بحسب إحدى المسئولات في الأمم المتحدة قالت أمس على مائدة غداء في قصر القضيبية إن حضور الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمس في المنامة لإطلاق أول تقرير دولي لرصد «مخاطر الكوارث» وكيفية الحد منها يُعبّر عن الأهمية القصوى لهذا التقرير الذي سينشر كل عامين. وكما ذكر وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة أمس فإن التقرير يتناول تحديات كبيرة تواجهها الدول النامية أكثر من الدول المتقدمة، مستشهدا بالتقارب بين اليابان والفلبين وكيف تعاملت كل منهما مع الكوارث الطبيعية؛ إذ إن اليابان مهيأة أكثر من الفلبين، ولذا فإن الفلبين تعاني أكثر من اليابان 17 مرة (على رغم تساوي الظروف).
الشيخ خالد قال أيضا إن البحرين «تواجه خطرا حقيقيا كما الدول المكونة من جزر كبنغلاديش والمالديف؛ إذ إن الدول ذات السواحل المنخفضة مهددة بارتفاع منسوب المياه، ولذلك فإن مركز الكوارث الطبيعية سيباشر عمله فى الكويت قريبا قبل انعقاد قمة قادة مجلس التعاون لدول الخليج العربية فى نهاية العام الجاري». أما الأمين العام بان كي مون فقد قال: «إن ارتفاع منسوب مياه البحر يهدد (مستقبلا) البحرين ومصر وجيبوتي»، مشيرا إلى أنه في العام الماضي وحده فقد 236000 شخص حياتهم من جرّاء أكثر من 300 كارثة.
مخاطر الكوارث التي تبدو بعيدة عنّا اقتربت قبل عامين مع إعصار «جونو»، وحاليا تشهد البحرين عواصف رملية كثيرة لم تشهدها من قبل، وهي ربما تأثيرات تغييرات المناخ... وبحسب الخبيرة الأممية التي تحدثت أمس، فإن الوعي بخطورة هذه الكوارث لايزال محدودا، مشيرة إلى أن امتلاك القدرة للحد منها لا يرتبط بالمال والإمكانات فقط (هناك دول فقيرة مثل كوبا وبنغلاديش لديها وسائل للحد من الكوارث)، وإنما بالثقافة أيضا. وللتدليل على ذلك أشارت إلى جزيرة اسمها «سيميلو» تحتوي على 80 ألف نسمة، وعندما وقع تسونامي 2004 بالقرب منها ومات أكثر من 300 نسمة في إندونيسيا ودول أخرى، فإن هذه الجزيرة لم تفقد سوى سبعة أشخاص فقط رغم قربها من موقع الكارثة. وقالت إنه عند تحليل الأمر وجد الخبراء أن أهل تلك الجزيرة لديهم أهازيج شعبية يتعلمونها منذ الصغر تحثهم على الذهاب إلى أعلى الجبال عندما تقع كارثة، وهو ما فعلوه عندما ضرب الزلزال البحري المنطقة القريبة منهم.
نفخر بأن البحرين اختيرت لإطلاق هذا التقرير الدولي... والالتزامات علينا أصبحت أكثر من الماضي، ولاسيما أن الخبراء يقولون بأن الكوارث ازدادت مع طفرة في الإسكان الحضري غير المنظم في البلدان النامية، وسبب ذلك انعدام التخطيط في توفير الأراضي والمساكن بشكل ملائم، مع عدم الاستعداد للأخطار التي تعلمتها الإنسانية من ما حدث في الماضي القريب.
إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"العدد 2446 - الأحد 17 مايو 2009م الموافق 22 جمادى الأولى 1430هـ