هواة ولا نستطيع إجبارهم، وحينما ألححنا عليهم بالمشاركة رفضوا وقالوا ببساطة «إذا كنتم ترغبون في شطب أسمائنا فليس لدينا مانع من ذلك» وهو الأمر المرفوض لأي ناد لأنه لا يريد أن يفرط في أي لاعب من لاعبيه».

ولكن أثناء الحوار ذكر أمين عام اللجنة الأولمبية البحرينية حقيقة لم أكن أفكر فيها، حينما قال إننا سنطلب من الاتحادات الرياضية حث مشجعي الأندية لعدم التصادم ونبذ كل ما يثير النعرات الطائفية. وهو الأمر الذي أكدت عليه وقلت للمجتمعين إن هذا الأمر الخطير لم يخطر على البال لأنني أرفض أن نسمم أجواءنا الرياضية بمثل هذه الأمور التي لم نعتدها في مجتمعنا البحريني.

وما يحدث اليوم قد يكون كافيا لمطالبة الاتحادات الرياضية بعدم تسيير مسابقاتها الرسمية وسط هذه الأجواء المكفهرة التي تثير النعرة الطائفية بين أبناء الشعب الواحد، ويريد كل من يقوم بها أن يجلس على «خرابها». فأنا لن أتحدث بلغة السياسة ولست ماهرا فيها ولكنني أقول إن الحكومة مهما اختلفت مع المعارضة، ومهما كانت مطالب شباب دوار اللؤلؤة التي قد يراها البعض محرمة إلا أنها لن تكون بفداحة ما يقوم به الخارجون على أعراف ومبادئ شعب البحرين الكريم وعلى القانون. ويحاولون بكل الطرق بتصرفاتهم الهمجية سد باب الحوار العقلاني السليم الذي يهدف إلى رقي بلادنا