قبل الحديث عن «جمعة الغضب العراقي» علينا أن نُذكّر بعدد من الحقائق:
- العراق قدم نحو مليون و300 ألف قتيل منذ احتلاله العام 2003 وحتى العام 2008، أما الإحصائيات التالية فقد تم إخفاؤها أو تزويرها بعد أن فرضت الحكومة سيطرتها الكاملة على الإحصائيات الطبية والعسكرية الصادرة من العراق.
- خلّف الاحتلال حتى الآن نحو مليون و200 ألف أرملة، ونحو 5 ملايين يتيم.
- البنية التحتية دُمِّرت بشكل كامل منذ العام 2003 وحتى الآن، والخدمات التي يفترض أن تقدمها الدولة للمواطنين يعد عدمها خيراً من وجودها أصلاً، فالكهرباء شبه معدومة، والماء غير صالح للشرب، والعراق مازال يعيش على ما تم بناؤه خلال فترة ما قبل الاحتلال، ولم تضف الحكومات المتعاقبة أي جديد إن كان على مستوى الطرق والجسور والبنية التحتية أو حتى الفوقية، برغم الموازنات الضخمة التي تسلمتها الحكومات والتي قدرت خلال فترة حكومة رئيس الوزراء الحالي نوري المالكي وحدها بـ 300 مليار دولار.
- العراق المعروف بموارده الزراعية وإمكاناته الصناعية صار بعد الاحتلال يستورد احتياجاته من الخارج بنسبة تقدر بنحو 100 في المئة، بضمنها البنزين والكيروسين اللذان يعدان من مشتقات النفط الذي يملك العراق حقولاً ضخمة جداً منه.
- يقدر عدد المهاجرين من العراق بنحو 4 ملايين عدد كبير منهم من خيرة عقوله الوطنية، وتم تهجير مئات الآلاف من العوائل داخل المحافظات العراقية طوال السنين الثماني الماضية.
كل ذلك جرى ليكون ثمناً باهظاً للديمقراطية والحرية التي نادت بها دولة الاحتلال أميركا ومعها دول غربية، وفرضت على الشعب العراقي بين مجبر ومخير، على أمل أن يعيش مرحلة جديدة من إطلاق الحريات والعيش بديمقراطية تفتح أمام هذا البلد الغني بالكثير من الموارد الطبيعية والبشرية حياة كريمة لأبنائه.
لكن ما حدث يوم الجمعة الماضي (25 فبراير/ شباط 2011) كان صدمة كبيرة أمام كل هذه التضحيات، حيث هاجمتها الحكومة قبل أن تبدأ المظاهرت، فاتهمت القائمين عليها بطريقة لا تختلف عن اتهامات الرئيس الليبي معمر القذافي الذي وصف شعبه الثائر بمختلف النعوت منها بأنهم من «القاعدة» وصولاً إلى أنهم جرذان مقملة، حيث أعلن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في خطاب بثته القناة الرسمية أن المتظاهرين هم من التكفيريين والصداميين والبعثيين، ولتبدأ بعدها مرحلة إعلان حظر التجوال وقطع الطرق والجسور أمام المتظاهرين الذين ظهروا في يوم الغضب بـ «ساحة التحرير» في بغداد بأعمار لا تتجاوز الـ 25 عاماً، والذين جاء معظمهم سيراً من مناطق شتى في بغداد للمشاركة في هذه التظاهرات التي انتهت برغم سلميتها التي اعترف بها مسئولون عدة، بقمع عسكري شديد راح ضحيته على مستوى العراق نحو 20 قتيلاً ونحو 200 جريح واعتقال العشرات من المدونين والصحافيين والمصورين في سجون قال عنها صاحب موقع «كتابات» أياد الزاملي بأنها تابعة لرئيس الوزراء نوري المالكي.
إن جرس التغيير الحقيقي دقه الشباب العراقي الثائر في ساحة التحرير، لا قوات الاحتلال والمنتفعون من النظام القائم ممن روّج وسوّق لشعارات الديمقراطية والحرية التي لم ير الشعب العراقي منها في تظاهراته السلمية يوم الجمعة الماضية سوى القمع الذي لم يختلف عما جرى في الأنظمة الشمولية في تونس ومصر وإيران قبلهما
إقرأ أيضا لـ "علي الشريفي"العدد 3097 - الأحد 27 فبراير 2011م الموافق 24 ربيع الاول 1432هـ
دمر العراق لكي يتمكن الشعب من الخروج في مسيرات سلمية
و أن يستطيع الشعب اسقاط حكومته متى شاء... قتل و جرح الملايين و دمرت مقدرات العراق ... و هاهي الحكومة الايرامريكية تفشل في أول اختبار لها ... اعطاء الشعب حقه في قول كلمته ... ذهب الدكتاتور صدام و جيء بدكتاتور أغبى و أضعف من صدام! قاتل الله الطائفية!