بدأ الأسبوع الثاني الدراسي بيوم هادئ، إذ انتظم يوم أمس الأحد (6 فبراير/ شباط 2011) طلبة وطالبات المدارس الحكومية في مقاعدهم الدراسية بعد الدعوات المتكررة لوقف تظاهراتهم أمام وزارة التربية والتعليم والتي أطلقوها طوال الأسبوع الأول الدراسي، مطالبين فيها بتغيير الحكومة وإجراء إصلاحات جذرية في وزارة التربية والتعليم.

وكانت الحركة طبيعية يوم أمس أمام بوابة وزارة التربية والتعليم والتي كانت مغلقة طوال أسبوع نظراً لتكرار مشهد المسيرات الطلابية والجامعية أمامها، والتي ختمت يوم الخميس الماضي بمسيرة حاشدة لجموع المعلمين والمعلمات وأولياء الأمور.

وأدت تلك المسيرات الطلابية التي زادت حدتها بعد خطوة الوزارة بفتح باب التطوع للمتقاعدين وربات البيوت وخريجي المعهد والدارسين في جامعة البحرين للتدريس في المدارس، أدت إلى شل الحركة التعليمية في معظم المدارس الحكومية، بعد رفض الطلاب للمعلمين المتطوعين وإصرارهم على مطالبهم.

وجاءت دعوات من الجمعيات السياسية وأخرى رسمية بوقف تظاهر الطلاب وعودتهم للمقاعدهم الدراسية، وذلك حفاظا على حياتهم الدراسية ومستقبلهم وكخطوة لإبعاد الصروح التعليمية عن الأزمة السياسية التي تمر بها البلاد.

وعلى رغم عودة المعلمين والمعلمات والطلاب وانتظام الحركة التعليمية إلا أن أجواء الاحتقان مازالت موجودة في بعض المدارس الحكومية، إذ ذكر تربويون أن بعض إدارات المدارس تعمد إلى تأجيج الخلاف بين الطالبات من جهة وبين المعلمات من جهة أخرى على رغم الدعوات الرسمية والأهلية لنبذ الطائفية والتأكيد على الوحدة الوطنية.

وفيما يتعلق بموضوع المعلمين المتطوعين، نقل عدد من أولياء الأمور أمس رفضهم لوجود المعلمين والمعلمات المتطوعات، معللين ذلك لرفض أبنائهم وجودهم وعدم فهمهم للدروس منهم، لافتين إلى أن كثيرا منهم لا يحمل شهادات جامعية ولا يمتلك الخبرة.

وعلى رغم تصريحات وزارة التربية والتعليم بأنها احتفظت بوجود المعلمين المتقاعدين وحاملي الشهادات الجامعية موجهة شكرها لجميع المتطوعين، إلا أن الأوساط التربوية مازالت تشتكي من وجودهم غير المبرر، ولاسيما مع عودة المعلمين والمعلمات لمواقعهم منذ أسبوع.

حراس أمن المدارس يستنكرون حادثة «العهد الزاهر»

أعرب عدد من حراس أمن المدارس الحكومية خلال حديثهم إلى «الوسط» عن استنكارهم لحادثة مدرسة العهد الزاهر الثانوية للبنات، واستغرابهم من قيام مسئول في وزارة التربية والتعليم بالتعدي بالضرب والشتم على طالبات المدرسة خلال اعتصام وقع أمام بوابة المدرسة يوم الثلثاء الماضي، والذي شهد ملاسنات بين عدد من الطالبات أسفر عن إصابة البعض منهن.

وفي الوقت الذي أعلنت فيه وزارة التربية والتعليم قراراً بتشكيل لجنة تحقيق في كل ما حدث في هذه المدرسة بكل جوانبه، والاستماع إلى كل الشكاوى والأطراف بما يسمح بتحميل المسئولية للمتسببين في ذلك، وفقاً للأنظمة المعتمدة، وسوف تتخذ الوزارة في ضوء هذا التحقيق القرارات المناسبة، ضد كل من يثبت تورطه في هذه الأحداث مهما كانت صفته وتوجيه الجهات المختصة بها إلى التعاون مع الإدارات المدرسية لتنظيم لقاءات تربوية مفتوحة مع أولياء أمور الطلبة في المدارس التي حدثت فيها بعض المشاكل، وذلك بهدف التعاون معهم لتهدئة الأوضاع وحث الأبناء الطلبة على الانتظام وتجنب المشاحنات السياسية والطائفية بالانكباب على الدرس والمحافظة على مكتسباتنا التعليمية وعلى وحدتنا الوطنية، بحيث يكون أولياء الأمور جزءا لا يتجزأ من الشراكة التربوية، للمساهمة في النأي بالمدارس عن التجاذبات بجميع أنواعها، طالب حراس المدارس بأن تكون اللجنة محايدة وشفافة. يذكر أن القضية بدأت حين عمدت مجموعة من الطالبات إلى تنظيم اعتصام في حرم المدرسة لدعم مطالب دوار اللؤلؤة، وقابل ذلك تنظيم مجموعة أخرى من الطالبات لاعتصام رفعن خلاله شعارات مضادة، وسرعان ما تطور الأمر إلى وقوع ملاسنات بين كلا الطرفين، ولم يخلُ المشهد من تدخل أولياء أمور الطالبات الذين تجمعوا أمام بوابة المدرسة.