وثّقت وزارة الداخلية أول اعتصام سلمي نسائي تشهده مملكة البحرين نظمته نساء مهجورات ليقفن في أول اعتصام سلمي مرخص لهن أمام وزارة العدل ظهيرة يوم أمس (الثلثاء)، مطالبات بسن قانون يجرم الهجران، فضلاً عن الحد من ما وصفنه بالمماطلة في إجراءات الطلاق في المحاكم الشرعية.

وأطلقت النساء المعتصمات بياناً ذكرن فيه أن اعتصامهن بمثابة صوت ليعيد صنّاع القرار النظر في قضاياهن المكدسة في المحاكم الشرعية منذ سنوات وحفظ كرامتهن من تعسف الأزواج المستهترين.

يُذكر أن سيدتين من المهجورات سبق أن اعتصمتا أمام وزارة العدل، الأمر الذي أطلق العنان لأصوات أخرى من السيدات المهجورات لتنظيم اعتصام مرخص توثِّقه «الداخلية» في سابقة تُعَدُّ الأولى من نوعها في مملكة البحرين.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

موجة غضبهن تصاعدت في اعتصامهن أمس

شعارات الإنصاف تعتلي أول اعتصام للمهجورات توثقه «الداخلية»

الدبلوماسية - زينب التاجر

أذاب هجير الشمس الجليد من على قصص «مهجورات» قبعت لسنوات في سبات طويل قبل أن يعتلي صوتهن أخيرا بعد أن وثقت وزارة الداخلية أول اعتصام سلمي نسائي تشهده مملكة البحرين، إذ تصاعدت موجة غضب عدد من النساء المهجورات أخيرا، ليقفن في أول اعتصام سلمي مرخص لهن أمام وزارة العدل والشئون الإسلامية ظهيرة يوم أمس (الثلثاء)، مطالبات بسن قانون يجرم الهجران، فضلا عن الحد مما وصفنه بالمماطلة في إجراءات الطلاق في المحاكم الشرعية.

وأطلقن بيانا على هامش الاعتصام الذي شهد حضور النساء المهجورات وأطفالهن، ذكرن فيه بأن اعتصامهن بمثابة صوت ليعيد صناع القرار النظر في قضاياهن المكدسة في المحاكم الشرعية منذ سنوات وحفظ كرامتهن من تعسف الأزواج المستهترين، مناشدين القيادة لحلحلة ملفاتهن الأسرية المهجورة على حد وصفهن.

لقاء الشيخة سبيكة أملهن

جاء ذلك الاعتصام بعد أن أعلنت سيدتين من المهجورات أمام وزارة العدل تمردهن على واقعهن الذي يمثل عينه من واقع العديد من السيدات المهجورات في مملكة البحرين، الأمر الذي أطلق العنان لأصوات أخرى من السيدات المهجورات لتنظيم اعتصام مرخص توثقه «الداخلية» في سابقة تعد الأولى من نوعها في مملكة البحرين.

وأكدت المهجورات في اعتصامهن، على أنهن مع أي قانون يحمي المرأة وأن أعترض البعض عليه ما دام مع إنصافها وأطفالها من جور كل رجل لا يرعى الله فيها، وجددن أملهن في لقاء رئيسة المجلس الأعلى للمرأة الشيخة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة.

وناشدنها للتحرك لوضع حد لتكدس قضايا الطلاق في المحاكم وتفشي ظاهرة الهجران نظرا لأمان الرجل من العقوبة، كما أملن من سموها تشكيل لجان خاصة تضم أخصائيين اجتماعيين ونفسين لبحث حالات التفكك الأسري وأسبابه وتنظيم برامج خاصة للمهجورات وأطفالهن لمساعدتهم على تخطي هذه المحنة إلى جانب التنسيق مع الجمعيات الخيرية ومؤسسات المجتمع المدني للدفع نحو إقرار قانون يجرم الهجران.

وطالبن بمرونة في تطبيق القوانين ومراعاة حالاتهن، ونص قانون يحمي العائلة من كل زوج يتخلى عن مسئولياته.

واستغربن من تعاطي رجال الدين في خطب الجمعة مع بعض القضايا التي تنشر في الصحف ولا تمس مشاكل المجتمع من قريب أو بعيد، في الوقت الذي يتم غض النظر عن ظواهر أكثر أهمية وتلامس عمق العلاقات المجتمعية كالطلاق والهجران والنفقة والحقوق الزوجية.

على صعيد آخر، أكدن المهجورات على أن الاتحاد النسائي البحريني سبق أن أبدى استعداده لدعمهن وكفالة قضاياهن في المحاكم لمتابعة إجراءاتها فضلا عن تبينه لتحركاتهم السلمية بالتنسيق مع المجلس الأعلى للمرأة.

هذا واعتلت الاعتصام النسائي شعارات ونداءات حملنها النساء المهجورات وأطفالهن، تنادي إنسانية كل أب وضمير كل قاضي وإيمان كل رجل دين.

نصف ساعة هي التي عبرن فيها النساء المهجورات عن رفضهن لواقعهن خلال اعتصام تحدى حرارة الشمس وحرارة الهجران والمسئولية، مطلقات أصوات أطفالهن المنادية بحل جذري للملفات الأسرية العالقة.