في الوقت الذي ينتظر فيه الشارع البحريني الحوار الوطني بشأن الأحداث السياسية التي يمر بها وطننا الحبيب، خرج علينا اتحاد اليد بدعوة الأندية الـ 12 المنضوية تحت مظلته إلى حوار بشأن مستقبل الموسم الجاري، وهي فكرة رائدة جدا من قبل المسئولين في الاتحاد ومطابقة جدا لفكرة الحوار الوطني بعيدا عن مناقشة ظروفه أو أبعاده السياسية.
وفي الوقت الذي أشيد بتصرف اللجنة الأولمبية البحرينية (الجهة الأهلية) حين دعت اتحادات الألعاب الجماعية لاجتماع للخروج برؤية حول مستقبل الموسم الجاري، فإنني أدعوها إلى ترك مطلق الحرية للاتحادات بهذا الشأن وأن يكون موقفها داعما معنويا لهذه الاتحادات، شريطة أن تسلك بقية الاتحادات سلوك وخيار اتحاد اليد بإشراك الأندية في القرار ليكون القرار مشتركا ويتحمل مسئوليته الجميع، سواء كان القرار تسيير أو تجميد أو إلغاء.
إن حالة العصبية والتفرد والتوجه للتشدد وفرض العضلات من قبل البعض في الاتحادات (لأي توجه) لا يخدم الوضع الحساس الذي يمر به البلد في مختلف القطاعات وليس في القطاع الرياضي فقط، أدعو هؤلاء لتحكيم صوت العقل والمنطق وعدم القيام بتصرفات استفزازية من شأنها أن (تزيد الطين بلة)، فالوضع لا يحتمل والعيون والقلوب متوجه نحو ما هو أهم من دوري وكأس، أعيد هنا ما قلته في الأسبوع الماضي أن (الإحساس نعمة).
غدا، يجتمع رؤساء الأندية الـ 12 المنضوية تحت مظلة اتحاد اليد أو من ينوبهم، ولكل ناد الحق في إبراز وجهة نظره بما يحقق المصلحة العامة لا الخاصة، المهم أن يكون القرار مشتركا وأن يكون الجميع مقتنعا بالقرار الذي سيخرج به، تماما كما يحدث في الانتخابات والجمعيات العمومية.
لا أعرف ظروف بقية الاتحادات، وبحكم قربي من لعبة كرة اليد، ومن وجهة نظر شخصية، أقترح تجميد المسابقات لأسبوعين قادمين أيضا، بعد ذلك يكون القرار نهائيا إما استئناف أو إلغاء أو حتى الاستغناء عن بطولة الدوري مثلا أو إعادة صياغة بطولة الدوري أيضا أو أي خيار ممكن أن يطرح من المسئولين في الأندية، وبعد ذلك يحق للاتحاد حتى التفكير في إلغاء الموسم استنادا على توجه الأندية التي تعطيه (أي الاتحاد) الشرعية.
أميل لخيار التجميد لمدة أسبوعين الآن، لأن من المفترض أن يتوقف دوري الدرجة الأولى لمدة شهر واحد من الأول من أبريل حتى نهايته لإفساح المجال أمام المنتخب الوطني للإعداد ومن ثم المشاركة في دورة الألعاب الخليجية، وبالتالي فإن شهرا من الـ 4 أشهر المحددة للموسم الجديد غير متاح لتسيير بطولة الدوري، وصار الآن أسبوعين أو أقل بقليل من التوقف عن الموعد المحدد لانطلاقة الدوري، وبما الألعاب المصاحبة أجلت لسبتمبر، فهناك لا يزال أسبوعان من الشهر المخصص للمنتخب في يد الاتحاد، وسيكون بذلك أمام الاتحاد فرصة للوقوف على أكثر على المشهد السياسي، وبذلك يكون القرار (مهما كان) أكثر واقعية ودقة وموائمة.
أفهم تماما أن القرار صعبا وصعبا للغاية والكل أمام تحد، ولأن عامل الوقت مهم، أفضل هذا الخيار، على أساس أن قبل نهاية الأسبوعين المقبلين، يكون القرار النهائي جاهزا للتنفيذ، من يدري، فقد تعود الحياة لطبيعتها بتوفيق من الله وببركات هذا اليوم العظيم وبجهود المخلصين للوطن، وهذا ما نتمناه اليوم قبل الغد، فالبحرين بأناسها الأشراف تستحق أن تعيش في هدوء وسكينة، والبحرين بشيعتها وسنتها قادرة على تجاوز الظروف، إذ ابتعد المغرضين أصحاب الفتن وحضر أهلها المخلصين من العقلاء.
إذا كنت (يا أخي) صاحب موقف وقرار وبطولة، وفي قناعتك بأن قرارك هو الصحيح وليس بناء على أمور أخرى (...)، لماذا تطلب الغطاء والدعم والحماية من الذين أوصلوك! فعلا (عش رجبا ترى عجبا).
إقرأ أيضا لـ " محمد أمان"العدد 3101 - الخميس 03 مارس 2011م الموافق 28 ربيع الاول 1432هـ
بنت الفردان
فقط سجل اعجابي استاذي الكريم لما بين سطورك ... اهنئك بالفعل فهم ونحن بحاجة لها كان الله في العون