مرت زهاء الثلاثة أسابيع على بدء الفصل الدراسي الجاري والذي لم يشهد انتظاماً كاملاً للطلبة في جميع مراحلهم الدراسية جراء الأوضاع السياسية التي تمر بها مملكة البحرين، وفي ذلك طالب عدد من أولياء الأمور خلال حديثهم لـ «الوسط» أمس السبت (12 مارس/ آذار 2011) بتهيئة البيئة الدراسية المناسبة وضمان سلامة الطلاب من أية مشاجرات وتصادمات من شأنها أن تؤثر على الحركة التعليمية ومستقبل الطلبة الدراسي.

وانقسم أولياء الأمور إلى قسمين مؤيد ومعارض للدعوات التي تنادي بالإضراب ووقف الدراسة، إذ وجه عدد منهم نقداً شديداً لزج المدارس في الظروف السياسية، معولين في ذلك على أن الرهان الأقوى الذي يفاخر به الجميع هو التعليم وأن تلك الدعوات من شأنها أن تحرم الطلبة من حقهم في التعليم، رافضين أي قرارات فردية تصدر عن أشخاص أو جمعيات من شأنها أن تضر بالعملية التعليمة.

ولفتوا إلى أن الإضراب في المدارس يجب ألا أن يستمر أكثر من يوم واحد لتسجيل موقف فقط ، مثمنين موقف الجمعيات السياسية ورجال الدين والعقلاء بتوجيه الطلبة للانتظام في الدراسة والبعد عن أية مصادمات والتعرض لزملائهم من الطلبة والتركيز في المقام الأول على مستقبلهم الدراسي.

وتابعوا أن المدارس ستشهد غياب الطلبة بنسب متفاوتة ما من شأنه أن يحرم البعض من التعليم ويحصل عليه البعض الآخر وهو الأمر المرفوض تربوياً ومنطقياً.

وفي الجهة المقابلة، كان لعدد من أولياء الأمور وجهة نظر أخرى ترى أن سلامة أبنائهم تأتي في المقام الأول وأن حضورهم للمدارس في ظل هذه الظروف الصعبة وتهديد سلامتهم أمر من شأنه أن يدفعهم إلى عدم دفع أبنائهم للمدرسة.

وطالبوا الجهات المعنية بضمان سلامة وأمن المدارس واتخاذ إجراءات احترازية وتهيئة البيئة الدراسية المناسبة وذلك حفاظاً على الحركة التعليمية ومستقبل الطلبة، ووجهوا نداءً لجميع الجمعيات والمؤسسات والأفراد المعنيين إلى توجيه خطاب ودي إلى الطلبة لضمان انتظامهم في المدارس، فضلاً عن بعدهم على المشاجرات وتجنب أي صدامات واحتقانات طائفية وفتن تفتت النسيج الاجتماعي في وطن كان التمازج فيه جزءاً لا يتجزأ من ثقافته