شهدت المخيمات التي نصبها شباب دوار اللؤلؤة تحوّلاً في أهدافها، فبالإضافة إلى كونها وسيلة ورسالة احتجاج ومحل للإقامة، تحولت هذه الخيام إلى فعاليات ومنتديات سياسية يتم فيها مناقشة مختلف القضايا السياسية الراهنة، ومستجدات الساحة، وآخر التطورات.

وقد بدأت هذه الفكرة على أيدي شباب في مخيم أطلق عليه «منتدى ميدان الشهداء»، لتنجر وراءهم الفعاليات الأهلية كالمحامين الذين أصبحت منتدياتهم تلقى حضوراً كبيراً لمناقشتهم مختلف القضايا السياسية من جوانب قانونية.

كما كان للأطباء مخيمهم الذين يعقدون فيه لقاءاتهم وحواراتهم، وللحقوقيين الذين فتحوا المجال للجميع لتبادل الحوارات والفعاليات.

وتطور ذلك الأمر حتى تحولت الخيام الأهلية التي نصبها الشباب إلى مخيمات أشبه بديوانيات تستضاف فيها الشخصيات السياسية والحقوقية لمناقشة آخر المستجدات والتطورات السياسية التي تشهدها الساحة البحرينية.

القائم على «منتدى ميدان الشهداء» عادل علي يؤكد أن الهدف من إقامة هذا المنتدى هو زيادة الوعي والتثقيف السياسي لدى الشباب الموجود في الدوار، وذلك من خلال استضافة شخصيات كثيرة تتحدث عن مختلف الأمور المتعلقة بالحدث البحريني، ومنهم محامون وسياسيون وحقوقيون وإعلاميون وغيرهم.

وبين علي أن الإقبال على المنتدى كبير جداً، لأنه بدأ في نقل المشهد في دوار اللؤلؤة من حالة عدم وضوح الرؤية إلي حالة توعوية تثقيفية تعمل على زيادة الوعي لدى المواطنين.

وقامت مجموعة من المحامين بإنشاء منتداهم الخاص بهم، لإيصال رأيهم ومواقفهم بشأن القضايا السياسية التي تشهدها البحرين حالياً، وكذلك وجهات نظرهم في المطالب المرفوعة.

وقال قاسم الفردان أحد القائمين على منتدى المحامين: «إن المحامين فئة من المجتمع لها آراؤها في مختلف القضايا»، مشيراً إلى أن عدداً كبيراً من المحامين عانوا وعاشوا القضايا السياسية التي مرت بها البحرين خلال الفترة الماضية، وكانوا ملتصقين بها وبكل حيثياتها.

وتابع الفردان: «إن خيمة المحامين عبارة عن تجمع محامين يتبنون نظرية الإصلاح السياسي والاجتماعي في البحرين»، مؤكداً أن الغرض من الخيمة والمنتديات التي يقيمونها هو إيصال الفكر القانوني والسياسي السليم لرواد دوار اللؤلؤة، وتزويدهم بالوجه القانوني لما يتعلق بالمشهد السياسي الحالي، والاستشارات القانونية بشأن ما حدث من «جرائم».

وبين أن منتدى المحامين استضافة كبار المحامين في البحرين وعدداً من النواب، ويعمل حالياً للخروج من حالة المحاضرات لتنظيم أعمال فنية كالمسرحيات لإيصال الرسالة القانونية بشكل أسهل لمختلف الشرائح الموجودة في دوار اللؤلؤة.

ويقول علي أحمد أحد أصحاب الخيام: «إن الخيام كانت في البداية تمثل صورة احتجاجية، إلا انه مع استمرار الوضع والتطورات التي شهدها المشهد السياسي في البحرين، فرض تحول هذه الخيام لتكون أشبه بمجالس للمناقشات السياسية»، مشيراً إلى وجود متسع كبير من الوقت يقضيه الشباب ومرتادو الدوار من دون أي عمل، وبالتالي تتحول هذه الخيام لمجالس أحاديث سياسية، ومشاهدة القنوات الفضائية وتحليل ما يعرض عليها بشأن الأحداث البحرينية والعالمية.

وبين أحمد أنه في ظل عدم وجود قنوات فضائية يمكن الحديث من خلالها أو إيصال صوت الشباب والمتواجدين في الدوار، فإن هذه الخيام تعمل على خلق هذا النوع البسيط من التواصل بين مختلف الفئات والأطياف المشاركة في العملية الاحتجاجية في الدوار.

ويرى عيسى ربيع أحد الشباب المتواجدين في الدوار أن المظهر الجديد للدوار بدأ يتغير مع زيادة الوعي، وذلك من خلال استغلال هذه الفرصة لزيادة تثقيف الشباب الموجودين بأهمية أن يكون لهم دور في إحداث التغيير على مختلف الأصعدة سياسياً واجتماعياً وحتى اقتصادياً.

وأشار إلى أن المشهد الحالي للدوار أصبح مختلفاً عن المشهد قبل أسبوع تقريباً، إذ أصبحت العملية أكثر تنظيماً وحيوية، وبإمكان رواد الدوار استغلال وقتهم في الاستفادة من التجمعات السياسية والأهلية، ومن ثم زيادة رصيدهم المعرفي السياسي، والاستفادة من الخبرات الكبيرة الموجودة في الدوار