أعلنت إدارة العلاقات العامة والإعلام في وزارة التربية والتعليم في بيان لها قالت فيه: أن الدراسة استمرت اليوم الخميس عاديةً في أغلب مدارس البحرين، باستثناء عدد قليل منها شهد خروج عدد من الطلبة في مسيرات ترفع شعارات سياسية، حيث عمد بعضهم إلى عدم الدخول للمدارس بعد الإجراءات التي اتخذتها الوزارة بإغلاق البوابات ومنعهم من المغادرة قبل نهاية اليوم الدراسي وذلك حفاظاً على سلامتهم، وبدأوا في تسيير مسيرات تجمعت أمام بوابة الوزارة وشارك فيها الطلبة وعدد من الأفراد الذين جيء بهم بوسائل نقل جماعية من مناطق مختلفة، وذلك تمهيداً للاعتصام الذي دعت إليه جمعية المعلمين بعد الدوام الرسمي.
وقد تسبب هذا الاعتصام في إرباك حركة السير أمام الوزارة وحركة دخول وخروج الموظفين والمراجعين وتعطيل مصالحهم، حيث زُج بالطلبة من مختلف الأعمار، بمن في ذلك عدد كبير من طلبة المرحلة الابتدائية في هذا الاعتصام.
وعلى صعيد متصل شهدت مدرسة يثرب الإعدادية للبنات في منطقة مدينة حمد بعض الاضطراب وذلك نتيجة خروج ما يقارب من 30 طالبة من الصفوف الدراسية للتجمع في ساحة المدرسة وترديد شعارات سياسية، مما أثر سلباً على انتظام اليوم الدراسي خاصةً في ضوء اعتراض العديد من الطالبات على هذه الهتافات والاحتجاج على حرمانهن من انتظام اليوم الدراسي.
ومنعاً للاحتكاك بين الطالبات بذلت إدارة المدرسة والمعلمات ومدير إدارة التعليم الإعدادي وعدد من الاختصاصيين التربويين المتواجدين في المدرسة جهداً كبيراً لمحاولة إعادة الطالبات للصفوف الدراسية وتهدئتهن.
وعلى نفس الصعيد شهدت مدرسة سار الثانوية للبنات بعض الاضطراب وعدم الاستقرار في الانتظام الدراسي بسبب إشاعات كاذبة حول وجود تهديدات مزعومة، بما دعا العديد من أولياء الأمور إلى القدوم إلى المدرسة خوفاً مما أشيع حول أن المديرة سمحت بدخول عصي للمدرسة، وهذا أمر غير صحيح جملةً وتفصيلاً، حيث أن هنالك من يتعمد بث الإشاعات التي من شأنها إثارة المخاوف.
وأكد بيان الوزارة أنه ونظراً لعدم التزام عدد من طلبة المدارس في أكثر من مدرسة، وحرصاً منها على انتظام اليوم الدراسي بما يحقق مصلحة الطلبة، فقد قامت الوزارة باتخاذ عدد من الإجراءات التربوية لاستعادة الاستقرار في هذا العدد المحدود من المدارس، ومنها على وجه الخصوص ما يلي:
أولاً: تكثيف التواصل مع أولياء الأمور وتحميلهم مسئولية تصرفات أبنائهم المخالفة للأنظمة والقانون وما يمكن أن ينجر عنها من عواقب وخيمة على مستقبلهم الدراسي، في ضوء ما ورد في لائحة الانضباط المدرسي بشأن تجاوز الأنظمة وعدم الالتزام بالضوابط المدرسية، أو تعمد التغيب المتكرر عن الدراسة دون عذر مقبول، أو القيام بالتحريض على الخروج من المدرسة وعدم الانتظام.
ثانياً: تكثيف مشاركة وحضور المسئولين والاختصاصيين التربويين في المدارس التي بها مشكلات، وعقد اجتماعات متواصلة وبشكل يومي مع الهيئات الإدارية والتعليمية، ومشاركة أولياء أمور الطلبة لمساعدة هذه المدارس على تخطي الصعوبات التي تواجهها في بعض الأحيان، ومنع حدوث أي احتكاك بين الطلبة، بما يجعل المسئولية شراكة بين الجميع، وقد نجح هذا الإجراء عملياً في الحد من الكثير من هذه المشكلات.
ثالثا: تنظيم برنامج تربوي حافل ابتداءً من يوم الأحد القادم وعلى مدار أسبوع كامل يشارك فيه عدد من التربويين والمثقفين والكتّاب بحضور أولياء الأمور والطلبة، ويكون محوره الرئيسي المحافظة على مكاسبنا التربوية والتعليمية وعلى النسيج الاجتماعي لمملكة البحرين وعلى السلم الأهلي والتسامح والوحدة الوطنية وغيرها من القيم التي من شأنها المساعدة على إيصال صوت الاعتدال والعقل إلى الأبناء الطلبة في مختلف المراحل الدراسية بمساعدة أولياء أمورهم.
هذا وحذر البيان من خطورة التحريض الخارجي للطلبة والإشاعات المتبادلة ونشر الأكاذيب والدفع بالطلبة إلى متاهات الصراع السياسي وخروجهم إلى الشوارع وما يمكن أن ينجر عن ذلك من مخاطر جسيمة، مؤكداً في ذات الوقت بأن الوزارة مسئولة عن تأمين الخدمة التعليمية للأبناء الطلبة في جميع المدارس، كما أن مسئولية المدرسة تنحصر في ضمان هذه الخدمة في أجواء تربوية آمنة، أما في حال خروج الطلبة عن نطاق الأنظمة المنظمة للحياة المدرسية فإن المسئولية تنتقل إلى أولياء الأمور الذين يجب أن يتعهدوا بضمان التزام أبنائهم باللوائح التي تنظم عمل المدارس وتؤمن الاستقرار اللازم لذلك.