المعلمون يقف إليهم العالم في أي مكان في العالم احتراماً وتبجيلاً وتقديراً وتقديساً أيضاً، إلا المعلمين في وطننا العزيز فهم أذلاء ويجب عليهم أن يقفوا ويقفوا على قارعة الانتظار أملاً في تحقيق الوعود المتراكمة التي لا يأكلون من ورائها إلى الهواء.
«عيدية» وزارة التربية والتعليم للمعلمين سبقت العيد بأيام، وقامت الوزارة بتوزيعها على جميع المدارس كانت يوم أمس (الأحد) وكانت على شكل إعلان عن فتح باب التسجيل في برامج التمهن حتى يحصل المعلم على درجة تعليمية واحدة، وما أيسر هذه الاشتراطات!
كان من بين شروط عملية الترقي إنهاء (360) ساعة زمنية خلال ما لا يقل عن أربع سنوات كحد أدنى، أي ربما تصل برامج التمهن هذه إلى ست أو سبع سنوات، كل ذلك من أجل الحصول على درجة واحدة!
الله أكبر يا وزارة التربية بودّي معرفة العقل المدبر الذي يستنبط هذه الطرق التي لا تخطر على قلب بشر، من أجل أن يبعد الترقيات عن المعلمين بأية صورة كانت!
هل يعلم واضع هذه الآلية أن المدة الزمنية التي وضعها لنيل درجة واحدة تكفي للحصول على البكالوريوس والماجستير والدكتوراه أيضا؟!
ثم في أي فترة من وقته سيقضي المعلم هذه الساعات الـ(360) ونصابه في الفترة الصباحية لا تقل عن 22 حصة في الأسبوع؟!
المعلم البحريني لا يستحق كل هذه «الإهانة» تحت عنوان «التمهين» فقد أريق ماء وجهه وهو يطالب بتعديل كادره، يفاجأ اليوم بأن اشتراطات الترقي أصبحت أكثر تعقيداً عمّا كانت عليه قبل إقرار الكادر؟!
لا بد للقائمين على وزارة التربية أن يقتنعوا كامل الاقتناع أن «مرمطة» المعلم هي «مرمطة» لمسيرة التعلم برمتها، وأن العبث باستقرار المعلم هو عبث بمستقبل المسيرة العلمية والتربوية في البحرين، لذلك يجب إعادة الحسابات كلها، ويجب مراجعة أوضاع المعلمين بصورة جدية، وكان حرياً بالوزارة بدلاً من استقدام من يبتكرون الأساليب لـ «تطفيش» المعلمين أن يستقدموا من يبتكرون الأساليب لتكريم المعلمين، وجعلهم في المرتبة التي يستحقون، والوقوف لهم بدلاً من إرغامهم على الوقوف يستجدون أبسط حقوقهم استجداء
إقرأ أيضا لـ "عقيل ميرزا"العدد 2214 - السبت 27 سبتمبر 2008م الموافق 27 رمضان 1429هـ