مفاجأة النتائج التي أنتجتها الانتخابات الكويتية قد عكست مشهدا آخر غير المشهد السياسي الذي اعتادت عليه الكويت في مراحل سابقة وقد تكون رياح التغيير التي تحدثت عنها المرشحة الفائزة رولا دشتي هي بالفعل حقيقة وحلم تحقق على أرض الواقع الكويتي بل كان ومازال حديث أكثر من كويتية سواء كنّ من فريق المؤيدات لخوض المرأة المعترك البرلماني أم لا.

الزميلة والإعلامية ريم الميع التي تحدثت معها أمس عبر الهاتف وصفت ما حدث في الانتخابات الكويتية بحدث نوعي إن لم يكن نقلة نوعية إذ ضحكت قائلة إن «رياح التغيير التي هبّت على الولايات المتحدة الأميركية قد انتقلت عدواها إلى الكويت؛ فما كان مستحيلا أصبح حقيقة (...) إنّ عجلة التغيير قد لامست المجتمع الكويتي الذي هو ليس بمنأى عن المجتمعات الأخرى فهو يتأثر ويؤثر في الآخرين وبالتالي فإن عبارة الرئيس الأميركي باراك أوباما «نعم نستطيع» التي استخدمها خلال حملته الانتخابية, أصبحت عبارة كل الكويتيين».

كلام الزميلة الميع مؤثر كما هو كلام دشتي, فوصول أربع نساء إلى قمة البرلمان ليس بمحض الصدفة بل إن التغيير الذي حدث هو ناجم عن تطور الحراك المجتمعي والانفتاح على العالم الذي شهد تربع أول رئيس أميركي أسود على كرسي الحكم لأكبر قوة في العالم.

وصول أوباما يؤكد أن حركة التغيير في كل مجتمع مستمرة وما حدث في الكويت مثلا لم يكن للمرأة بقدر ما نقل رسائل أخرى كترفع المجتمع الكويتي بكل أطيافه وأعراقه عن الطائفية والمناطقية البغيضتين بعيدا عن ممارسات وعقليات تمزق وتفرق المجتمع وتختار المرشح تبعا لأيديولوجيات وحسابات تضعف من عزيمة الشعب بدلا من أن تقويه.

فوز المرأة الكويتية كان فوزا ضد العقليات الإسلامية والقبلية المتعصبة وأيضا ضد الطائفية, فسنّة الكويت صوتوا لبنت دشتي ولوزيرتهم الأولى معصومة المبارك دون فرق كما هو الحال لشيعة الكويت الذين صوتوا للأكاديمية أسيل العوضي وسلوى الجسار.

إن المشهد الكويتي ليس كأي مشهد وله أبعاده ومدلولاته التي نأمل قد تنقل رياح أوبامية بحرينية - إن صح التعبير - إلى البحرين في انتخاباتها المقبلة للعام 2010 والتي لا ندري ما من مفاجأة ننتظرها... أهي ممارسات تعود إلى سابق عهدها؟ أم شيء آخر نتوقعه أم لا نتوقعه؟