لقد تّم تأسيس مجلس حقوق الإنسان لأن المجتمع الدولي يتحمل مسئولية حماية الحقوق العالمية ومساءلة منتهكيها، سواء في الحالات الطارئة التي تطورت بسرعة مثل ما حصل في ليبيا وشاطئ العاج، أو في المآسي البطيئة الحركة المتمثلة بالانتهاكات المزمنة، مثل بورما وكوريا الشمالية. لقد رأينا كيف كان هذا المجلس في أفضل حالاته يوم الجمعة، عندما اتخذ إجراءات حاسمة ضد ليبيا. وشاهدناه في الدورة الخاصة في ديسمبر/ كانون الأول حول شاطئ العاج، حيث تزداد خطورة الوضع هناك وتتصاعد أعمال العنف إلى حد كبير. علينا أن نواصل إرسال رسالة قوية إلى لوران غباغبو تقول إن تصرفاته غير مقبولة. ويجب على المجتمع الدولي مواصلة الضغط.
وفي الخريف الماضي، اتخذ المجلس أيضاً ذلك القرار المهم بإنشاء المقرر الخاص لحرية التجمع وإنشاء الجمعيات، وشهدنا كذلك تعزيزاً لنهج المجلس في مجال حرية التعبير. ولكن في كثير من الأحيان، لانزال لا نرى استجابة جدية بما فيه الكفاية لاستخدام هذه المؤسسة من أجل تحقيق التقدم في حقوق الإنسان. في بعض الأحيان، لا يتخذ المجلس إجراءات، وتتعرض وحدته للتقويض لأنه يذعن إلى العلاقات الإقليمية، والمجاملات الدبلوماسية، والسياسة المستخفة. ينبغي أن تكون عضوية هذا المجلس مكتسبة على أساس مدى احترام الأعضاء لحقوق الإنسان. هذا هو المعيار الذي وضعته الجمعية العامة. لقد خسرت لجنة حقوق الإنسان التي سبقت هذا المجلس مصداقيتها، ويعود ذلك جزئياً للسماح لليبيا برئاستها. يجب ألا يتطلب الأمر سفك الدماء كي نتفق على أن مثل هذه الأنظمة لا مكان لها هنا.
ويجب أن أضيف أن التحيز البنيوي ضد إسرائيل - بما في ذلك البند الدائم في جدول الأعمال الخاص بإسرائيل، بينما تعامل جميع البلدان الأخرى بموجب بند عام - هو أمر خاطئ، ويقوض العمل المهم الذي نحاول القيام به معا. وكدول أعضاء، يمكننا أن نأخذ هذا المجلس في اتجاه أفضل وأقوى.
في العام 2009، انضمت الولايات المتحدة إلى مجلس حقوق الإنسان، لأن الرئيس أوباما وأنا اعتقدنا أنه يمكننا أن نحدث فرقا من خلال العمل معكم في الداخل بدلا من الوقوف في الخارج كمجرد ناقد. وعلى مدى الأشهر الثمانية عشر الماضية، عملنا معا. تواصلنا سوية عبر الخطوط الإقليمية لمحاولة التغلب على ما يعرقل هذا البلد أكثر من أي شيء آخر، أي انقساماتنا كدول أعضاء. إن وحدة الهدف التي قمنا بصياغتها فيما يتعلق بليبيا توفر لنا الفرصة لمواصلة هذا التقدم.
وبينما نتطلع إلى المستقبل، وفيما يكمل المجلس مراجعة عملياته الخاصة، نأمل في أن نساعد بوضع جدول أعمال جديد، جدول أعمال يرتكز إلى ثلاثة مبادئ. أولا، يجب أن يكون لدى المجلس القدرة على الاستجابة لحالات الطوارئ في وقت حصولها الفعلي. ويجب أن يظهر بوضوح أنه يمتلك الإرادة للتصدي للانتهاكات الجسيمة، ومساءلة منتهكيها، والعمل مع الحكومات، والمواطنين، ومنظمات المجتمع المدني الملتزمين حقاً بالإصلاح.
ثانيا، يجب على المجلس تطبيق معيار واحد على جميع البلدان على أساس الإعلان العالمي لحقوق الإنسان. ولا يمكن أن يستمر في استفراد دولة واحدة وأن يكرس اهتماماً غير متناسب حول هذه الدولة.
وثالثا، يتعين على المجلس أن يتخلى عن المناظرات البلاغية المتعبة والتركيز بدلا من ذلك على إجراء تحسينات ملموسة في حياة الناس.
على سبيل المثال، في هذه الدورة لدينا فرصة لتجاوز جدل دام عقداً من الزمن حول ما إذا كان ينبغي حظر الإهانات الموجهة للأديان أو تجريمها. لقد حان الوقت للتغلب على الفاصل الزائف الذي يضع الحساسيات الدينية كحاجز مضاد لحرية التعبير واتباع نهج جديد يقوم على خطوات ملموسة لمكافحة التعصب أينما يحدث.
ومعاً، يمكننا بل ويجب علينا أن نساعد هذا المجلس ليرقى إلى مستوى رسالته وأن نضمن أنه يلعب دوراً بناءً في الأيام والأشهر المقبلة. سوف نواجه مشاكل وتحديات جديدة، ولكن إذا كان لدينا أساس راسخ الجذور في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، فإننا سوف نرسم المسار اللازم للدراسة.
ولا يخطئن أحد، فإن هذه الموجة الشعبية للإصلاح بدأت تنتشر، ولن تتراجع. كل بلد فريد من نوعه، ولكن الكثير من الهواجس التي دفعت الناس إلى الشوارع والساحات العامة في منطقة الشرق الأوسط يشاركهم فيها مواطنون في أجزاء أخرى من العالم. إن عدداً كبيراً جداً من الحكومات متعثر بسبب الفساد والخوف من التغيير. والكثير من الشباب لا يمكنهم العثور على وظائف أو فرص. فآفاق مستقبلهم تتحدد معالمها أكثر بنوع الناس الذين يعرفونهم وليس بمجرد ما يعرفونه هم أنفسهم أو ما يمكن أن يحلموا به. ولكن لم يعد العالم هو نفس عالم والدتي أو حتى نفس عالمي أنا. إن ما حدث بسبب التكنولوجيات الجديدة للقرن الحادي والعشرين يعني أن الشباب يعرفون كل شيء يجري في كل مكان، ولم يعودوا يتحملون الوضع القائم الذي يعيق طموحاتهم.
فلقد ألهم الشباب في الشرق الأوسط الملايين في جميع أنحاء العالم، ونحن نحتفل اليوم بما يسميه البعض «حق الربيع العربي». هذا هو موسم أمل للبشرية جمعاء لأن قضية حقوق الإنسان وكرامة الإنسان ملكٌ لنا جميعاً.
ولذا بالنسبة للزعماء في كل قارة، يصبح الاختيار أكثر وضوحاً يوما بعد يوم: احتضنوا طموحات شعبكم، ثقوا في إمكانياتهم، ساعدوهم في اغتنامها، أو فإنهم سوف يفقدون الثقة بكم.
لأولئك منكم الذين كانوا هنا يوم الجمعة، والعديد منا ممن كانوا يشاهدون شاشات التلفزيون، رأينا ممثل ليبيا يعلن عن تخليه عن نظام القذافي العنيف. وقال: «الشباب في بلادي اليوم يكتبون بدمائهم فصلاً جديداً في تاريخ النضال والمقاومة. ونحن في البعثة الليبية قررنا بشكل قاطع أن نكون ممثلين للشعب الليبي وإرادته الحرة».
هذا هو النداء الذي يجب أن نلتفت إليه. هذا هو الوقت للعمل. الآن هي الفرصة المتاحة لنا لدعم جميع الذين هم على استعداد للوقوف في مناصرة الحقوق التي ندعي أننا نعتز بها. لذا دعونا نفعل ذلك ودعونا نفعل ذلك ونحن نسمع أصوات الشباب من شوارع طرابلس إلى أسواق تونس وميادين القاهرة تتردد في آذاننا.
إقرأ أيضا لـ "هيلاري رودام كلينتون"العدد 3102 - الجمعة 04 مارس 2011م الموافق 29 ربيع الاول 1432هـ
مهندسي الإجرام يتكلمون عن العدالة
كان يجب أن يقدم القذافي للمساءلة منذ عشرات السنين، قبل البشير لكن المعيار الأمريكي هو: أن المستبد يقدم للمساءلة و المحاكمة و يلاحق، ما إن فقد السيطرة و التحكم في شعبه، و لم تعد له منفعة.
استحوا و اتركوا الشعوب و شأنهم، لقد بطل سحركم.
لو كنتى غير امريكيه جان صدقتك (( جعفر الشعبانى ))
صدقيني يا هيلارى كلينتون لو صادر هذا الكلام من شخص ثانى كان من الممكن أصدقه .ليس لأنه ضد القذافى المجرم وهذا يستحق المحاكمه ليس من قبل المجتمع الدولى وانما من الشعب اليبي الذي راح ضحيه رجل مجنون. العالم مستغرب كيف هذا الدكتاتور حكم دوله 42 سنه وهو فى مستوه هذا العقل الدموى الفتاك. لأنك امريكيه اشك فى كلامك كثير لان هناك مجرمون كثيرين يتبعونكم على الكره الارضيه واسفك دماء من القذافى والى الان لم تحركو ضدهم مذكرات اعتقال وهم عايشين بسلام لانكم تحموهم سوى عرب او أجانب لأنكم أصحاب مصالح وليس مبادئ