العدد 3100 - الأربعاء 02 مارس 2011م الموافق 27 ربيع الاول 1432هـ

قاسم حداد وأمين صالح: نؤمن بحق الشعب في التعبير سلمياً

قال الأديبان قاسم حداد وأمين صالح في بيان لهما أمس الأربعاء (2 مارس/ آذار 2011) بشأن الأحداث في البحرين: «لم نكن يوماً بعيدين عما يحدث، نؤمن بحق الشعب، بكل فئاته وطوائفه وأفراده، في التعبير سلمياً عن مطالبه المشروعة في العيش بحرية وكرامة، في تحسين أوضاعه المعيشية والقضاء على البطالة والفساد، في إعادة النظر في التجنيس السياسي، والقوانين التي تحول دون تحقيق حريات المجتمع أو تعطل مشاركاته العادلة في الحقوق والواجبات ونحن ضد العنف والمعالجات الأمنية لمشكلات حياتنا».

وأضافا: «هكذا نرى... لم نكن يوماً بعيدين عن نبض الشارع، عن حركته وإيقاعاته في مختلف حالاته وأجوائه وأمزجته... لم نكن يوماً بعيدين عن همومه وأحلامه، عن ضحكه وغضبه... لكنّا كنا ننأى عن كل ما يحرّف ويشوّه ويلوّث ويفسد... لسنا أكثر براءة، أكثر وعياً، من غيرنا، إلا أننا حاولنا أن نظل صادقين مع أنفسنا، مع قيمنا ومبادئنا وأفكارنا، لهذا لم نروّج يوماً لتعاليم سلطة أو نظام أو حزب أو تيار ديني. ولعل أشد ما يقلقنا هو التوظيف الديني، المتطرف والمتعصب، الذي يجري التسابق به في مجمل المشهد، فنحن لا نرى في ذلك وسيلة أو حلاً أو أفقاً لمشكلات حياتنا».

وتابعا «قبل أسبوعين، اغتسلت هذي الأرض بدماء طاهرة، نقية، ثم بكت البكاء الذي رجّ القلوب وشلّ الأحداق... سالت الدماء الشجاعة والنبيلة من أجسام شجاعة ونبيلة أبت أن تمرّ أمامنا مثلما يمرّ الحدث العابر... لا، ليسوا رقماً ولا عدداً.. زرعوا فينا أسماءهم اسماً اسماً، رسموا فينا وجوههم وجهاً وجهاً،

كي لا ننسى بشاعة الحدث وعنفه وجنونه. ثم مضوا يذرعون ميادين البلاد على مهل».

وقال حداد وصالح: «لكننا لا نتفق مع بعض الشعارات المرفوعة في الشارع، تلك الشعارات العنيفة التي تدعو إلى إسقاط النظام الآن وفوراً، في وقت نرى إمكانية تحقيق مكاسب معينة عبر حوار وطني شفاف وديمقراطي... لا نريد لهذه الاحتجاجات الشعبية أن تديرها التيارات الدينية، الطائفية، فتحرّف المطالب وتشوّه الحقوق وتوجّه الحركة وجهةً ليست خاطئة فحسب، بل مضادة، وقد تفضي إلى التناحر، كذلك نرفض القوائم السوداء بكل مسمياتها وعناوينها ومبرراتها، التي يبتكرها كل طرف من أجل قمع وتخويف وتخوين وتصفية الآخر؛ هذه الممارسة، أو هذا السلوك، الذي يتنافى مع أبسط قواعد الديمقراطية، التي تقوم على حق الاختلاف والحوار والجدل، واحترام الرأي الآخر... نرفض التعامل مع الفرد ككائن تابع، خانع، قابل للإغواء أو التهديد أو الابتزاز. نؤمن بحرية الفرد، وحقه في التفكير واتخاذ الموقف الخاص والمستقل، من دون أن يُفرض عليه موقف ما، أو الضغط عليه كي ينحاز إلى هذا الطرف أو ذاك».

واختتما «لسنا في موقع الوصي والموجّه والمرشد والمنظّر... لا نحسن هذه المهن... نحن أفراد نرى الهاوية أمامنا، فاغرة الأشداق، فنلتمس من الجميع أن يحذر وينتبه. هذه الأرض لا تحتاج إلى دماء».

العدد 3100 - الأربعاء 02 مارس 2011م الموافق 27 ربيع الاول 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 7 | 5:25 ص

      من هم المتطرفون

      ولعل أشد ما يقلقنا هو التوظيف الديني، المتطرف والمتعصب، الذي يجري التسابق به في مجمل المشهد، فنحن لا نرى في ذلك وسيلة أو حلاً أو أفقاً لمشكلات حياتنا».
      من هم أصحاب التوظيف الديني المتطرف والمتعصب,يجب تكملة من هم؟هل هم الملتحون,أم اصحاب العمائموفاذا كانوا اصحاب العمائم فاسمحا ايها الاديبان ان اخالفكما الراي.

    • زائر 3 | 11:59 م

      شكرا لكم

      اللة يعطيكم العافية

    • زائر 2 | 11:14 م

      الادباء الاوفياء

      بالفعل انتم قربيون منا يا رجال يا اوفياء، و الجميع يعلم ما تتعرضون له في بلدكم من تهميش. فأنتم ادباء يشهد الله لو كانتم في غير هالمنطقة لاصبحتم رموز...و لكن ما عسي ان اقول!

اقرأ ايضاً