رحبت قيادات الجمعيات السياسية السبع (وعد، الوفاق، المنبر التقدمي، العمل الإسلامي، الإخاء، التجمع القومي، التجمع الوطني) بدعوات الوحدة الوطنية، والدعوة إلى نبذ الطائفية وترك المشاحنات المذهبية.
وأكدوا خلال تصريحات لـ»الوسط» على أن «الرهان على الورقة الطائفية رهان خاسر، وأنَّ ما يجري في البلاد اختلاف سياسي، ويجب أن يبقى في حدوده السياسية، وليس خلافاً طائفياً أو مذهبياً».
كما أبدوا رفضهم لدعوات الشحن الطائفي التي تصدر من أي اتجاه، مشددين على أن قدر البحرين أن تطير بجناحيها، وليس بجناح واحد، وأن الرهان في النهاية يبقى على وعي الشعب البحريني الذي أثبتت مختلف المحطات التاريخية أنه شعب واحد، لا تفرقه الدعوات والفتن الطائفية.
فمن جهته قال نائب الأمين العام للشئون السياسية بجمعية وعد رضي الموسوي «نعتقد أن مسألة الوحدة الوطنية قدر هذا الشعب، هذا البلد لا يمكن أن يحلق إلا بجناحين، ومن يحاول أن يعبث في النسيج الاجتماعي قد يربح على المستوى الآني، لكنه لن ينجح استراتيجياً، وتجاربنا في التاريخ تؤكد أن كل المحاولات التي تمت منذ الخمسينيات وإلى اليوم لشق هذا الوطن وقسمته على اثنين على المستوى الاجتماعي فشلت، والمسألة السياسية لا يمكن مدها لتأخذ منحى طائفياً، فأبناء البيت الواحد قد يختلفون سياسياً ولكن لا يمكن للأخ أن يتنكر لأخيه». وأردف «لا يمكن التناحر طائفياً واجتماعياً بسبب اختلافنا سياسياً، الموضوع السياسي موضوع خلافي في كل المجتمعات، وليس في البحرين فقط، حتى في المجتمعات المتآخية، لذلك يجب أن يضع حداً فاصلاً بين ما هو اجتماعي أو سياسي».
وأكمل «نحن اليوم أمام مرحلة مفصلية سياسياً ويجب على كل مكونات هذا الشعب وكل رموزها القيادية السياسية والدينية أن تلجم أي محاولة لشق الصف الوطني وتقسيم البلد على أساس طائفي، وهذه الأيام الفرصة مؤاتية لأن تصحح ما فعلته بعض الممارسات السابقة، ونعيد التئام النسيج الاجتماعي ونبتعد عن مخلفات السياسة بحيث لا تؤثر في نسيجنا الاجتماعي».
ومن جانبه فقد رحب نائب الأمين العام لجمعية المنبر التقدمي عبد النبي سلمان بدعوات الوحدة الوطنية ونبذ الفرقة والطائفية»، مؤكد أن «كل الجمعيات السياسية والائتلاف الوطني كان شغلهم الشاغل منذ بداية الأحداث الجارية في البلاد محاصرة الوضع الطائفي المتأزم ومحاولة عدم الزج بشعبنا بلعبة الطائفية التي لا يعلم إلا الله عواقبها».
وأضاف «تأجيج الوضع الطائفي مرفوض، ويبدو أن هناك من يريد أن يحرف بوصلة المطالب السياسية إلى مطبات طائفية ولا ينجم عنها إلا الدمار».
وأردف «أعتقد أن على صوت العقل أن يحكَّم في هذه الفترة، وعلى الدولة أن تحرص على الوحدة وعدم السماح بالفلتات، ويؤسفنا التوجه الطائفي لتلفزيون البحرين الذي يصب ماء الزيت على النار، وقد بات الأمر مقززاً بأن يرى الصورة الطائفية التي تنم عن العقلية التي تحركها هواجس طائفية هي التي تحرك هذا الجهاز».
وختم سلمان بالقول «الجمعيات السياسية أوصلت رسالتها الواضحة والتي تضمنت في أحد بنودها تحييد الإعلام الرسمي عن لعب أي دور تحريضي أو طائفي، وبالتالي فإن لنا مناشدة لسمو ولي العهد أن يتدخل شخصياً لإيقاف الزج بهذه المؤسسة في التحريض الطائفي».
وفي الصدد نفسه قال الأمين العام لجمعية التجمع القومي الديمقراطي حسن العالي «موقفنا راسخ وقوي من موضوع التآخي الوطني، نحن مؤمنون تماماً أن هناك الكثير من المشتركات بين كافة طوائف المجتمع، فهناك تاريخ وطني مشترك، وهناك تزاوج اجتماعي بين أفراد المجتمع، وهناك القيم الإسلامية والقيم العربية المترسخة».
وأضاف «لو ذهبنا إلى التاريخ القريب أو البعيد فلن نجد أي أثر إلى التناحر الطائفي، وبل يمكن القول أن بعض المشاحنات الطائفية التي حدثت قبل العام 1954 هي التي أدت إلى قيام «الهيئة الوطنية» كتجربة فريدة في البحرين للتأكيد على أن البحرين كتلة وطنية واحدة».
وشدد العالي على أن «كل القوى السياسية التي تعمل في البحرين واضعة نصب أعينها الوحدة لتحقيق الأهداف، وأنه لا يمكن تجاوز هذه الوحدة لأي سبب من الأسباب».
وفي الموضوع نفسه قال عضو كتلة الوفاق النيابية المستقيلة جاسم حسين «البحرين بلد الجميع، والطائفتان الكريمتان محط تقدير واحترام، وكوني كنت ممثلاً نيابياً للدائرة السابعة في المحافظة الشمالية وهي جزء من مدينة حمد، فلابد من التأكيد على أن النسيج الاجتماعي بين الطائفتين قوي وسيظل كذلك، وهناك احترام بالغ من الجميع لهذا التنازع الطائفي الموجود في البحرين».
وأضاف «الموجود في البحرين قضية سياسية وليست دينية، والتحدي السياسي لم ينتهي ولا يمكن حله بطريقة طائفية، بل بالطرق السياسية، ومن الخطأ جعل هذا الأمر يتعمق في المجتمع البحريني، وما حدث في مدينة حمد جزء منه كان بترتيب ودفع وتحريض جماعة «التقرير المثير»، التي لا تزال تعمل على فرقة أبناء هذا الوطن، لذلك نجد أن من المهم الآن ملاحقة هذه الخلية قضائياً وحقوقياً وسياسياً حتى تكف يدها عن البحرينيين جميعا».
وفي الصدد نفسه قال الأمين العام لجمعية الإخاء الوطني موسى الأنصاري «نرحب بكل دعوة وطنية من شأنها التشديد على نبذ الفرقة والطائفية في الشأن السياسي، وقد قمنا بالعديد من اللقاءات والاجتماعات للتأكيد على أهمية الوحدة الوطنية.
وأضاف «قدرنا في البحرين هو العيش المشترك، ويجب ألا نخلط السياسة بالطائفية، ونصور الأمور على أن هناك طائفة تريد استعداء أخرى، أو تهميشها إذا ما تمت الإصلاحات السياسية، نحن شعب متجانس وسنبقى كذلك بفضل الوعي الموجود والراسخ لدى أبناء شعبنا».
وتابع الأنصاري «نتمنى على الوعاظ وخطباء المنابر والعلماء أن تصب أحاديثهم في تعزيز الوحدة الوطنية، والتأكيد على أن كل خطابات الطائفية مرفوضة من أي طرف كان، والتشديد على أنها غير محسوبة على أي طائفة في البلاد».
أما أمين سر جمعية العمل الإسلامي رضوان الموسوي، فأكد أن «منطلقاتنا الإسلامية هي المحدد الأول لكل حراكنا، وهذه المنطلقات تقطع بما لا لبس فيه أي دعوة لتحشيد طائفي، بل إن واجبنا الديني يحتم علينا أن نجعل خطابنا وحراكنا وطنياً ووحدوياً قولاً وعملاً». وأضاف «الرابح في المنزلقات الطائفية خاسر، والرهان الطائفي، رهان على الإثم والعدوان والبغي، البحرين بلد يحتاج إلى الوحدة الوطنية، وإطار المواطنة المتساوية في الحقوق والواجبات هي المظلة الحقيقية لكل مواطن بغض النظر عن انتمائه السياسي والديني والطائفي».
وأكمل الموسوي «نرحب بكل دعوات الوحدة الوطنية التي تطلقها أي جهة وطنية، ونعتقد أن الخطاب الوحدوي ورص الصفوف هو ما تحتاجه البلاد فعلاً في ظل هذه الأجواء المشحونة، وعلى العقلاء أن يعمموا هذا التوجه، لأن وجود خطابات الفتنة والتحريض الطائفي لا تجر البلاد إلا إلى نتائج وخيمة وهو أمر غير مقبولٍ لا شرعاً ولا وطنيا».
وأخيراً فقد أكد الأمين العام لجمعية التجمع الوطني فاضل عباس على أن «دعوات الوحدة الوطنية هي الطريق الصحيح لعدم الانجرار وراء خطابات الطائفية المقيتة».
وقال «أؤكد على ما جاء في اللقاء الذي تم في الجمعيات السبع وتجمع الوحدة الوطنية مؤخراً حيث تم التشديد على أن الصراع في البحرين سياسي وليس طائفياً، وأنه لا توجد مشكلة طائفية في البحرين، هناك احتقان سياسي ويجب أن يعالج عن طريق إصلاحات سياسية».
وأضاف «نحن دعينا سابقا إلى الابتعاد عن بعض الأعمال التي تؤدي إلى استفزاز الطائفة الأخرى، ومنها عدم القيام بالمسيرة إلى منطقة الرفاع، والابتعاد عن ذلك يؤدي إلى ترسيخ الوحدة الوطنية، كما أن الزيارات المتبادلة بين الجمعيات السياسية والتجمعات الأخرى تؤدي إلى ردم الهوة بين مكونات المجتمع»
العدد 3107 - الأربعاء 09 مارس 2011م الموافق 04 ربيع الثاني 1432هـ