نستغرب كثيراً قرار الاتحاد البحريني لكرة القدم بعودة النشاط الكروي لدرجتيه الأولى والثانية وسط أوضاع غير مأمونة العواقب في بلدنا الحبيب والتي تحتاج إلى وقت طويل حتى تصل إلى الهدوء والاستقرار من خلال المؤشرات الموجودة حالياً على الساحة، وبالتالي كان من الضروري أن لا يتسرع اتحادنا العزيز في إصدار مثل هذا القرار وإن استثنى الأندية الستة التي رفعت رسائلها إليه من أجل تعليق مباريات الدوري للدرجتين. إلا أن تسيير الدوري في هذه الوضعية لن يقود الدوري المتهالك والضعيف جداً إلى النجاح المنشود إن كان هناك نجاح عملي.
الاتحاد التونسي لكرة القدم وبعد زوال المحنة هناك واستقرار الأوضاع اجتمع مع الأندية وعرض عليهم اللعب من دون جماهير إلا أن الأندية رفضت هذا الأمر في غياب ضمانات أمنية ومساعدات مالية، فأصدر الاتحاد التونسي قراره بإيقاف نشاط دوري الكرة هناك إلى أجل غير مسمى بسبب رفض الأندية للعب.
هذا هو الطريق الأمثل لاتخاذ القرار وأن لا يكون متفرداً. ولابد من الاستماع لكل الآراء المختلفة في اجتماع استثنائي يتم فيه مناقشة الأمر بروية بعيداً عن المزايدات والانفعالات وأن لا تصر أية جهة على الاستئناف في ظل هذه الأوضاع غير المستقرة.
نحن نسأل هل يريد اتحاد الكرة من هذا القرار أن يقول للعالم إن الأوضاع في البحرين هادئة ومستقرة وليست هناك أمور تستدعي إيقاف النشاط الكروي وبالتالي تم اتخاذ مثل هذا القرار؟ ألسنا في العالم كالقرية الصغيرة التي يعلم عنها الجميع ولا نحتاج لمثل هذا التوجه الخاطئ؟ نأمل من الإخوة الأعزاء في اتحادنا العزيز ونحن نثق فيهم شخصاً شخصاً من أنهم جميعاً يحبون بلدهم ويعزون مملكتهم ويدعون لها بالخير أن يعيدوا النظر في هذا القرار وإن سارت بعض الجولات فإن بعضها قد تحتاج إلى التأجيل وهناك تكمن المشكلة.
أقولها ناصحاً لإخوة أعزاء بأن يتم استفتاء الأندية في عقد جمعية عمومية استثنائية للاستئناس بآرائهم واتخاذ القرار اللازم لكي نعود لدوري أفضل مما هو عليه الآن.
الدوري في درجتيه الأولى والثانية متهالك جداً مريض كل المرض وضعيف وخالٍ من الجماهير واستئنافه سيزيد من مرضه وابتعاد الجماهير عنه ولن نرى حتى الأعداد القليلة الصابرة على حضورها بغصة وستغيب وسنرمي بالدوري إلى الهلاك والهاوية.
ما نتمناه أن تتضافر الجهود لإيجاد المناخ الملائم لعودة الدوري، ونحن متفهمون لضرورة عودته ولكن الظرف الحالي لا يسمح بذلك وعلينا أن لا نغض الطرف عن هذا الظرف الذي يعصف بالبلد وأن تكون هناك المسئولية موجودة من الجميع. ولأن حالة الناس في الوطن أهم بكثير من عودة النشاط الرياضي الذي لن يزيد علينا جميعاً أي تفائل في انقشاع الغمة إلا بعد حين.
أخيراً أكرر ما قلته في البداية من ضرورة عقد الجمعية العمومية لاتحاد الكرة لاتخاذ القرار اللازم وسماع ما لدى الأندية أن تقوله وإلا تحمل اتحاد الكرة المسئولية في العودة من دون أخذ آراء الأندية المحلية
إقرأ أيضا لـ "هادي الموسوي"العدد 3109 - الجمعة 11 مارس 2011م الموافق 06 ربيع الثاني 1432هـ