العدد 3096 - السبت 26 فبراير 2011م الموافق 23 ربيع الاول 1432هـ

خيارات القذافي العسكرية ضئيلة وتزداد ضآلة

ربما لن تتمكن القوة المسلحة وحدها من إنقاذ الزعيم الليبي معمر القذافي لكن حتى مع تقلص الجيش بسبب انحياز كثير من أفراده إلى المحتجين ما زال القذافي يملك من القوة العسكرية ما يمكنه من اثارة الفوضى أو ربما الحرب الأهلية. ويقول محللون يراقبون الأزمة الليبية ان النتيجة المتوقعة هي ان يستولي الثوار على العاصمة طرابلس في النهاية لينتهي الأمر بقتل القذافي أو القبض عليه مع مجموعة من أهم مؤيديه.

ويقول كثيرون ممن يعرفون القذافي انه سيقاتل حتى النهاية حتى على الرغم من ان الفرص تتضاءل أمام حكمه المستمر منذ 41 عاما بعد فقده السيطرة على عدة مدن وانشقاق كثير من جيشه عنه وتخلي مسؤولين ودبلوماسيين ليبيين أمام العالم عن صلتهم بالحكومة الليبية.
وفي علامة مشؤومة للقذافي خرجت أحياء فقيرة في طرابلس عليه صراحة خلال جنازة امس السبت وقال سكان بالعاصمة الليبية ان قوات الأمني تركت حي تاجوراء الذي يقطنه سكان من الطبقة المتوسطة بعد أيام من الاحتجاجات.

لكن هزيمة القذافي قد لا تحدث بهذه السلاسة وعلى المدى القصير ربما لا تكون الاحتمال الوحيد. وفيما يلي عدة سيناريوهات بديلة:
أن يصد القذافي التمرد على حكمه وتنتهي الأزمة مع المطالبين بسقوطه.
قال جون ماركس رئيس مركز معلومات عبر الحدود البريطاني الاستشاري ان القذافي مع امتلاكه لعدة آلاف من الجنود المدعومين بالمدرعات الثقيلة والمنتشرين حول العاصمة ومع القمع العنيف الذي يقوم به أنصاره المسلحون للمحتجين داخلها ربما كان لدى الزعيم الليبي ما يكفي من القوة العسكرية في الوقت الحالي لحرمان معارضيه من أي مكاسب في طرابلس.

وقال ماركس ان المعارضين في العاصمة ينتظرون "تعزيزات". لكنه قال ان التعزيزات قد لا تصل اذا نجح خميس نجل الزعيم الليبي في سحق التقدم على الطرق المؤدية للعاصمة بفرقته الثانية والثلاثين التي يقال انها فرقة قوية .
ويقول الخبراء الأمنيون انه بالإضافة إلى ان المئات وربما الآلاف من عناصر الأمن الداخلي المسلحة في طرابلس قد تقوم بدور جهاز الانذار أمام أي محاولة مفاجئة لتسلل المسلحين إلى العاصمة من المناطق الخارجة على حكم القذافي.
ويقول الخبراء العسكريون ان القذافي يستطيع جمع ما بين 10 إلى 12 ألف جندي إلى جانب الموالين له في الأجهزة الأمنية والمرتزقة. كما أنه يسيطر على مطار طرابلس ومينائها.

ومن الممكن أن تمنح الأزمة القذافي وقتا كافيا كي يمد جسورا اقتصادية او شبه عسكرية إلى اي من القبائل التي لم تعلن بعد انشقاقها عليه.
أن يفر القذافي من طرابلس ويبدأ حرب عصابات من الصحراء
قال سعد جابر المحامي الجزائري المقيم في لندن والذي يعرف عددا كبيرا من كبار مسؤولي النظام الليبي ان استمرار القذافي في الحكم قد اصبح مستحيلا.
وقال ان الامر اصبح الان يتعلق ببقاء القذافي على قيد الحياة لا بقائه في الحكم.

وقال ان القذافي سيخلق الظروف المناسبة لحرب عصابات وان هذا هو السبب الذي قاده إلى دعوة الليبيين إلى حمل السلاح.
ومن الممكن ان يفر القذافي إلى اراضي قبيلته في منطقة سبها الصحراوية الجنوبية ليحاول ضرب استقرار البلاد من هناك. كما ان من الممكن ان يتجه إلى مدينته سرت وهي خطوة تنطوي على خطورة لقربها من الشرق الذي سقط في ايدي المحتجين.
وقال جابر ان شخصا مثل القذافي بالتأكيد قد أقام لنفسه مخابئ في الصحراء وانه من هناك قد يبدأ القتال من أجل استعادة السيطرة على البلاد أو على جزء منها.
وقال جيف بورتر المحلل الأمريكي المستقل انه يتصور ان الازمة ستنتهي بعملية بحث عن القذافي الذي قد يسقط من السلطة لكنه يفر مع جمع من الموالين له ليختفي لعدة اسابيع دون ان يعرف مكانه.

أن يفر القذافي من طرابلس وان توافق القبائل على هدنة منعا للفوضى
قال جابر ان وقت القذافي قد انتهى لكن السؤال يتعلق بمقدار الدمار الذي سيسببه قبل أن يرحل بالفعل.
واضاف ان مقدار الارتباك الذي قد تثيره هزيمة القذافي يعتمد على اخلاص قبيلته وأقاربه له.
وعند مرحلة ما قد تقرر قبيلة القذاذفة التي ينتمي إليها القذافي التفاوض مع القبائل الأخرى والاتفاق على وقف القتال.
ويقول الخبير الليبي منصور الكيخيا ان الانقسامات داخل قبيلة القذاذفة قد بدأت بالفعل بين المؤيدين للقذافي والمعارضين له. وتريد القذاذفة ان تفعل اي شيء حتى لا تتعرض للملاحقة من أي سلطة انتقامية جديدة في ليبيا ما بعد القذافي.
ان يشعل القذافي حربا اهلية حقيقية

هذا هو السيناريو الأرجح في الوقت الراهن. لكن ماركس قال انه قد يتصور أزمة بين "دولة عجيبة على هيئة مدينة تحكمها هذه الفئة من قوات القذافي بينما تحكم بقية البلاد المعارضة غير القادرة على الاستيلاء على العاصمة بسرعة. واذا استمر هذا الموقف فربما تقع البلاد في الحرب الأهلية."
وقال جابر انه كلما طالت فترة قمع القذافي للاحتجاجات كلما ازدادت صعوبة تفاوض قبيلته على تسوية سلمية.
أن يسقط القذافي ويهرب إلى الخارج
قال جابر انه يتصور ان يرضخ القذافي لنصائح أقرب اقاربه بالتفاوض مع زعماء القبائل الحليفة وكبار ضباط الجيش من أجل الحصول على الخروج الآمن من البلاد.

وقال انه لاحظ لجوء العديد من المنشقين من أنصار الزعيم الليبي إلى قبائلهم وهو ما يسلط الضوء في نظره على أهمية القبائل في تحديد مستقبل القذافي.
واضاف ان القذافي واقاربه قد يتفاوضوا مع القبائل الحليفة على وقف القتال بشرط السماح للقذافي بمغادرة البلاد دون محاكمة.
ومن المتوقع ألا ترحب دول كثيرة باستضافة القذافي. وبمجرد خروجه من ليبيا سيكون الزعيم الليبي عرضة لأي محاولة مستقبلية لتسليمه للمحاكمة أمام المحكمة الجنائية الدولية لارتكاب جرائم حرب.
 





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 26 | 8:21 ص

      هذي القبطان نامق....

      اللي في عدنان ولينا بس مدلرس صاير شرير مع انه في المسلسل كوميدي وطيب

    • زائر 25 | 8:09 ص

      رد ل (رجل شجاع)

      الرجل الشجاع من يقف ضد خصماؤه واعداؤه لا من يقتل النفس البريئة التي حرمها الله . وهذا رجل مصاص الدماء بعث بالمرتزقة وجلاوزته لإغراق ليبيا بدماء الشهداء والحروب الأهلية لا بارك الله فيه فهو كالفأر يختبأ في جحر خوفا على نفسه . ونحن لا نتشرف بمجيئه للبحرين واللي معجب فيه يروح إليه في جحره أبو البنات .

    • زائر 14 | 5:23 ص

      إلى جهنم وبئس المصير

      أتمنى يذوق أشد أنواع العذاب في الدنيا قبل الأخرة ... دم الأبرياء مايروح هدر هذا مو إنسان .. حتى مو وحش لان الوحش أحسن منه المجازر اللي إرتكبها ذكرني بصدام وبني أمية

    • زائر 12 | 5:10 ص

      شر البلية ما يضحك

      اول مرة اشوف رجال يحمونه نسون

    • زائر 11 | 4:43 ص

      رجل شجاع

      القذافي يجب ان ياتي البحرين لانه شجااااااااع ومايخاف وانا معجبه فيه

    • زائر 7 | 3:41 ص

      اسمه ليس معمر بل مدمر

      اسمه مدمر القصافى لانه دمر شعبه وبلده وقصف الابرياء المسالمين عشاق الحريه الله يقصف عمرك بايدى مرتزقتك يامجنون يابو شمخ كبير

    • زائر 4 | 3:15 ص

      كل ظالم وله يوم

      ماقصر الله ايقصر عمره افقر الموطنيين الليبيين وقتل ابناءهم وزجهم في السجون وسرق اموال ليبيا ووضعها في حسابه الخاص مليارات الدولارات من المال العام في جيبه وجيب ابناءه ؟
      الا لعنة الله على كل ظالم

    • زائر 3 | 3:02 ص

      كل ظالم له يوم

      وإذا نفذ من عذاب الدنيا فكيف سينفذ من عذاب الآخرة
      حيث لاينفع مال ولا بنون ولا قبيلته باكملها............

اقرأ ايضاً