العدد 2133 - الثلثاء 08 يوليو 2008م الموافق 05 رجب 1429هـ

إعادة تأهيل طهران

عادل مرزوق Adel.Marzooq [at] alwasatnews.com

-

كان تصريح يوم أمس لممثل المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية علي خامنئي في القوات البحرية لحرس الثورة الإسلامية علي شيرازي الذي أكد فيه أن إيران «ستحرق» تل أبيب والأسطول العسكري الأميركي في الخليج إذا تعرضت لهجوم، ذاً دلالة مباشرة على حالة «غبية» من الاطمئنان بأن أميركا لن تتجرأ على ضرب المنشآت النووية الإيرانية في هذا التوقيت بالذات. أما الأهم من أن تكون لدى إيران هذه الطمأنينة، هي إشارتها لجغرافيا الحرب المتوقعة، إذ يشير التعهد الإيراني - المفترض - بحرق الأسطول العسكري في الخليج إلى أن تكون الأراضي البحرينية إحدى نقاط التماس المباشرة في هذه الأزمة، إن حدثت.

كنا نتوقع التصريحات المتشنجة حول مضيق هرمز والتي تبادلتها الحكومة الإيرانية والأسطول الخامس في مدينة الجفير البحرينية طوال الأسبوع الماضي قد طوت مع التصريح الأخير لقائد الأسطول الجديد الذي دعا إلى أن لا يقع أي طرف في سوء تقدير للطرف الآخر، وحين أقدمت طهران على تقديم مقترحها الجديد للأوربيين حول البرنامج النووي كانت بادرة جيدة تدل على أن المياه ستعود هادئة، لكن طهران على ما يبدو لا ترغب في ذلك، ولذلك، فهي تصر بطريقة وأخرى على أن تبقي فرص الحرب قائمة، وهي تعتمد على حدسها في أن الرئيس الأميركي بوش لن يدخل بالولايات المتحدة حرباً جديدة وهو في نهاية عهده. قد يكون هذا «الحدس» الإيراني صحيحاً، وقد يكون أيضاً، طعماً ابتلعه الإيرانيون بسهولة وقد يدفعون ثمنه باهظا اليوم أو غداً.

تبدو طهران غير مكترثة البتة إلى أن هذه الحرب التي تتسابق ألسنة قوادها السياسيين والعسكريين في التبشير بها ستعيدهم ودول المنطقة عشرات السنين للوراء، وأنها حرب ستكون مفتوحة في المطلق، تأكل اليابس قبل الأخضر. وأن هذا الخليج لن يقوى على احتمال ما ستلقى فيه من جثث الأبرياء والأطفال الذين لا يستحقون ما يخطط هواة الحرب لهم. كان المؤمل أن يلتف عقلاء طهران بغية التقليل من هفوات لسان الرئيس الإيراني أحمدي نجاد، وخصوصاً أن الأخير لا يزن تبعات ما يقوله إلا أن تصريحات يوم أمس لعلي شيرازي تؤكد أن عقلاء طهران باتوا بعيدين عن المشهد أو مغيبين كلياً، وأن حالة مرضية مظهرها الخارجي هلوسات نجاد بدأت تسيطر على مزاج المسئولين الإيرانيين السياسيين منهم والعسكريين على حد سواء.

تحتاج طهران إلى أن تعيد حساباتها السياسية والعسكرية التي يبدو أنها باتت تبالغ في تقديرها الإيجابي حيالها، وأولى تقتضي أولى خطوات هذه المراجعة أن تتم إعادة تشكيل خطابها السياسي وإعادة تأهيل قادتها السياسيين، ذلك أن دمج «إسرائيل» بكل تصريح على هذه الشاكلة بات دعاية فارغة لا تنطلي على أحد.

إقرأ أيضا لـ "عادل مرزوق"

العدد 2133 - الثلثاء 08 يوليو 2008م الموافق 05 رجب 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً