هناك الكثير من المطالب السياسية والاجتماعية التي تطرح هذه الأيام على الساحة البحرينية. وهناك جهات مختصة تشارك في الحوار الوطني الذي أتمناه أن ينصب لصالح بحريننا الغالية ولصالح المواطن البسيط الذي يعشق تراب هذا الوطن، ويعمل على إعلاء كلمته. وحفظ كرامته، ورفع رايته في جميع المحافل الداخلية والخارجية. وينبذ كل ما هو طائفي بغيض دخيل على مجتمعنا الأصيل، وأستغرب أيما استغراب من أصحاب الأمراض النفسية الذين يستكثرون على المواطن مطالبه الشرعية في تحسين أوضاعه السياسية والاجتماعية وأخيرا أقول الرياضية الذي نحن بصدد الحديث عنها.

فالشباب يمثل اكبر شريحة في المجتمع البحريني، وهو عماد الوطن لمستقبل أفضل بإذن الله تعالى، ولكن - شبابنا - مهضوم الحق، يعاني من الإهمال والتهميش والبطالة التي تدفع به لقضاء أوقاته في فراغ مقيت، فأصبحت أحلامه الشبابية الوردية ظلام دامس. والأدهى من ذلك أن الجهات الرسمية والأهلية قادرة على تقديم ما هو أفضل. ولكنها - وكأنها - تتعمد هذا التهميش الذي يساهم في دفعه للانخراط في أنشطة محرمة وقضايا سبق وأن حذرت منها تكرارا ومرارا قبل أن يقع الفأس في الرأس.

- يوجد على خارطة البحرين مند نصف القرن الماضي أكثر من 62 ناديا رسميا من قبل وزارة العمل والشئون الاجتماعية، أي قبل تكوين المجلس الأعلى للشباب والرياضة والمؤسسة العامة للشباب والرياضة، وهذا العدد تقلص بعد دمج الأندية التي كانت تتطلع للحصول على أندية نموذجية. ولكن السؤال: كم ناديا نموذجيا بني منذ إشهار المجلس الأعلى العام 1974؟

- هناك 19 ناديا عضوا في الاتحاد البحريني لكرة القدم، أي أكثر من نصف عدد الأندية غير مشارك في مسابقات كرة القدم وهي اللعبة الشعبية الأولى، ومحروم من ممارسة اللعبة الشعبية وتمنع أنديتها من الحصول على عضوية الاتحاد ولو من خلال تطبيق نظام الصعود والهبوط.

- الاندية المشاركة في اتحاد القدم. كم استاد كروي لديها؟ وكم ملعب مزروع تمتلك، وهل كل الأندية تمتلك ملاعب ترابية للتدريب عليها؟

- عدد الأندية المشاركة في دوريات كرة اليد والسلة والطائرة 12 في كل اتحاد... فكم من الأندية تمتلك صالات متخصصة لألعابها؟

- غالبية الميزانيات التي تحصل عليها الأندية الكبيرة لا تغطي مصاريف لعبة واحدة، أما موازنة الأندية الصغيرة فهي تسمح بتغطية مصاريف فواتير الكهرباء والماء ورواتب الفراش والسائق! فأين أنديتنا من أندية دول الجوار؟

- جل اللاعبين الناشئين مهمولون في أنديتهم فلا يتدربون في الصالات الرئيسية والملاعب المزروعة ولا يحصلون على أي متابعة فنية أو إدارية.

- في بداية تكوين المؤسسة العامة للشباب والرياضة كانت فيها أقسام تشرف على تنظيم المسابقات الفنية والثقافية والمسرحية وإقامة المعارض ونشاط الجولة والرحلات العلمية.... كل هذه الأنشطة انتهت وأصبحت مؤسسة الشباب اسم من دون مسمى.

- الإمكانات الضعيفة المتهالكة أضرت بأندية معروفة مثل الرفاع الشرقي والحد والبحرين والعربي التي كان لها شأن في كرة القدم وأصبحت الآن في المؤخرة.

اخيرا اقول ...الأمثلة التي أوردتها تعبر عن جانب بسيط من الإهمال الرياضي الشبابي، وحلها لا يكون من المستحيلات ولكن بقليل من الوطنية وإنكار الذات