استخدم النظام الليبي الطيران مجددا السبت ضد المتمردين الذين ينتظرون من المجتمع الدولي اقامة منطقة حظر جوي في ليبيا. وفي اليوم السادس والعشرين من الانتفاضة، وصلت مهمة انسانية من الامم المتحدة الى ليبيا "لتقويم الحاجات الانسانية" والتأكد من امكانية ايصال المساعدات الى السكان الذين يحتاجون اليها.
واعلن بيان للامم المتحدة في نيويورك وصول رشيد خليلكوف مع فريق صغير الى طرابلس حيث سيلتقي مسئولين ليبيين.
وبعد فرار حوالي 250 الف شخص من المعارك في ليبيا، وجهت الامم المتحدة نداء لجمع 160 مليون دولار كمساعدات انسانية للنازحين والسكان داخل ليبيا.
وقال وكيل وزارة الخارجية الليبية خالد الكعيم ان "هذه المهمة ستزور المستشفيات وتكون فكرة عن مخزوناتنا من المواد الغذائية والادوية، مؤكدا ان هذه المخزونات "تكفي ستة اشهر".
وتجري المنظمة الانسانية للهجرة مفاوضات مع السلطات لارسال مهمة انسانية اخرى من اجل ترحيل الاف المهاجرين. ومنذ 15 شباط/فبراير، فر اكثر من 250 الف شخص من ليبيا كما تقول الامم المتحدة. وفيما يتقدم الموالون للنظام الليبي نحو الشرق على طول الساحل الليبي ويصدون المتمردين، توعد سيف الاسلام القذافي، نجل الزعيم الليبي بخوض الحرب "حتى النهاية"، معربا عن ثقته في ان القوات الحكومية ستنتصر.
وقال سيف الاسلام القذافي لمراسلي صحف ايطالية "سينتهي كل شيء في القريب العاجل"، مؤكدا ان قوات النظام استعادت حتى الان "90% من البلاد". واضاف ان "هؤلاء الارهابيين لا يتحدثون عن الديموقراطية وانتخابات وقيم، انهم فقط ارهابيون".
وطلب المجلس الوطني الانتقالي الذي انشأته المعارضة ويتخذ من بنغازي مقرا (الف كلم شرق طرابلس) من الجامعة العربية الاعتراف به والموافقة على اقامة منطقة حظر جوي.
وقرر وزراء خارجية جامعة الدول العربية في ختام الاجتماع الطارىء لمجلس الجامعة في القاهرة ان يطلبوا من مجلس الامن الدولي اقامة منطقة حظر جوي فوق ليبيا، واعلنوا انهم سيتواصلوا مع المجلس الانتقالي الذي شكلته المعارضة في طرابلس.
ويتطلب الاعداد لهذه العملية مئات الطائرات لمنع التحليق فوق بلد تناهز مساحته 1,8 مليون كلم مربع، وتعطيل فعالية الطيران الليبي الذي يستخدمه النظام في الوقت الراهن لاستعادة المدن من ايدي المتمردين الاقل تسلحا.
ورحبت واشنطن بطلب الجامعة العربية فرض منطقة حظر جوي الذي رأت انه "يعزز الضغط الدولي على القذافي" مشيرة الى ان المجتمع الدولي "متحد" في دعوته الى وقف اعمال العنف.
كذلك اشادت الحكومة البريطانية بالموقف الذي اتخذته جامعة الدول العربية. واشارت وزارة الخارجية البريطانية الى إن بريطانيا وفرنسا تعملان حاليا على مشروع قرار تنويان عرضه على مجلس الامن الدولي ويتضمن تاييدا لفكرة اقامة منطقة حظر جوي فوق ليبيا. وهذا الخيار لا يحظى على ما يبدو بتأييد الصين وروسيا حتى الآن.
وكانت الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي مترددين في المضي قدما بهذا التدبير، حتى لو انهما شددا على امكانية استخدام "كل الخيارات" ضد القذافي الذي تجاهل الدعوات الى وقف القمع والتنحي عن السلطة.
ويشدد الاتحاد الاوروبي على ضرورة تأمين "اساس قانوني واضح" والحصول على "دعم دول المنطقة" قبل اي تحرك، فيما تريد واشنطن تفويضا من الامم المتحدة.
وما يؤكد هذا التردد، قول وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس انه ليس واثقا من ان فرض منطقة حظر جوي قرار "حكيم" حتى لو ان الولايات المتحدة وحلفاءها قادرون على فرضه.
على الصعيد الميداني، شن الطيران الليبي غارتين جديدتين على نقطة تفتيش للمتمردين في العقيلة على خط الجبهة بين المتمردين والقوات النظامية في الشرق.
وتقع العقيلة في شرق منطقة راس لانوف النفطية، الموقع المتقدم السابق للتمرد في الغرب، لكن القوات الموالية للقذافي قد استعادتها بعد عمليات قصف كثيفة. وذكر مراسل وكالة فرانس برس انه شاهد سحابة دخان كثيفة تتصاعد منه.
وبعدما تخلوا عن اي محاولة لاستعادة راس لانوف، تركز المتمردون على ما يبدو على هذه الجبهة الجديدة، مع حوالى 70 مقاتلا شوهدوا على الطريق الساحلية التي تؤدي الى مدينة البريقة.
وبعد الغارات، فرت عشرات الاليات التي تنقل متمردين من العقيلة نحو البريقة الى الشرق. وكانت البريقة الموقع النفطي الاستراتيجي الاخر، شبيهة بمدينة اشباح بعد ظهر السبت. فقد هجرها سكانها، ومن الصعوبة معرفة من يسيطر عليها، كما ذكر مراسل وكالة فرانس برس.
ودعا اطباء يعنون بالمصابين على الجبهة الصليب الاحمر الدولي الى تقديم المساعدة.
وفي غرب البلاد، احتفلت قوات النظام الجمعة بانتصارها في الزاوية (40 كلم عن طرابلس) منطقة التمرد التي سقطت بعد مقاومة شرسة استمرت اكثر من اسبوعين.
يا وسط
الثوار و الذين يقومون بأنقلاب و يريدون أن يخرجو ا من الأستبداد و الظلم لا يقولون لهم متمردون بل الثوار.