العدد 3106 - الثلثاء 08 مارس 2011م الموافق 03 ربيع الثاني 1432هـ

العودة للمربع الأول

محمد مهدي mohd.mahdi [at] alwasatnews.com

رياضة

بعد أيام من قرار اللجنة الأولمبية باستئناف النشاط الرياضي في البلاد بعد توقفه لأكثر من أسبوعين إثر الأحداث الأمنية الأخيرة وما صادفه من شهداء في يوم الخميس الدامي، أصبحنا متشوقين لرؤية تنفيذ القرار من عدمه، بدأ من يوم الخميس المقبل بنهائي كأس الأشبال للكرة الطائرة، ولاسيما وأن القرار جاء وسط مجموعة كبيرة من الأصوات كانت تنادي بمواصلة تعليق النشاط، لكونه قرارا غير مناسب وغير مدروس -بحسب وجهة النظر تلك- لأنه لم يراع وضع الأندية وخصوصا فرق الفئات العمرية، التي ستكون كبش الفداء في استئناف النشاط في الألعاب الجماعية الثلاث، فيما عدا كرة اليد.

أستغرب فعلا من قرار استئناف المسابقات المحلية في ظل الأوضاع الصعبة التي تمر بها البلاد، والتي يعلم بها الجميع، فمن ينتظر انطلاق المسابقات من جديد، بات يعيد الأسئلة المتكررة نفسها، فإذا انطلق الدوري ولم تنته المشكلة الحالية وتغيبت بعض الفرق عن المباريات كيف سيكون رد اللجنة الأولمبية أو الاتحادات الرياضية، ما هي المشكلة إذا تأجلت الدوريات وأقيمت في وقت أفضل؟، وخصوصا أن الظروف المحيطة بالبلاد مشابهة تماما لمصر وتونس الذين ما زالوا يدرسون استمرار دورياتهم على رغم انتهاء الأزمة لديهم.

وبالعودة لقرار الاتحادات البدء بمسابقات الفئات العمرية، فهل يا ترى تعلم اللجان الفنية فيها بأن فرق الفئات العمرية في غالبية الأندية، متوقفة تماما عن التدريب، وأن أي استئناف للدوري بعد توقف 3 أسابيع تقريبا يتطلب على الأقل 3 أسابيع أخرى لإعادة إعداد اللاعبين وتهيئتهم للعب في الدوري، وعودتهم السريعة ستؤدي بكل تأكيد إلى عواقب وخيمة لكثير من اللاعبين، هذا إذا افترضنا أن هؤلاء اللاعبين عادوا للتدريب بحسب كونهم لاعبين هواة، ولا يمكن لأي ناد إجبار أي لاعب أو حتى ولي أمر على فرض عودة ابنه للتدريبات أو المباريات في ظل الأوضاع الجارية.

لو عدنا لأسابيع قليلة حين أصرت بعض الشخصيات في اتحاد كرة السلة على استمرار دوري الرجال في أوج الأحداث الأمنية، يتذكر الجميع أن الدوري الذي كان شعلة إثارة وندية، أصبح يلعب وكأنه أحد أضعف المسابقات لدينا، فلا جمهور كان يملأ الصالة، ولا صراع جميل بين اللاعبين لغياب الحماس لديهم، ومباراة مثل ديربي سترة والنويدرات انتهت وكأن الفريقين كانا يلعبان مباراة ودية.

خيرا فعل مجلس إدارة اتحاد اليد باعتماد طريقة الحوار الرياضي مع أنديته الأعضاء قبل اتخاذه قرار الاستئناف من عدمه، والوقوف بالتالي على مرئياتها والتعرف على وضعها قبل اتخاذ مثل هذا القرار الذي جاء في توقيت غير مناسب، بعكس الاتحادات الأخرى التي فرضت استئناف مسابقاتها على أنديتها، لينتظر الكل فحوى ما ستئول إليه هذه القرارات المتفردة.

السؤال يطرح نفسه من جديد، ماذا ستفعل اللجنة الأولمبية أو الاتحادات المعنية مع تلك الأندية التي ستغيب فرقها عن المسابقات التي تم استئنافها، وهي التي تعلم أن أنديتنا هواة ولاعبوها أيضا هواة، وأنها بحكم ذلك غير قادرة على إعادة الأوضاع لطبيعتها بسهولة، لأنها ببساطة، لا يمكنها أن تتحكم في إعادة اللاعبين للتدريبات والمباريات، وهم الذين لا يحصلون على رواتب تجبرهم على ذلك، فما هو الداعي لعودتهم، وإذا عادوا، فإنه ليس باستطاعتها أيضا التحكم في مشاعرهم وانفعالاتهم، وفي النهاية فإن الغياب سيتكرر لهذه الأندية، ليعيدنا من جديد للمربع الأول، والأسباب معروفة سلفا، وبالتالي، أجد ويجد غيري الكثيرون من أن استمرار الدوري مرهون بتهدئة الوضع أولاً ومن ثم التفكير في وضع روزنامة جديدة للمسابقات المحلية بأحلى حلة، فمن الخطأ أن يقرر أي اتحاد مواصلة دوريه، فالسيناريو سيتكرر بكل تأكيد من خلال غياب أندية وحضور أخرى

إقرأ أيضا لـ "محمد مهدي"

العدد 3106 - الثلثاء 08 مارس 2011م الموافق 03 ربيع الثاني 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً