العدد 3101 - الخميس 03 مارس 2011م الموافق 28 ربيع الاول 1432هـ

قد تبدأ الثورة بسبب هؤلاء!

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

قد تبدأ الثورة بسبب هؤلاء الفقراء، الذين عانوا الأمرّين من أجل لقمة العيش، وانتهوا في علاقة خاسرة مع أطراف مريضة من المجتمع، تعاملت معهم ببغض وحنق وغضب.

مما يقشعر له الجبين عندما نرى دمعة فقير أو محتاج، اضطهِد من قبل بعض الأشخاص، الذين فرّقوا بينه وبينهم، ووجدوا بأنّه لا يستحق أن يعامل معاملة البشر بل معاملة الحيوان، وحتى معاملة الحيوان قد تكون أفضل منه.

ومن العجب أن يخرج الإنسان عن إنسانيته، ليزهق إنسانية أخيه الإنسان، وخاصة عندما يكون هذا اللا إنسان من أصحاب الخير والجمعيات الخيرية أو حتى قد يكون فتح له جمعية إسلامية يدعو فيها إلى التطبّع بأخلاق الرسول (ص).

آلمتني تلك الدموع التي ذرفتها إحدى العاملات في قطاع «صب القهوى والشاي»، في بيت إحدى الأسر أثناء عزائهم في فقيدهم، ومما فاجأ الجميع، عندما أحضرت واحدة من الناس «بوفيه عشاء» وكان الطعام جميلاً، ولكن أخلاق المرأة لم تكن بقدر الطعام الذي جلبته معها إلى أهل المتوفى، إذ ما أن قامت العاملة بأخذ ملعقة لإحدى الأخوات، حتى صرخت بها صاحبة البوفيه، وأمطرتها بوابل من الكلمات الجارحة، التي تسطع لنا مستواها السطحي في التعامل مع الناس... وقد وضحت هذه المرأة بأنّ العاملة غير مقبولة في البوفيه، حتى ينتهي الناس من أكلهم، وأنّ مكانها وصاحباتها المطبخ، وليس لها الحق في الأكل مع الجماعة، وبعد انتهاء الناس تستطيع أن تأكل ما تبقّى!

يا إلهي هل نحن فعلاً أمّة محمد الذي كان يمشي على أطراف أصابعه حتى لا يسمع عامله فيستيقظ من منامه؟!

أنحن فعلاً أمّة محمد ونحن نجرح الناس برصاصات الكلام التي تخترق القلوب والأفئدة ولا تخرج منها إلا مع ظهور الروح؟

لقد شدّني الموقف وأنا أسمع استياء الموجودين في العزاء، وأرى بأم عيني ما آل إليه الحال بعد هذه الكلمات، إذ انكسرت تلك العاملة البحرينية، واهتزّ كيانها أمام مرأى من الناس، وقد حاول الجميع مواساتها، ولكن ماذا نواسي وقد امتلأ القلب غضباً وحزناً على هذا الموقف. في بعض الأحيان يقوم بعض الأشخاص من أصحاب المال والنفوذ، وغيرهم ممّن حصلوا على المال حديثاً، بمعاملة الآخرين معاملة بشعة، لا تمُتُّ لأهل البحرين بصلة ولا طابعاً، وينعكس الموقف بأن يثور أصحاب الحق من أمثال تلك العاملة البحرينية.

صبراً يا أختي الكريمة والله المستعان، إذ إنّ من قال لك كلمات تجرحك في مهنتك لا يعلمون عظم المسئولية ولا السبب في العمل، ولا يدخل قاموسهم معنى التعامل مع الناس والتواضع معهم، وقد نسوا كلمات المصطفى (ص) عندما قال: من تواضع لله رفعه.

أنتِ فخر لكل البحرينيات، اللاتي شقين وعملن ولم يطرقن الأبواب، بل اجتهدن من أجل فتافيت الأموال، التي لا تسمن ولا تغني من جوع، أمام الإهانة التي تتجرعنها!

شكراً لكنّ يا أخواتي البحرينيات في كل مكان تعملن فيه، فأنتن أنموذجاً وفخراً لكل أهل البحرين، ولا نبخس حقّكن ولسنا بأفضل منكن، يا صابرات على الدنيا بأهوالها.

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 3101 - الخميس 03 مارس 2011م الموافق 28 ربيع الاول 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 7 | 1:23 ص

      مسلم محب للانسانية 2

      تابع لما سبق ..... لكن لم اكن اتوقع من شيخنا والذي كان ينتقد امثال الانتهازي وغيره في تأجيجهم للفتنة يكون هو اليوم رافعها .. هداه الله .. اقول له دع الامور السياسة جانبا وادعو لتوحدنا كما عرفناك ولا تفرقنا في انفسنا ايضا فنحن الان في امس الحاجة الى الوحدة لا الفرقة بين المذاهب اوحتى في المذهب الواحد وليعلم شبخنا ان الكثير لم يوافقه في رايه لان الانسان له عقل يدرك به الخير من الشر والصحمن الخطا فلا يمكن لشخص مهما يكن لديه من علم ان يلغيه

    • زائر 5 | 1:11 ص

      دوار اللؤلؤة جاء من اجل امثال هؤلاء ولكن الزمن غير راض بالعزة والكرامة للمواطن

      وللاسف مثل ما تفضلت يأتي من اصحاب الجمعيات الاسلامية والخيرية وفي مثل هذا الوقت العصيب الذي يريد المواطن تحرير نفسه من العبودية لكن عبوديتهم واستحمارهم يأبى لهم ذلك لان العبودية ليست في اللون وانما سارية في الدم للأسف .

    • زائر 4 | 12:40 ص

      ميزان العدل

      الحين وحدة زامرين عليها كاتبة عنها مقال وانتهاكات حقوق الانسان بل قتلهم ما هزت ليش جفن وين ميزان العدل يا من تدعين الإنسانية باجر كتبي عن السنانيير الي يدوسونهم بالسيايير

اقرأ ايضاً