تتسارع الأحداث هذه الأيام بوتيرةٍ يصعب على المراقب متابعتها، وإذا أردت أن ترصدها يومياً فستحتاج إلى مساحة أكثر من مقال. حاول أن تفهم، تتابع، تواضع قليلاً، لا تجعل نفسك فيلسوفاً، فنهضات الشعوب لا تحتاج إلى فلاسفةٍ أو منظّرين!
من أهم أحداث الجمعة، الخطبة التي ألقاها الشيخ عيسى أحمد قاسم الذي رفض مبدأ «الحوار من أجل الحوار» أو تضييع الوقت أو تمييع المطالب وامتصاص الغضب، فالحوار يجب أن يكون منتجاً وبضمانات، فالضمانات الشفوية كانت سراباً. ولم تمضِ ساعتان على الانتهاء من مراسم الصلاة، حتى كان الشيخ من أوائل من وصل منطقة السلمانية، إحدى نقطتي انطلاق المسيرة التي دعا إليها العلماء حداداً على أرواح شهداء حركة فبراير، حيث سار إلى جوار كبار العلماء، السيد جواد الوداعي والسيد عبدالله الغريفي والشيخ محمد صالح الربيعي. وانطلقت الأخرى من أمام تقاطع السِيف، ليصب البحران في دوار اللؤلؤة، حيث فاضت هذه المنطقة التجارية بحشدٍ ضخمٍ.
الخبر البحريني بعد عشرة أيامٍ مازال محافظاً على توهجه، رغم الحريق الليبي الهائل والزلزال اليمني الكبير. القذافي أعلن أن الشعب يحبه حباً جماً، ولذلك دعاه للرقص في الشوارع وهدّد معارضيه الأنذال بإرسال القبائل لتأديبهم! لماذا يلجأون دائماً إلى القبائل؟ أما في اليمن فقد أمر علي عبدالله صالح قوات الأمن مؤخراً بعدم ضرب المتظاهرين، ربما اصبح يؤمن بشعار «كفى ضرباً للجماهير»! وأعلنت قبائل حاشد وبكيل انحيازها للمعارضة!
عند الحادية عشرة من مساء الجمعة، أعلنت بعض الفضائيات عن إقالة ثلاثة ممن أسمتهم «وزراء التأزيم» بالبحرين، (الصحة والإسكان وعطية الله)، تبين في الصباح أن التغيير شمل وزيراً رابعاً أيضاً لم يكن مؤزِّماً (الكهرباء والماء)، وتدوير ثلاثة، وتصعيد اثنين. أكثرهم ارتباطاً بالحدث اليومي الساخن وزير الصحة الذي ظلّ منتسبو وزارته يتظاهرون يومياً ضده، لمخالفته ما أقسم عليه من الذود عن «حريات الشعب ومصالحه وأمواله بالأمانة والصدق». كان رحيله تحصيل حاصل، فلم يحزن عليه أحدٌ على الإطلاق، وخصوصاً أنه كان بطلاً في أزمة مرضى السكلر الذين يشكلون عشر سكان البحرين، وفي فترة توزيره تزايد عدد ضحاياه بنسبة خمسين في المئة، مرة بسبب نقص الأسرة، ومرات بسبب عدم توافر الدواء.
يوم السبت كان حافلاً أيضاً، فقد انتشرت رسائل نصية تدعو لمسيرة نحو مبنى الحكومة الساعة الثالثة عصراً، بعد يوم واحد من مسيرة مشابهة توجهت نحو قلب المنامة التجاري التقليدي (باب البحرين)، في وقتٍ بدا واضحاً حالة الشلل التي يشهدها القطاع التجاري، وتبدّت مظاهره في قلة مرتادي المجمعات الكبرى واقتصار حركة الشراء على الضروريات. أما على المستوى العام، فقد نفى محافظ المصرف المركزي وجود أيتأثير كبير لرؤوس الاموال. وهو ما سعى إلى تأكيده وزير الخارجية في مقابلةٍ مع إحدى الشبكات التلفزيونية الاقتصادية بقوله «إن الاقتصاد لم يتأثر كثيراً نتيجة الأحداث الأخيرة... وان الحوار الوطني سيزيد من قوة الاقتصاد وصلابته».
عند الثالثة والنصف، أعلن عن وصول المعارض البحريني (أمين حركة حق) حسن مشيمع إلى مطار البحرين، بعد احتجازٍ دام ثلاثة أيام في بيروت، لوجود أمرٍ سابقٍ بالقبض عليه لدى الشرطة الدولية (الانتربول)، وأعلن عن تأجيل كلمته المقررة في دوار اللؤلؤة حتى التاسعة مساءً. وفي هذه الأثناء توجهت مسيرة ضمت 8 آلاف متظاهر إلى قلب المنامة حيث طافت بمبنى وزارة الخارجية ورئاسة مجلس الوزراء.
في الرابعة تحرّكت من دوار «الدانة» المسيرة التضامنية التي نظّمها الكتّاب والمثقفون والأدباء، وشاركت فيها 25 من جمعيات المجتمع المدني (نسائية وحقوقية واجتماعية وشبابية ومهنية ومحامين واجتماعيين ومقاومة تطبيع). ودعا المشاركون إلى إجراء إصلاحات سياسية واسعة في البلاد، وردّدوا شعارات تدعو لمحاكمة من أطلقوا الرصاص على أبناء الشعب .
وحين وصلت دوار اللؤلؤة، استقبلها الجمهور بهتاف «شكراً لكم»، على عادته في استقبال مسيرات الفئات المهنية والاجتماعية المختلفة. وخاطب أحد المحامين شباب حركة فبراير: «أنتم اليوم تصنعون غداً جديداً، وتغيّرون هذا الوضع المزري، ونحن كمحامين سنكون معكم، وسندافع عنكم، فأنتم الذين ستصنعون الغد الأفضل».
وأعلن أحد أعضاء أسرة الأدباء والكتاب تضامنهم مع مطالب الشعب العادلة التي تقود إلى التغيير والحرية، وأدان المجازر التي ارتكبت بحقه قديماً وحديثاً. وقال: «لا يمكن لمثقفٍ أو أديبٍ أو فنانٍ أن يكون حراً إلا إذا وقف مع أبناء شعبه، ونحن نردّد معكم: لا سنية لا شيعية وحدة وحدة بحرينية». وخاطب وزارة الثقافة ومؤسسة الإعلام الرسمي التي تروّج للفتنة وتعمق الشرخ الطائفي، قائلاً: «إننا لا ننتمي لكم، ونطالب باستقالتكم». وحيا الفنان العربي الكبير مارسيل خليفة.
كان مارسيل خليفة نشر مقالاً بديعاً الجمعة في «الأخبار» اللبنانية، أعلن فيه عن امتناعه عن المشاركة في مهرجان «ربيع الثقافة» الذي تنظمه وزارة الثقافة، تضامناً مع المطالب المطروجة في البحرين. وفي بيروت أيضاً، أعلن عن إلغاء الفنانة اللبنانية فيروز حفلها المقرر الشهر المقبل، ضمن فعاليات ربيع الثقافة، الذي تقرّر تقليص فعالياته واختصاره على بعض الأنشطة المحلية. فكما أن الخبز لا يلذّ إلا مع الكرامة، فإن الفن لا يلذ إلا مع الحرية
إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"العدد 3096 - السبت 26 فبراير 2011م الموافق 23 ربيع الاول 1432هـ
محمد الدوسري
قلم حر يعطي درر سلمت يداك ايها العزيز قاسم حسين فان قلمك حر لا ينطق الا الحق .
أنت مبدعُ كعادتك
راصدٌ رائع
مميزٌ في سردك
إلا أن ثمة مشكلة
حدثت
من أين لك التعداد الذي رصدته ووصفت مسيرة الأمس بثمانية آلاف؟؟
هل هذا هو تقديرك أو أنه تقدير جهة أخرى؟؟
سمعت من مصادر كثيرة بأن عدد المشاركين في هذا المسيرة يربو على الخمسة وثلاثين ألف في أكثر المصادر إنصافاً لأن هناك من قال بأن فيها خمسون ألفاً
ولكن على الأقل في تقديري بأنها لا تقل عن عشرين ألف
تحيتي لك
عاش قلمك الحر
ما شاء الله عليك يا استاذي الكريم دائما مبدع وسلس في طرح الحقائق والافكار
ارى في مقالاتك شيئا مختلفا ومميزا جدا مع احترامي لجميع الكتاب
شكرا لك
شكرا لكم شكـــــــــــــــــــــــــــــــرا لك,,,,,,,,,,,,,,,,,م
الاديب أديب والفنان فنان
لكن من تعلم
اقرأ باسم ربك الذي خلق
وهم يقولون لأ تقرأ ولا تكتب
بل امرك مولاي
الاغلبية الصامته
نعم يا سيد, صحافة التهريج مازالت تطلق النكات و تقول اغلبية صامته, اذا كان عدد البحرينيون الاصليون 540 الفا و الذين تظاهروا يوم الثلاثاء يقدر بنحو 400 الف, فمن هم الاعلبية الصامته, اعتقد هناك خلط بين الصمّون (الروتي) و الصامتون
شكرا يا سيد ..!!
كعادتك تعطينا حصاد الأسبوع في مقال مختصر ومنظم وممتع يشدني دائمآ حالي كحال البحرينيين دون استثناء ... أخوان سنه وشيعه هذا البلد مانبيعه
شكرا لكم ... شكرا لكم .... شكرا لكم
شكرا لكم ... شكرا لكم .... شكرا لكم
أشكرك
اللهم صل على محمد و آل محمد و عجل فرجهم و عجل فرجنا بهم يا كريم
أشكرك اخي قاسم حسين على قلمك الحر الأبي
حقيقة اغبطك على نشر الواقع بدون تزييف و مقالاتك دائما محط اهتمامي .. رزقك الله خير الدارين بحق محمد و آل محمد
في أمان الله
عاشقة القدس
شكرا لك ولكل طاقم الوسط..فأنتم العيون التي نبصر بها والاذن التي نسمع بها..
شكرًا
شكرًا جزيلاً لك يا سيدي الكريم، وعشت قلمًا حرًا على الدوام كما عهدناك