لم يستبعد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي مساء الجمعة تحركا في ليبيا بدون تفويض من الامم المتحدة ودعا الى اقامة "مناطق انسانية" في شمال افريقيا "لادارة تدفق المهاجرين" بعد الثورات العربية. واكد ساركوزي في مؤتمر صحافي بعد قمة لقادة الاتحاد الاوروبي حول الوضع في ليبيا والمتوسط ان تدخلا في ليبيا يحتاج الى "اساس شرعي واضح".
واضاف "ان تفويضا للامم المتحدة ضروري ومفضل ونرغب فيه". لكنه تابع "اذا لم يكن هناك تفويض وهناك طلب اقليمي وليبي فاننا سنرى".
وردا على سؤال لصحافيين في وقت لاحق حول ما اذا كان التفويض من الامم المتحدة "مفضل" او ضروري، قال ساركوزي انه "يجب ان تتوفر بعض الشروط" لتدخل.
واشار الى "تفويض من الامم المتحدة، من مجلس الامن الدولي ودعم الشركاء. ننتظر الجامعة العربية والسلطات الليبية التي نعترف بها كمحاور سياسي"، في اشارة الى المجلس الوطني الانتقالي الليبي.
كما ربط ساركوزي اي تدخل محتمل "باعتداءات واسعة بوسائل عسكرية على مدنيين عزل ولا يتسمون بالعنف". من جهة اخرى، اكد ساركوزي ان الدول ال27 "اتفقت على مبدأ اقامة مناطق انسانية". واضاف ان هذه المناطق يمكن اقامتها في مرحلة اولى "في تونس ومصر ونأمل ان تقام بسرعة في ليبيا لمعالجة قضية عشرات الآلاف من المهجرين".
وقال الرئيس الفرنسي "اذا اردنا الا تثير الثورات العربية مخاوف يجب ان نتحدث بصراحة عن تدفق المهاجرين".
واضاف "يمكننا ان نقدر ان هناك مئتي الف مهجر بين مصر وليبيا وتونس"، موضحا "اذا لم نعالج مسألة استقبال هؤلاء المهجرين في شروط انسانية ولائقة (...) فلن يكون لديهم خيار آخر سوى عبور المتوسط".
وتابع "لا يمكننا استقبالهم في هذه الشروط لذلك يجب تنظيم مناطق انسانية". ورأى ان "هذه المناطق يجب ان تدار من قبل الامم المتحدة (...) وتشارك اوروبا في تمويلها وتنظيمها". وتابع "انها الطريقة الوحيدة لادارة قضية تدفق موجات المهاجرين بهدوء"، موضحا انه يجب "تنظيم مناطق انسانية مناسبة مع مدارس للاطفال ووسائل صحية".
واعلن ان وزراء الداخلية الاوروبيين وفي دول شمال افريقيا سيجتمعون لدراسة "ما يحتاجون اليه" لان "السياسة المتعلقة بالهجرة يجب ان تتطورها وتتم السيطرة عليها من الجانبين".
الا ان البيان الختامي للاتحاد الاوروبي لم يأت على ذلك هذه المناطق. واكتفى القادة الاوروبيون بدعوة "كل الاطراف المعنيين الى السماح بدخول المنظمات والجهات الانسانية الى كل الاماكن التي تكون المساعدة فيها ضرورية".