أسست 18 شخصية من محافظة المحرق لجنة أهلية أطلق عليها اسم (لجنة المحرق للسلم)، وذلك بعد تزايد حدة الاحتقان الطائفي، ووقوع صدامات وشجار بين أبناء شعب البحرين.

وأعلنت الشخصيات الـ 18 وهم من الطائفتين الكريمتين، عن تأسيس اللجنة في أول اجتماع عُقد مساء أمس الأربعاء (9 مارس/ آذار 2011)، في مجلس الحاج أحمد جناحي بعراد، بحضور عدد من رجال محافظة المحرق.

وأعضاء اللجنة هم (جاسم علي بوطنيتة، ياسين علي البناء، إبراهيم جمعة علي، عيسى عبداللطيف الرشدان، أحمد خليفة الفايز، محمد الخنجر، جاسم سبت، عبدالرضا أحمد الولد، جعفر علي الحاكم، عبدالرضا علي الصايغ، إبراهيم عبدالله الدوي، أحمد الجزاف، عبدالأمير العرادي، علي ناصر سعيد، علي راشد العشيري، عيسى جاسم سيار، مجيد كريمي، وأحمد عبدالرحيم جناحي).

وقال المتحدث الرسمي باسم اللجنة عيسى سيار، إن اجتماعاً مطوّلاً عُقد مساء أمس، قبل إعلان اللجنة، وأقيمت صلاة جماعة شارك فيها جميع أعضاء اللجنة.

وأكد سيار على أن اللجنة ليست لها أية أجندة سياسية، ولا علاقة لها بطاولة الحوار ولا محاصصة طائفية، موضحاً بأن الهدف الرئيسي من تشكيل اللجنة التي باب الدخول فيها مفتوح للجميع، هو المحافظة على الإخاء الأهلي من الأفعال والأقوال المسيئة لأي طائفة أو عرق، وحماية المجتمع من النزعات الطائفية وتغليب لغة العقل والقول الحسن بين الناس.

وأفاد بأن من بين أهداف اللجنة أيضاً «السعي لوقف المظاهر غير السلمية للتعبير عن الرأي في مواجهة الرأي الآخر، والدعوة للتعبير عن الرأي بشكل راقٍ ومراعياً للخلق الإسلامي واللحمة الوطنية بعيداً عن الفئوية والتشطير، وكذلك احتواء أية احتكاكات ذات طبيعة طائفية قد تنشأ نتيجة لشحن أو تداول معلومات مغرضة».

وتابع سيّار في عرض أهداف اللجنة «توعية المجتمع بمخاطر الفتنة الطائفية والتصرفات غير السلمية أو غير الأخلاقية المسيئة وسيرة المجتمع البحريني المتآخي، والسعي لتوعية المجتمع حول طبيعة ومقومات التآخي الاجتماعي والنأي عن التجاذبات».

وعن الوسائل التي ستتبعها اللجنة في تحقيق أهدافها، ذكر المتحدث الرسمي باسم اللجنة أنهم سيعقدون «الندوات والجلسات الحوارية، وزيارة المجالس ومواقع تجمعات الفئات المختلفة من الشعب، والاستفادة من الأوساط الإعلامية المختلفة، وكذلك الاجتماع بعلماء الدين ووضعهم في الصورة وطلب مؤازرتهم وتقديم المشورة للقيام بواجبهم، والتعاون مع اللجان والمجموعات المماثلة».

وأوضح بأن «نحن أبناء المحرق الشمّاء، تداعينا في وقت قصير عندما استشعرنا الخطر المحدق بالوطن وأبنائها وأطفالها وشبابها وبناتها، وتداعينا في مجلس أحمد جناحي، الذي طالما مختلف الآراء ووفّق بين المختلفين».

وأفاد «نحن أتينا واجتمعنا عند الساعة السادسة والنصف، وكنا 18 شخصاً من المحرق، وتعاهدنا على أن نحقق الأخوة ونعززها بين أهالي المحرق ونضرب مثالاً يحتذى به في الداخل والخارج».

وقال إن اللجنة بحثت كافة الأمور الموجود على الساحة البحرينية حالياً، «ونحن لا علاقة لنا بجماعة الفاتح أو شباب دوار اللؤلؤة، لنا أجندة واحدة، وهي أن الوطن ووحدته خط أحمر».

وأشار سيار إلى أن «هناك أشخاص وبعض رجال الدين يطلقون دعوات تعزز الطائفية ويطرحون خطاباً مطأفناً، ويدعون إلى صدام، وهؤلاء نقول لهم إن البحرين لا تستحق ما تقولون، بل تستحق أن نقول للقاصي والداني إنها محمل يتسع للجميع، ومن يحاول خرق هذا المحمل سنوقفه، ولن نسمح له أن يمضي إلى أهدافه».

ورداً على سؤال لـ «الوسط» عن موقف اللجنة مما حدث في البسيتين قبل يومين، اعتبر سيّار أن الاحتقان الذي حصل في مدينة حمد ومدرسة العهد الزاهر وفي البسيتين، هو ردة فعل سيكولوجية لما حدث في البحرين».

وأدان سيار باسم اللجنة «أي اصطفاف أو اصطدام أو مواجهة ما بين المواطنين، ونحن نرى بأن الحوادث والشجارات التي وقعت، العقلاء تجاوزوها، وهي حوادث معزولة وانتهت بحكمة العقلاء»، معبراً عن رفض اللجنة «بأن يرفع أي بحريني السلاح على أخيه البحريني».

كما أكد سيار بأنه «لا نقبل لأي شخص سواءً أكان رجل دين أو شخص عادي أو سياسي في أي تنظيم، أن يحرض أو يحشد أو ينشر البغضاء والكراهية ما بين مكونات هذا الشعب، وسنجادله بالتي هي أحسن».

وأفصح عن زيارات تمّت بعد الحادث لبعض رجال المحرق إلى مجالس وبيوت في الدير، وأزيل العتب بعدها