العدد 3096 - السبت 26 فبراير 2011م الموافق 23 ربيع الاول 1432هـ

طغيان التفاؤل ليس بديلاً عن طغيان اليأس

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

إن مما يفرح القلوب هو الإفراج عن المعتقلين وعودة المبعدين، وعشنا جانباً من هذه الفرحة خلال الأيام الماضية، واكتملت الفرحة بعودة الأستاذ حسن مشيمع إلى البحرين مساء أمس في أجواء مختلفة جداً عن تلك التي كانت تسود البحرين قبل بدء حركة شباب 14 فبراير.

ولعلي لا أستطيع أن أضيف كثيراً في أجواء محمومة... ولكن الغريب في الوضع السياسي الحالي هو أن حركة الشباب إنما بدأت بسبب «طغيان اليأس» على نفوسهم، وانعدام الأمل لديهم بمستقبل أفضل يتناسب مع الطموحات التي توفر العيش الكريم والبيئة الآمنة والمكتملة الحقوق. على أن طغيان اليأس الذي أدى إلى الحركة الشبابية تبدل حالياً إلى «طغيان التفاؤل»، وبين هذا وذاك تتوقف حركة التفكير المتأمل.

التفكير المتأمل يفشل عندما يسيطر الحماس المفرط على الوضع، إذ يبدو أن كل شيء ممكن بالنسبة للطاقات الشبابية التي تسعى إلى صناعة المستقبل، وهي تؤمن بأنها تستطيع الوصول إلى ما تريد بعد أن حققت في مرحلتها الأولى أمراً كان يبدو للوهلة الأولى مستحيلاً بالنسبة للتفكير السائد.

ليس من المستغرب في ظل هذه الأجواء أن ترتفع أصوات من احترقت قلوبهم بسبب ما جرى من أحداث، ولاسيما أن الشباب يشاهدون أحداثاً تتحرك بعنفوان غير مشهود من قبل. ولكن هذا الحماس ينتج طرحاً عمومياً قد يغفل التفاصيل الدقيقة، والمهمة جداً، والتي قد تختفي من أمام الأعين، ولا يجرؤ أحدٌ على النطق بها، وذلك بسبب «طغيان التفاؤل» .

وإذا أضفنا إلى التفاؤل الشديد تركيز الخطاب على حماس الشباب المنقطع النظير، فإن القدرة على طرح المخارج التي قد تلبي الطموحات والمطالب ربما تنزلق من أمامنا من دون أن يتمكن أحد من الحوار مع نفسه، أو من محاورة من قد يشترك معه في أهداف محددة، أو محاورة الأطراف المجتمعية المتوجسة، وبالتأكيد لن يستطيع أن يتحاورمع الجانب الآخر من المعادلة السياسية.

وإذا كان لدي ما أقوله، فإنه يجب علينا ألا نمنع حركة التفكير والتأمل، وألا نلغي الخيارات، وألا نعمم وجهات النظر وكأنها رؤى مطلقة يصعب تبديلها لاحقاً عندما تحين الحاجة إليها.

إن حركة شباب 14 فبراير استطاعت أن تحقق ما عجزت عنه قوى سياسية عديدة، وفرضت أجندة التغيير، وهذا لاشك فيه. غير أن الحركة ولكي تنتج في تحقيق الأهداف المرجوة فإنها تحتاج إلى التنسيق الداخلي، والتوافق مع القوى السياسية، والدخول في مرحلة مختلفة تستشرف المستقبل بـ «عزيمة الحكمة» التي تعزز «عزيمة الغضب». مثل هذا الحديث يجرنا إلى استذكار تجارب مؤلمة مرت علينا، وهذا أمر متوقع، ولكن المعايير التي تحدد الموقف الصحيح بحاجة إلى دعم كل الجهود الرامية للبحث عن نوافذ الأمل

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 3096 - السبت 26 فبراير 2011م الموافق 23 ربيع الاول 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 21 | 3:10 ص

      14 فبراير (جميع الشعب المخلص لهذا الوطن)

      شباب 14 فبراير انا وانت وكل الشعب وليس كل من لديه خيمة في الدوار. المطالب هي المقدرة على العطاء في جميع المجالات وفي جميع موسسات الدولة لرفع اسم الوطن عالي المشاركة والمصير الواحد شباب 14 فبراير مثلما يكون العينة الحقيقة والطبيعة لمعناة المواطنين الدين فقدو اعز عنصر وهو الحرية والحرية لا تساوم بالمال فالمال فاني ولكن الحرية تصنع النجاح وتحرر من شلل الاستعمار والاستبداد الاجنبي . شباب 14 فبراير ليس للبيع . ودم الشهيد ليس للتجارة لزيادة الارصدة البنكية .

    • زائر 20 | 2:57 ص

      كيف نتفاءل

      قي قلوبنا جراح ولعلنا بكلامنا نرتاح. كيف نتفاءل وقد حرقت قلوبنا؟ وقد رأينا شبابنا يقتل أمام أعيننا؟ أم الشهيد رضا لاتتوقف عن الحديث عنه ليلا ونهارا. تضحك ضحكه قصيرة. تتكلم وتسكت. هي لاتستطيع الضحك ولاتستطيع البكاء ولكنها تعوض عن ذلك بالحديث المستفيض عنه وهو الذي ارتبطت روحها بروحه. هل ستعوضها المائتين دينار التي عرضت عليها بالامس عما فقدت؟ هل سقط الشهيد أمام اعينكم في الميدان أم في المسجد حيث قمنا بنقله واتهمنا الجيش برميه بالرصاص؟ هكذا تعوض الدوله أم الشهيد.كيف نتفاءل ولم؟

    • زائر 19 | 2:12 ص

      اكثر قدرة على التضحية منكم

      انتم من ساهمتم في تنزيل سقف المطالب، والشباب اوعى واكثر قدرة على التضحية منكم

    • زائر 17 | 1:35 ص

      انا مع زائر رقم 1

      نعم على شباب 14 فبراير عليهم تنظيم صفوفهم و اختيار ممثليهم و الناطقين باسمهم

    • زائر 15 | 12:58 ص

      إلى الأمام

      شباب 14 فبراير صنعوا مجدا وبهم افرج من افرج و عاد من عاد و لكن لايطغى ذلك على إمكانية روئية المستقبل و توسعة الصدر لاراء الجمعيات السياسية ولايغفل الشباب أن هناك بعد ديني يجب إتباعه و إلا سيفوتهم قطف ثمار مسيرتهم. والله الموفق.

    • زائر 14 | 12:56 ص

      يجب توحيد المطالب وطرحها بشكل واضح

      أنا في اعتقادي ان المملكة الدستورية هي الافضل للبحرين.
      مملكة دستورية سليمة غير مشوهة تحت أي مسمى من المسميات.
      على الشارع توحيد مطلبه.
      صحيح هناك أزمة ثقة كبيرة لكن المطالب يجب ان تكون واضحة وفي مصلحة الوطن.

    • زائر 13 | 12:51 ص

      14 فبراير

      هل هي حركة شباب جد\\يدة تحمل في ثناياها جميع التيارات ام انها مسمى جديد لحركة قديمة ؟؟

    • زائر 11 | 12:26 ص

      طغيان اليأس اقوى و اشد

      انها سنون طوال من التهميش والقمع والذل و الهوان.. سنين عدة يسألك المستورد على مداخل البلدات والقرى من اين اتيت والى اين انت ذاهب, عقود من التعذيب و الخزي والعار ويريدونا ان ننسى هكذا بتدوير بعض المناصب, انهم لا يريدون الاصلاح ولك في تلفزيون العين الواحدة و راديو الرأي الواحد خير دليل, نقل مباشر للبحرينيين من الفاتح المطعمين بجحافل المستوردين ولكن يوم خرج اكثر من اربعمائة الف بحريني اصلي يوم الثلاثاء لم يعلم القائمون على الاعلام الرسمي بذلك... نعم طغيان اليأس اقوى و اشد.

    • زائر 4 | 10:33 م

      حتى لا تكون حركة اشباح

      شباب 14 فبراير عليهم تنظيم صفوفهم و اختيار ممثليهم و الناطقين باسمهم حتى اذا ارادت الجمعيات الساسية و استطلاع اراء الشياي تجد من تحاوره.

اقرأ ايضاً